رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

اتجـــــاه

** إنه السؤال الذى يملأ العالم صخبا، طالما تتعمد إيران تأخير الرد العسكرى، على كل عمل تقوم به إسرائيل، إما داخل الأراضى الإيرانية، أو باستهداف مصالح وأشخاص خارجها، وهو الأمر الذى يرفع مستوى الترقب والانتظار، لما سوف تقاس به قوة الرد، الذى من المتوقع أن يكون هذه المرة، أشد ضررا وإيذاء للمجتمعين العسكرى والمدنى، ليس على حافة المواجهة وحسب، ولكن داخل العمق الإسرائيلى، وسطا وجنوبا، لأنه أقل ثمن تطلبه «طهران»، مقابل اغتيال رئيس حركة «حماس»، إسماعيل هنية، على أراضيها، وفى حضور ممثلين من كل دول العالم، كان معهم ضيفا، فى مراسم تنصيب الرئيس الإيرانى، مسعود بزشكيان. 
** الذين يتعجلون الرد العسكرى، عليهم أن يفهموا أن الأمر معقد قليلا، ومختلف تماما عن ضربة «الوعد الصادق»، فى 14 إبريل الماضى، عندما استهدفت 300 مسيرة وصاروخ إيرانى، قاعدتين عسكريتين فى العمق الإسرائيلى، واعتبرته «طهران» انتقاما لقصف قنصليتها فى العاصمة السورية «دمشق»، فى بداية الشهر نفسه، ووقتها تحدث الإيرانيون، عن حكمة الانتظار لـ14 يوما قبل الهجوم، وهى أن «طهران» أرادت استنزاف الجيش والاقتصاد، بالتوازى مع حرب نفسية، خلقت حالة من الرعب والفزع، انتهى إلى «كابوس» أصاب المجتمع الإسرائيلى بالانهيار، وربما تنتهج إيران نفس السيناريو، وما دونه من ظروف دولية، لضمان هجوم قوى يحقق أهدافه.. قريبا.
** الواضح تماما على الساحة وفى التخطيط المعلن، أن إيران تستعد لهجوم واسع هذه المرة، قد يستهدف منشآت عسكرية ومدنية وبنى تحتية، بحيث تلقن قيادات «تل أبيب»، وعلى وجه الخصوص، رئيس الوزراء المتهور بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف جالانت، وأصحاب الرؤوس الساخنة، من وزراء الحكومة المتطرفين، أسوأ دروس الانتقام العسكرى، الذى لا تقبل «طهران»، وبالذات المرشد الأعلى على خامنئى، والرئيس الجديد «بزشكيان»، بأقل من ضربة قاصمة، يبلغ ضررها وأثرها، كل مفاصل ومستقبل دولة إسرائيل، حتى تستعيد إيران كرامتها وسيادتها، وترفع عن نفسها حالة الحرج، التى وقعت مع اغتيال «هنية» على أراضيها.
** وحتى يكون الرد بحجم حدث الاغتيال، تعمل القيادة الإيرانية على مستويين..المستوى الدبلوماسى، الذى تتبناه وزارة الخارجية، لتثبيت «شرعية» حق إيران فى الدفاع عن نفسها، فى نطاق القانون الدولى، ومن ثم اتسعت التحركات الخارجية، تخاطب دوائر صنع القرار فى الدول الغربية، وبالذات دول الاتحاد الأوروبى، وبالتوازى داخليا، إبلاغ سفراء هذه الدول بحق إيران فى الرد، وبغير مواقف الدول الصديقة، تعمل دبلوماسية «طهران»، على التخفيف من موجات الإدانة، لأى ضربات توجهها لإسرائيل.. وعلى المستوى العسكرى، ما تتحدث به تقارير إعلامية، عن حشد صواريخ بعيدة المدى فى الغرب الإيرانى، وتدريبات فى الشرق على حروب طويلة محتملة.
** قيادات «طهران» يقولون إنهم لا يسعون للتصعيد، أو حتى لحرب إقليمية، لكنهم يصرون على ضربة استرتيجية، قد تدفع «تل أبيب» ثمنا باهظا عنها، إذا ما شاركتها جماعات المقاومة، «حزب الله» من لبنان، و«الحوثيون» من اليمن، و«المقاومة الإسلامية» من العراق، الأمر الذى يثير المخاوف الأمريكية- الإسرئيلية، ما أجبر «واشنطن» على أن تلجأ للشركاء- غرب وعرب- فى حلف يعمل على تعطيل الهجوم الإيرانى، أو الحد من الخسائر، إن فشلت الضغوط ودعوات التهدئة، التى تتعلق بها إسرائيل وتتجاهلها إيران، وبينهما الأساطيل البحرية الأمريكية، التى تعكس رعب البلدين.. من قوة الثأر لاغتيال «هنية» فى «طهران»، والقائد «فؤاد شكر» فى بيروت.
[email protected]