رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الأولى مكفوفين: والدتي سبب تفوقي وسأتقدم بأوراقي لكلية الألسن

بوابة الوفد الإلكترونية

عمت الفرحة قرية كفر المقدام التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، وبالتحديد منزل الطالبة «سماء سمير أحمد علي»، لحصولها على المركز الأول للمكفوفين، بمجموع درجات 392 درجة بنسبة 95.6٪، وسط فرحة عارمة بين الأهل والجيران الذين توافدوا على منزلها لتهنئتها وأسرتها، بعد أن تعالت الزغاريد فرحا وابتهاجا بابنتهم المتميزة.

وقالت سماء الطالبة المتفوقة، إنها تنحدر لأسرة رقيقة الحال، والدها موظف بالمجلس المحلي وتوفي إلى رحمة مولاه وهي في الخامسة من عمرها، ووالدتها ربة منزل، ولديها 3 شقيقات غيرها كلهن متميزات، الأخت الكبرى «سعاد» حاصلة على المركز الأول في الثانوية العامة على محافظة الدقهلية، والوسطى «سهر» حاصلة على ليسانس آداب قسم آثار، والصغرى «سارة» حاصلة على ليسانس حقوق.

 

 وأوضحت أن والدتها عكفت على تربيتهن عقب وفاة والدهم، وساهم معاش والدهم على سد جزء كبير من متطلبات الحياة، فضلا عن عائد بسيط من محل بقالة، حتى تمكنا من الانتهاء مراحل التعليم وحصولهن على درجات علمية متميزة، مشيرة إلى أنها من محافظة الدقهلية، ومدرسة المكفوفين بالمحافظة تبعد عشرات الكيلومترات من مسكنها، وحتى تتغلب على بُعد المسافة نقلت أسرة محل الإقامة إلى إحدى قرى بمركز الزقازيق لقربها من مدرسة المكفوفين خلال المرحلة الثانوية، حيث التحقت بمدرسة النور للمكفوفين بالزقازيق، والكائنة بمدينة الزقازيق.

وأشارت إلى أن شقيقتها الكبرى سعاد حصلت على ليسانس آداب إنجليزي، وحاليا باحثة ماجستير في كلية التربية، وكانت داعمة لها بشكل كبير في استذكار دروسها طوال العام الدراسي، بالإضافة إلى وقت المراجعة وخلال فترة الامتحانات، وهي بمثابة المثل الأعلى والقدوة المثلى لها، وكذلك والدتها التي افنت حياتها بعد وفاة والدها، وكانت بمثابة الأم والأب في ذات الوقت، وكانت تصطحبها من والى مدرستها وأماكن دروسها، قائلة: والدتي هي السبب في حصولي على مركز متقدم بين أوائل الجمهورية في الشهادة الثانوية هذا العام، وذلك بتوفيرها الجو المناسب لاستذكار دروسي، فضلا عن توفير أوجه الرعاية الكاملة لها من كتب ودروس خصوصية.

ولفت «سماء» إلى أنها تسعى للالتحاق بكلية «الألسن اسباني»، لأنها تعشق اللغة الاسبانية والترجمة بشكل عام، منذ التحاقها بالصف الأول الثانوي، وإنها تتمنى أن تسافر إلى إسبانيا في منحة دراسية أو بعد التخرج، كون أن السفر لُه العديد من الفوائد منها التعرف على ثقافات الشعوب الأخرى، والغوص في علوم ودراسات لن تجدها إلا في الخارج.

ونوهت «سعاد» الشقيقة الكبرى لـ «سماء» الأولى على المكفوفين في الثانوية العامة هذا العام 2023/2024، إن الله أكرمها بأن تكون من المكفوفين أيضا مثل شقيقتها «سماء»، وأن هذا الأمر لم يكن في يوم من الأيام يسبب لها أي عائق، بل كان داعمًا لها منذ مراحلها التعليمية المختلفة بأن تكون من المتفوقات حتى حصلت على المركز الأول في الثانوية العامة على مستوى محافظتها، مشيرة إلى أن ذلك كان داعمًا فيما بعد لشقيتها الأخريات، واللاتي تفوقن في دراستهن الجامعية، وتجسد هذا الدعم أيضا مع شقيقتها الصغرى «سماء» والتي حباها الله بأن تكون الأولى على مستوى الجمهورية في الشهادة الثانوية.

وذكرت والدة الطالبة الأولى مكفوفين، إنها كانت متوقعة مع بناتها الأخريات حصول بنتها «سماء» على مركز متقدم في نتيجة الثانوية هذا العام، حتى تلقوا مكالمة تليفونية عقب انتهائهم من صلاة المغرب مساء الاثنين، من مكتب وزير التربية والتعليم، يخبرهم بحصول «سماء» على المركز الأول على مستوى الجمهورية، وهو ما أدخل السرور عليهم، وسجدت لله شاكرة على هذه النتيجة، وحمدت الله بأنها تمكنت من تحقيق حلم زوجها المتوفي «والد بناتها» بتفوقهم جميعا وتميزهم في مراحل دراستهم المختلفة، وأن الفرحة الكبرى إن شاء وقت أن تتمكن من تزويجهن، وتوصيلهن إلى بر الأمان.