رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تخيل لكريم ثليبي في ختام الدورة 58 من مهرجان الحمامات الدولي 

بوابة الوفد الإلكترونية

اختتم مهرجان الحمامات الدولي دورته الثامنة والخمسين على إيقاع معالجة درامية ونفسية للموسيقى تستحضر على المسرح فنونا متنوعة، من خلال عرض تخيل للموسيقي كريم ثليبي من إنتاج مسرح أوبرا تونس . 

وعلى خشبة مسرح الحمامات استمتع الحضور بعمل فني تجريبي من تأليف وتوزيع كريم ثليبي عن رواية للأديب محسن بن نفيسة بعنوان "غدا .. يوم القيامة"، وهو نتاج بحث علمي  وكتابة أوركسترالية معاصرة. 

عناصر بصرية 

عناصر بصرية وصوتية وحسية تظافرت على الخشبة لترسم ملامح أخرى للصراع والألم حيث حضرت الكوريغرافيا بإمضاء عبد القادر دريحلي والسينما إمضاء عبد الحميد بوشناق  ورامي جربوعي إخراج مسرحي وليد الدغسني. 

وفي العرض أيضا مرفقات صوتية بإمضاء كريم ثليبي تستحضر الألم والوجع وتروي حكاية أم ابتلع البحر ابنها فما عادت دموعها تستجيب لحرقتها وتؤدي دورها في الفيلم السينمائي الممثلة فوزية بدر التي وظّفت تعبيراتها ونظراتها لتبرز المأساة. 

تأويلات نفسية مختلفة ظهرت خلال العرض الذي يشكّل حالة درامية بمضامين جمالية تخاطب العقل والعاطفة وتنفذ إلى العمق الإنساني في إطار صراعه مع  جسده وارثه المنهك بالوجع.

وعلى نسق موسيقى الأوركسترا السيمفوني التونسي بقيادة المايسترو محمد بوسلامة ، وبحضور الفنانين: ناي البرغوثي وزياد الزواري وهيثم الحذيري ومحمد علي شبيل وحسين بن ميلود وهادي فاهم وصابر رضواني وسيرين هرابي وحمدي الجموسي ونصر الدين الشبلي،و أصوات أوبرا تونس  اتخذ العرض أبعاد سيكولوجية توغل في الدواخل وتقحم المشاهد في الحكاية. 

ويتيح العرض تخيلات لا متناهية وينفتح على تأويلات واحتمالات كثيرة استنادا إلى قراءة موسيقية متطورة ومعاصرة، تنبع من جماليات الموروث الموسيقي التونسي لتخلق تجليات تدعو إلى التفكير.

ويقترح "تخيل" وجهة نظر درامية تنقل اللحظات الانفعالية من خلال الأصوات والآلات والأوركسترا والكورال وتحولها إلى طاقة مسرحية تغازل كل الحواس وتدغدغ الذكريات وتوغل في دواخل النفس. 

وفي العرض الخاص بمهرجان الحمامات الدولي لفتة للملحمة الفلسطينية من خلال ديو بين الفنانة الفلسطينية ناي البرغوثي والفنان التونسي صابر الرضواني حيث التقى الموروث الموسيقي الفلسطيني والتونسي فيما ظهرت صور من المجازرفي الشاشات على الركح قبل أن تتوشح بالراية الفلسطينية. 

وهذه السيكودراما الموسيقية توجِد سبلا بين لغة الموسيقى ولغة الجسد وفيها تتعدد العناصر الفنية التي تراوح بين ما هو تسجيلي وماهو حي مباشر  ويحدث أن يلتقيا في ذروة الانفعالات.