رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مع بداية ميلاده.. حقيقة التشاؤم من شهر صفر والحكم الشرعي

هلال شهر صفر
هلال شهر صفر

حقيقة التشاؤم من شهر صفر والحكم الشرعي، تستطلع دار الإفتاء المصرية غرة شهر صفر 1446، مغرب اليوم الأحد، وهو الشهر الثاني الهجري من العام الجديد، ولكن كثيرًا ما ينتشر بين الناس التشاؤم من شهر صفر حتى أنهم لا يقيمون فيه الأعراس والمناسبات السعيدة ويعتقدون أنه نذير شؤم بالموت، فما حقيقة ذلك وحكمة الشرعي.
 

 

 حقيقة التشاوم من شهر صفر

كان العرب يتشائمون من شهر صفر في الجاهلية، وذلك لاعتقادهم بأن روح القتيل كانت ترفرف على قبر القتيل وتقول لأهله خذوا بثأري، واختلف في سبب تسميته بهذا الاسم فقيل: لإصفار مكة من أهلها، أي: خلوها إذا سافروا فيه، وقيل: سموا الشهر صفرا لأنهم كانوا يغزون فيه القبائل فيتركون من لقوا صفرا من المتاع أي: يسلبونه متاعه، فيصبح لا متاع له.

وقد ردت الأحاديث النبوية على ذلك التطاير فذكرت شهر صفر، في قوله عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر"، فالمقصود بصفر شهر صفر، كانت العرب يتشائمون به ولا سيما في الزواج، فقيل إنه داء في البطن يصيب الإبل وينتقل من بعير إلى اخر والأقرب أن صفر يعنى الشهر، وأن المراد نفي كونه مشؤوما ؛ أي: لا شؤم فيه، وهو كغيره من الأزمان يقدر فيه الخير ويقدر فيه الشر.

حكم الشريعة الإسلامية من التشاؤم ببعض الشهور كشهر صفر؟

قالت دار الإفتاء المصرية في فتواها لفضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية عبر الصفحة الرسمية، أنه ممَّا يدخل في التَّطيُّر المنهيّ عنه شرعًا: التشاؤم من بعض الشهور؛ كأن يعتقد المرء بأن يومًا معينًا أو شهرًا معينًا يوصف بحصول التعب والضغط والصعوبات معه أو أَنَّ التوفيق فيه يكون منعدمًا، ونحو ذلك من خرافات لا أساس لها من الصحة، فيُحْجَم عن قضاء حوائجه أو أيّ مناسبة في هذا اليوم أو الشهر.

وتابع علام أنه مع ورود النهي الشرعي عن التشاؤم والتطيّر عمومًا باعتباره عادة جاهلية؛ فقد ورد النّهي النبوي عن التشاؤم من بعض الأزمنة والشهور خاصة؛ وذلك كما في "الصحيحين" عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا عَدْوَى وَلَا صَفَرَ وَلَا هَامَةَ». وفي رواية أخرى للبخاري: «لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَر».

وأضاف علام أن الإمام ابن عبد البر القرطبي يقول :[وأما قوله: "ولا صَفَرَ" فقال ابن وهب: هو من الصفار يكون بالإنسان حتى يقتله، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يقتل الصفار أحدًا. وقال آخرون: هو شهرُ صَفَرَ كانوا يُحلِّونه عامًا ويُحَرِّمونه عامًا، وذكر ابن القاسم عن مالك مثل ذلك.

وانتهى فضيلة المفتي إلى أن التشاؤم بشهر صَفَر -الذي هو أحد أشهر السنة الهجرية لزعم أنه شهر يكثر فيه الدواهي والفتن- هو من الأمور التي نهى عنها النص النبوي الشريف.