عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هناك خيط تاريخى سميك بين 27 نوفمبر عام 1095 – بداية الحروب الصليبية على المشرق العربى، والرابع عشر من مايو 1948 تاريخ الإعلان عن قيام الكيان الصهيونى النازى.. يوم 27 نوفمبر 1059 بدأت أحداث أولى الحملات الصليبية بخطبة ألقاها البابا أوربان الثانى (1088 – 1099) فى حشود من المستمعين الذين اجتمعوا فى حقل فسيح فى أوفرينى بكليرمون فى جنوب فرنسا. دعا البابا أوربان أتباع الكنيسة فى خطبته قبل عشرة قرون تقريبا إلى شن حملة تحت راية الصليب ضد المسلمين فى فلسطين.

تجييش البابا أوربان لمتطرفى أوروبا كان ولا يزال يعنى انتقال الكنيسة الكاثوليكية من فضاء الدين إلى رحاب التاريخ. «من كتاب: ماهية الحروب الصليبية للدكتور قاسم عبده قاسم».

استمرت الحملات الصليبية حتى القرن الخامس عشر، وحتى القرن الثامن عشر بقى لهذه الحروب جاذبيتها فى الغرب الأوروبى حيث شاركت عشرة أجيال تقريبا فى هذه الحروب، قتالا وتمويلا وتجييشا..

دفع عرب المشرق أثمانا باهظة من تاريخهم ودمائهم ومقدراتهم نتيجة لهذه الحملات الاستعمارية المسعورة التى كانت تخرج من مواقعها الأوروبية بمباركة البابا.. لقد كانت الحروب الصليبية سببا رئيسيا فى تعطل قوى الإبداع – كما يقول د قاسم عبده قاسم – والنمو فى الحضارة الإسلامية. وفى نهاية فصول العصور الوسيطة للحروب الصليبية دخلت بلدان المشرق العربى فى منحنى التدهور والأفول وانتهى الأمر بسقوط العالم العربى تحت السيادة العثمانية. ورغم أن المنطقة تحت السيطرة العثمانية لم يتمكن منها الاستعمار الغربى الصليبى لقرابة أربعة قرون، إلا أن كل شيء انتهى باستعمار أوروبى حديث جمع المغرب والمشرق العربى فى سلة استعمارية فرنسية بريطانية إيطالية..

هذا التاريخ خلق قناعة استراتيجية عند الغرب الأوروبى منذ منتصف القرن التاسع عشر بأن الروح الاستعمارية الغربية فى حاجة إلى جسد متقدم دائم بالمشرق العربى. ولم يكن هذا الجسد سوى الكيان الصهيونى النازى المعروف اليوم بإسرائيل.. بعضنا يتصور أن هناك نوعا من التبجح والفجر فى العدوان والخصومة تبدية الدول الغربية والولايات المتحدة تجاه الفلسطينيين والغرب ككل. الحقيقة التاريخية المؤكدة أن الـCNN أو الـBBC أو دويتش فيله وحتى شبكات الفيسبوك بوك وX–كل هذه النوافذ هى منابر بابوية قديمة فى عصر جديد.. بايدن لا يقول أكثر مما قاله البابا أوربان ومستمر على دربه، ماكرون أو شولتس لم يقولا أكثر مما أبداه البابا أوربان قبل 929 سنة من روح عدوانية استعمارية بغيضة ومعبأة بكل صنوف «القرف التاريخى « قبل 929 عاما ومستمرون على دربه.. واليوم نيتانياهو هو الابن الشرعى للحملات الصليبية، والابن الشرعى للنازية والابن بالدم لباباوات العصر فى أمريكا وأوروبا.