رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

من عكاشة وهيكل وحسنى حتى شاكر وعصفور

وزراء للثقافة.. إنجازات ومواقف

بوابة الوفد الإلكترونية

قليلةٌ هى المواقف الفارقة، تلك التى تستحق أن يشير إليها التاريخ بأطراف البنان مفتخرًا بأصحابها، فما بالك إن كان هؤلاء من ذوى المناصب، التى على عكس المنتظر، قد تكبلهم بقيود من سياسات مفروضة وأخرى مرفوضة.. عندها، وعندها فقط علينا أن ننحنى لهم احترامًا وشكرًا.

ولأنها ليست ككل الوزارات، فهى حديثة عهدٍ من حيث النشأة مقارنة بغيرها، فعلى مدى ستة وستين عاما، هى كل عمرها، تقلدها الكثير من الوزراء، منهم من استطاع أن يترك خلفه بصمة تشير إليه.. يوما كان فلانٌ هنا.. فاستطاع أن يخلد اسمه وعمله فى سجل التاريخ، بل وبين نياط قلوب المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافى، فلا يكاد يخلو حديث عن وزير سابق أو حالى للثقافة، إلا ويذكر اسم آخر، أحدث فارقًا، وترك أثرًا.. 

ولأنهم ليسوا كثيرين، فدعونا نذكرهم، ونشير إلى مواقفهم الحقة وإنجازاتهم الباقية، علّنا حينها نحلم بتحقيق بعض ما نصبو إليه فى ذلك القطاع الأكثر تأثيرًا، ولعل وزيرنا الحالى يحققه معنا... 

- ثروت عكاشة

«لم أدعك لشغل وظيفة شرفية، بل لأننى أعرف أنك ستحمل عبئا لا يجرؤ على التصدّى لحمله إلا قلة من الذين حملوا فى قلوبهم وهج الثورة حتى أشعلوها. وعلينا أن نعزق تربتها ونقلبها ونسويها ونغرس فيها بذورا جديدة لتنبت لنا أجيالا تؤمن بحقّها فى الحياة والحرية والمساواة». بهذه الكلمات كلف الرئيس جمال عبدالناصر الراحل الكبير الدكتور ثروت عكاشة بتولى حقيبة وزارة الثقافة والإرشاد القومى.

وقبل تأسيس وزارة الثقافة عام 1958، فى عهد الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، لم تكن هناك جهة معنية بإدارة الهيئات الثقافية، حيث كانت معظم أجهزتها متفرقة بين وزارات مختلفة أبرزها وزارة المعارف العمومية، حتى جاء عام 1958، وقررت الحكومة تأسيس وزارة مستقلة لإدارة هذه المؤسسات، تحت اسم وزارة الإرشاد القومى، قبل أن تستقل عن الإرشاد القومى فى أكتوبر 1965، وتصبح من حينها بسمى وزارة الثقافة. 

كان الدكتور ثروت عكاشة هو أول من تولى وزارة الثقافة وذلك فى أكتوبر 1958، ليكون أول وزير للثقافة والإرشاد القومى، حتى عام 1961، وقام حينها بمساهمة فى عدة مشاريع قومية مثل معبدأبى سمبل ومعبدفيلة. 

** مواقف وإنجازات

بدأت رحلة عكاشة التى قدم خلالها عصارة ما تعلمه واكتسبه من خبرات دراسية ومعرفية، وثقافات خارجية وجهته إلى أن الثقافة هى الدرع الحامية للهوية، وحائط الصد لمواجهة أى قوى معادية، وقد بدأ مشوار البناء بوضع الأسس التى شُيدت عليها منابر الثقافة المصرية؛ فأعد صياغة الحياة الثقافية عن طريق إقامة بنية مؤسسية ضخمة، وهى الأهم فى النشاط الثقافى حتى الآن وكذلك وضع استراتيجية ورؤية ثقافية للنهوض بالمجتمع والفنانين، حيث أنشأ العديد من المؤسسات الثقافية التى كانت وما زالت تثرى الحياة الثقافية فى مصر. وقد بدأ رؤية وتجربة الثقافة الجماهيرية، التى تحوّلت فيما بعد إلى «الهيئة العامة لقصور الثقافة»، والتى تأسس من خلالها العديد من قصور الثقافة، ولعبت دورا مهما فى نشر الثقافة والمعرفة فى جميع أنحاء مصر. كما أنشأ معهد الباليه، ومعهد الكونسرفتوار للموسيقى، وأكاديمية الفنون، ودار الكتب والوثائق الجديدة، وقصور الثقافة، وفرقة الموسيقى العربية والفرقة القومية للفنون الشعبية، والسيرك القومى، وعروض الصوت، والضوء. وله الكثير من المؤلفات فى الفن والفكر والثقافة ليشهد الإبداع خلال توليه الوزارة حالة من الازدهار والتألق فى فترة انتقالية هامة من تاريخ مصر فى النصف الثانى من القرن العشرين. 

* إنقاذه لآثار النوبة 

كانت آثار النوبة عرضة لخطر الغرق أكثر من مرة قبل بناء السد العالى، الأولى عند بناء خزان أسوان سنة ١٩٠٢م، المرة الثانية سنة ١٩١٢م، والثالثة فى سنة ١٩٣٢م، وعندما تقرر إنشاء السد العالى أصبح واضحًا أن آثار جنوب الوادى عرضى لارتفاع كبير لمنسوب المياه. هذه الآثار التى تمثل عبقرية الإبداع المصرى. فأخذ دكتور ثروت عكاشة على عاتقه مسئولية انقاذ آثار النوبة وشرع فى إقناع القيادة السياسية والعالم بضرورة إنقاذها. فقد اعتبر دكتور ثروت عكاشة الآثار المصرية سفيرا لمصر فى العالم، فيقول: «لقد تبين لى أن بين أيدينا مجموعة ضخمة من الآثار أشبه ما تكون بالسفراء لنا لدى الدول تنطق بلسان أفصح ما يكون بيانا وإقناعا، ولم أشك فى أننا لو أرسلناه للعرض الخارجى لحمل إلى العالم رسالة خلاصتها أن الناس الذين استطاعوا أن يقدموا للإنسانية هذا الجلال المهيب منذ آلاف السنين قادرون على استئناف الرحلة إلى التقدم والامتياز». وتم عمل دراسة وافية وكاملة عن الأماكن الأثرية التى ستغمرها المياه عام ١٩٥٤م، ونشرت الدراسة عام ١٩٥٥م بلغات ثلاث، العربية والإنجليزية والفرنسية، ووزعت على الهيئات العلمية المختلفة فى العالم لحثها على المساهمة. وتحت عنوان «٥٠٠٠ سنة فن مصري» كان أول معرض للآثار طاف بلدان أوروبية ومدنها الكبرى، وحقق نجاحا كبيرا. 

وقال عكاشة لممثل اليونسكو فى ذلك الوقت حين قدم له كتاب «موت فيلة» مشددا على ضرورة إنقاذ آثار النوبة «فلتتضافر أيدينا كى نسحب المياه من تحت قدمى إيزيس، عسى أن تضيف يوما خاتمة لكتاب «موت فيلة» بعنوان «بعث فيلة».. ووافقت منظمة اليونسكو على القيام بدراسة الوسائل العلمية لحماية تلك الكنوز الفنية والتاريخية. وبلغت تقديرات تكاليف رفع معبدى أبى سمبل فقط ٨٧ مليون دولار، كانت مصر ستدفع منها ٢٠ مليون دولار.

هكذا اعتبرت منظمة اليونسكو الدكتور عكاشة، رائدًا من رواد العمل الثقافى فى العالم، بسبب إسهاماته فى تأسيس الكثير من المؤسسات الثقافية وإنقاذ آثار النوبة ومعبدى فيلة وأبى سمبل. فقد حافظ على تراث أحد أعظم حضارات العالم الإنسانية. 

* زيادة الوعى بأهمية الثقافة

وأثناء رئاسة دكتور عكاشة للبنك الأهلى المصرى، عمل على زيادة الوعى بأهمية الثقافة فى الحياة اليومية للفرد والمجتمع من خلال إقامة المحاضرات الفنية والثقافية؛ فقام بدعوة مؤرخين ونقاد الفن العالميين لتقديم سلسلة من المحاضرات، وعقدت هذه المجموعة من المحاضرات فى القاعة الكبرى بجامعة الدول العربية وكان لها تأثير واسع فى الأوساط الثقافية والفنية، كما أدت إلى تبنى البنك هذه الرؤية والاهتمام بالفن والفنانين فخصص البنك الأهلى المصرى مبلغا كل عام لاقتناء الأعمال الفنية أسوة بالمؤسسات العالمية الكبرى. وتطورت مجموعة البنك الأهلى المصرى من اللوحات الفنية والنحت عاما بعد عام حتى أصبحت مجموعة مؤسسية مهمة للفن المصرى الحديث. كما قام البنك بنشر أهم الأعمال الفنية للفنانين المصريين وإقامة المعارض للتعريف بأعمالهم بهدف زيادة الوعى والتذوق الفنى لدى الأفراد والمجتمع. 

كما استطاع دكتور ثروت عكاشة تأسيس مجلة «أهلي» وهى مجلة دورية يصدرها البنك والتى هدفت إلى زيادة الوعى المعرفى والثقافى للعاملين داخل البنك.

هكذا استطاع «ثروت عكاشة» أن يحدث تغييرًا جذريًا فى المشهد الثقافى فى مصر، مما أدى إلى نهضة ثقافية حقيقية خاصة على المستوى الفكرى، ويراه الكثيرون الشخصية الثقافية الأولى فى مصر، وكان اسمه يتردد صداه على امتداد الوطن العربى الكبير، وفى عواصم الثقافة بأوروبا. 

قال عنه الرئيس الراحل محمد أنور السادات.. «ثروت عكاشة.. هو صاحب الفضل فى كل ما هو مجيد وأصيل فى حياتنا الثقافية».

** بدر الدين أبو غازى 

 وفى عام 1970 تولى بدر الدين أبو غازى منصب وزارة الثقافة، واستمر فى المنصب حتى مايو عام 1971. 

* أشرف على إصدار المسح الاجتماعى الشامل للمجتمع « 1952 – 1980 « والذى أطلق عليه البعض «وصف مصر الثاني». رفض بحزم الموافقة على إخلاء «متحف محمد محمود خليل « من اللوحات الفنية.

المسح الاجتماعى الشامل للمجتمع « 1952 – 1980 « والذى أطلق عليه البعض «وصف مصر الثاني» كان آخر الأعمال المهمة التى شارك فيها «بدر الدين أبو غازي»، وقام « المركز القومى للبحوث الإجتماعية والجنائية «بإصدار هذا العمل الكبير تحت إشراف الدكتور «محمد صبحى عبدالحكيم» ثم الدكتور أحمد خليفة رئيسا للجنة المحركة للمسح»، وغطى هذا المســح «أربعة عشر» محورا: «الفنون والآداب – الإعلام – العدالة – الأمن – الصحة – التعليم – الخدمات – الإسكان – المواصلات – البناء الإقتصادى – البناء السياسى – التدرج الإجتماعى – الأسرة – السكان». وصدرت كل دراسة من الدراسات الخاصة بكل محور فى كتاب مستقل. 

* وفاؤه لمحمود مختار

وكان وفاء «بدر الدين أبو غازي» لمختار العظيم جديرا بالتنويه والإهتمام به، أصدر بالفرنسية عام 1950 كتابه «مختار ونهضة مصر»، فحصل به على جائزة «مصر فرنسا». 

وسافر «بدر الدين» إلى بوسطن وتوفى هناك فى 11 سبتمبر عام 1983. وترك مشروع المجلد المهم فى لجنة الفنون التشكيلية بالمجلس الأعلى للثقافة. 

وفى كلمة «الدكتور إبراهيم بيومى مدكور» فى حفل تأبين «بدر الدين أبو غازي» قال: بدأ عمله كوزير للثقافة بزيارة مجمع اللغة العربية .. وعند الوداع لم يفته أن يوجه السؤال التالي: هل تستطيع وزارة الثقافة أن تقدم خدمة لمجمع اللغة العربية؟ فأجبنا: إن مجمع اللغة العربية قضى نحو أربعين عاما عاشها عيشة البدو الرحل يتنقل من نجع إلى نجع ومن مكان إلى مكان، وقد حاول أن تكون له دار يستقر فيها وتحمل إسمه ولكنه لم يوفق ونحن نتساءل هل من سبيل إلى تحقيق هذه الغاية فكان رد بدر الدين فى بسمته الرضية ولغته الهادئة.. هل تسمحون بأن تدعوا لى وقتا يمكننى من النظر فى هذه المشكلة ولم يمضى إلا يومان واتصل بنا بدر الدين معلنا أنه يضع تحت تصرف المجمع المنزل رقم 15 من شارع المعهد السويسرى سابقا «عزيز أباظة الآن»، وكان مقرا لقسم كبير من أقسام وزارة الثقافة وتلك بادرة لم يسبق إليها أحد بدر الدين لأن المسئولين عادة يحرصون على أن يكسبوا وضع يد جديدة بدلا من أن يتنازلوا عن ملك قديم. ومن الثابت أنه وهو وزير الثقافة تقدم ببرنامج إلى مجلس الوزراء يختص بالبحث العلمى والحفاظ على الآثار القديمة وعن دور تعليمى وثقافى للمتحاف.. وناقش مجلس الوزراء هذا البرنامج فى جلستين، واعتمد أول موازنة كبيرة لتنفيذ هذا البرنامج. ومنذ عام 1974 أصبح عضوا بمجمع اللغة العربية، وشارك فى أعمال لجنة التاريخ ولجنة الاقتصاد ولجنة ألفاظ الحضارة.. وظهر تعدد نواحى ثقافته القانونية والأدبية والفنية.

 

** أحمد هيكل 

 وفى عام 1985 أسند المنصب إلى الدكتور أحمد هيكل الذى احتفظ به حتى عام 1987.

وكان هيكل صاحب أول برنامج أدبى فى التليفزيون هو «جولة الأدب» قمر 19. 

شارك فى معظم المؤتمرات فى البلاد العربية وبعض البلاد الأوروبية، فقد حاضر فى مؤتمرات بسوريا والعراق وتونس والسودان وإسبانيا واشبيلية وقرطبة وبرشلونة، ومن بين محاضراته تلك السلسلة التى ألقاها فى جامعة مدريد وحضرتها ملكة إسبانيا سنة 1977، كما شارك فى أعمال مؤتمرين عالميين فى قرطبة. وكان عضوًا فى عدد من اللجان والمجالس.

 

** فاروق حسنى 

 فى عام 1987، تولى فاروق حسنى منصب وزير الثقافة ليكون صاحب أطول مدة فى تولى هذا المنصب حتى يناير 2011، حتى قيام ثورة 25 يناير، وسقوط نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك. 

** إنجازاته 

قام فاروق حسنى كوزير للثقافة بإنشاء وتطوير عدد من الهيئات والقطاعات الثقافية بالإضافة إلى المؤسسات القائمة بهدف الاستجابة للتوسع المستحدث فى الأنشطة الثقافية والفنية فى مصر، منها:

هيئة المركز الثقافى القومى (دار الأوبرا المصرية)، هيئة دار الكتاب والوثائق القومية، الهيئة العامة لقصور الثقافة، قطاع شئون الإنتاج الثقافى، صندوق التنمية الثقافية، قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، قطاع الفنون التشكيلية، المجلس الأعلى للآثار، جهاز التنسيق الحضارى.

.كما أنشأ عددًا من المكتبات الكبرى مثل مكتبة القاهرة الكبرى، وإحياء وتطوير دار الكتب والوثائق القومية، وترميم ورقمنة الوثائق والمخطوطات بها. أنشأ أكثر من مائة مركز ثقافى فى القرى المحرومة بأقاليم مصر ضمن مشروع كبير يتبنى إنشاء عشر مكتبات كل عام. 

وفى مجال الترجمة كان مشروعه الكبير بإنشاء المشروع القومى للترجمة الذى يتولى ترجمة آلاف الكتب من وإلى الثقافة العربية عبر 27 لغة دولية. 

وفى مجال المتاحف أقام نشاطًا متحفيًا غير مسبوق حيث أنشأ ثمانية عشر متحفًا اقليميًا متخصصًا أهمها متحف النوبة – متحف التحنيط – متحف النسيج – متحف الخزف الإسلامى – متحف المستشرقين.

* استقالته

قدم فاروق حسنى استقالته من الوزارة فى العام 2005 على إثر حادث حريق مسرح «قصر ثقافة بنى سويف» حيث أعلن مسئوليته الأدبية عن الحادث، ولكن الرئيس الأسبق حسنى مبارك رفض الاستقالة. 

ومنذ قيام الثورة وخلال عام 2011 تولى المنصب أكثر من وزير لإدارة مهام وزارة الثقافة، حيث تولى الدكتور جابر عصفور منصب وزير للثقافة، فى الفترة من 31 يناير حتى 10 فبراير 2011.

* جابر عصفور:

- معركة نصر حامد أبوزيد 

يتصدر قائمة تلك المعارك التى خاضها جابر عصفور معركته جنبًا إلى جنب مع المفكر المصرى نصر حامد أبوزيد، حين تعرض الأخير لأزمة طاحنة بسبب رسالة بحثية، وانتهى به المطاف منفيًا خارج البلاد بسبب حكم يفصل بينه وبين زوجته.

وقتها وقف جابر عصفور بجوار نصر أبو زيد، مدافعًا عنه ضد سهام النقد التى طالته والنتيجة إنه كان ضمن 90 مثقفا مصريا تم تقديم قضايا ضدهم بسبب انتاجهم الفكرى ضمن ظاهرة «قضايا الحسبة» التى انتشرت فى تسعينيات القرن الماضى. 

لكن عصفور الذى خرج من تلك القضايا، تمكّن بعد ذلك من توثيق معركة نصر حامد أبو زيد فى كتابه الذى حمل عنوان « ضد التعصب»، ليجسد بانوراما اجتماعية لما يمكن أن تفعله التيارات الدينية مع حركة البحث العلمى، وهو الكتاب الذى وضع «عصفور» فى خانة المغضوب عليهم من قبل أنصار تلك الجماعات التى هاجمته حتى الرمق الأخير. 

 

- معركة فرج فودة

 

ثانى المعارك التى خاضها المفكر الراحل جابر عصفور، كانت بجوار الكاتب فرج فودة الذى اغتاله الإرهابيون فى تسعينيات القرن الماضى، بسبب آراءه الحداثية فى الخطاب الدينى. وكما تصدى « عصفور» لمن كفروا نصر حامد أبو زيد، اتخذ نفس الموقف ضد قتلة فرج فودة وعلى رأسهم محمد عمارة، وهو ما دفع الأخير إلى شن حرب على جابر عصفور انتقلت صداها إلى الصحف والمجلات.

 

** شاكر عبدالحميد

 

وفى نهاية 2011، وفى 7 ديسمبر تولى الدكتور شاكر عبدالحميد، مهام الوزارة، حتى 29 مايو 2012. 

خمسة أشهر قضاها على رأس وزارة الثقافة فى حكومة الدكتور كمال الجنزورى، وتحت مظلة فترة انتقالية مضنية قادها المجلس العسكرى. حيث بدأت الثورة تنقسم على نفسها، وتتآكل من داخلها، فى ظل مناوشة جماعة الإخوان المسلمين، ومسعاها للاستيلاء على الثورة والسلطة معًا.

فى هذه الفترة القصيرة المضطربة، حيث كانت الاحتجاجات تعمّ الشارع، استطاع شاكر عبدالحميد أن يحرّك مياه الثقافة المصرية، فعاد معرض القاهرة الدولى للكتاب للانعقاد بعد انقطاع، كما تم افتتاح عدد من بيوت وقصور الثقافة فى الأقاليم، وأُقيم المهرجان الدولى للطفل، ومؤتمر «الثورة والثقافة» وشكّل نافذة حية للحوار، وغيرها من الأنشطة التى لم يسعه الوقت لإنجازها وتوسيع آفاقها وفعالياتها.