عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لغتنا العربية جذور هويتنا

هذا هو الخط العربى الذى قدّر له على مدى التاريخ أنْ يسجّل تراثا فكريا، ومعرفة خالدة فى مكتبات العالم العربى على مر العصور أسهمت فى إرساء قاعدة صناعة الكتاب، وصار تراثا بصريا جماليا متجددا يحتل مكانته بين أجمل الفنون بحروفه الطيّعة اللينة، وجماله التشكيلى، على نحو تفاعلتْ معه الشعوب التى دخلتْ الإسلام؛ حيث كتب به أبناء الشعوب الإسلامية من: الإيرانيين، والسلاجقة، والعثمانيين، والأكراد، والطاجيكيون، والأوزبكيون، والأحباش، والكشميريون، وأمثالهم، فضلا عن أنه وعاء الأدب والعلم والفكر، ووعاء المخطوطات العربية فى لغة هى أشرف لغة ؛ ولهذا فإنه بحقّ تاج الفنون فى رحلته الوجدانية منذ بدء التدوين، حتى تعددتْ أقوالهم فى وصف قيمته، فقال ياقوت المسنعصمى: الخط هندسة روحانية ظهرتْ بآلة جسمانية، وقال القلقشندى: «الخط كالروح فى الجسد»، وقال إبراهيم محمد الشيبانى: «الخط لسان اليد، وبهجة الضمير، وسفير العقول، وسلاح المعرفة، وأنْس الإخوان عند الفرقة»، وقال الإمام الشيخ محمد عبده: «إذا كان الرسم ضرْبا من الشعر الذى يرى ولا يسمع، والشعر ضربا من الرسم الذى يسمع ولا يرى، فالخط هو اليد الشاعرة التى تسمع وترى». هكذا كانت الأقلام لسان الأفهام، وبريدا للسان كما يقولون.

 وقد اهتم العثمانيون بالخط العربى، وقامت على أيديهم مدرسة الخطاطين نابعة من المدرسة والكتّاب، والجامع، والتكية، والبيت، ودوّن تاريخ الخط العربى، وعرف كبير الخطاطين فى عصره عارف الغلبونى، والخطاط عارف حكمت، وكثر طلاب الخط، ومعلموه، وفنانوه، وسمّى الفن الغالب MajorAr؛ وذلك لارتباطه بكتاب الله، وفقا للنظرية التوقيفية التى ترى الخط منزلا من السماء إلى بعض الأنبياء كآدم، وإدريس، وإسماعيل، وهود، عليهم السلام، وتنتهى عند النظرة الروحانية للفن الإسلامى القائلة بأن دلال الخط العربى من كونه الحامل الجميل لايات الله وكلماته القرآنية، فى مقابل القول بأن الخط اصطلاحى من وضع البشر، برده إلى أصوله: المسند الحميرى الجنوبى، والخط السينائى السامى، والخط السريانى، والخط النبطى، والخط الحضرى، وقد صارت له مدارس فنية محلية لكل منه طرازها، كطراز الجزيرة العربية، وطراز آسيا الوسطى، والطراز: العراقى، حيث يشير ابن خلكان فى وفيات الأعيان، تحقيق إحسان عباس إلى ما كتبه أحمد بن محمد الحاسب مهندس القياس من خط وفقا لتلك المدرسة، والشامى، والمصرى، والمغربى، والأندلسى، والإيرانى، والأناضولى، يتميز كل قطر بسمة، أو يشترك أكثر من قطر فيها، وكما قرر ابن خلدون فى مقدمته، مج2، تصحيح وفهرسة عبدالله السعيد المندوه، مكة المكرمة 1994، ص 87ـ88، حيث توافر معلمو الخط يلقنون قوانينه وأحكامه، فى كمال الصنائع، وحيث برز الطراز المصرى فى أوراق البردى، فى نحو خمسين بردية فيما بين أعوام، ومنذ أعقاب الفتح الإسلامى فى شهر جمادى الأولى، وبخاصة فى عصر الولاة (21-254هـ / 641-868م)، فى مجموعات، منها مجموعة دار الكتب المصرية، والمكتبة الوطنية فى ڤيينا، وإلى جانب البردى، وجدنا الخط العربى فى الرق والورق، وفى الآجر والحجر والرخام والجص والقاشانى والفخار والخزف والخشب والعاج والزجاج والبللور الصخرى والمعادن والنسيج والسجاد والنقود الإسلامية المضروبة والمسكوكة من الدنانير الذهبية والدراهم الفضية والنحاسية والبرونزية وفى المكاييل الزجاجية والقوالب والطوابع والصنج الزجاجية، التى كانت تقدر بها أوزان النقود.