رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

نستكمل حديثنا اليوم مع نظام مبارك الذى أدرك أن التعامل مع خيرت الشاطر محفوف بالمخاطر، وأن الجماعة يمكن أن تكون خطرا محدقا بالنظام لو استمر خيرت الشاطر فى السيطرة عليها، ورغم أنه كان مسجونا فى العام 2009 على ذمة قضية غسل الأموال الشهيرة التى أعقبت العرض العسكرى لطلاب الأزهر، إلا أنه كان لا يزال يلاعب عبدالمنعم أبو الفتوح الذى كان هو الآخر سجينا فى قضية التنظيم الدولى، وكان نظام مبارك يلعب بينهما بمنتهى القوة.

كانت القضية التى يحاكم بها وعليها أبوالفتوح تحمل رقم 404 لسنة 2009 حصر أمن دولة عليا، ورغم أن محاضر التحريات والتحقيقات التى أجرتها نيابة أمن الدولة العليا كانت تشير إلى إدانته، إلا أن القضية انتهت ولم تتحرك، وكانت هناك فيما يبدو صفقة أراد رجال جمال مبارك أن يعقدوها مع أبوالفتوح، كانت الصفقة تقوم على خروج عبدالمنعم أبوالفتوح من السجن وتمكينه من الصعود إلى منصب المرشد العام داخل الجماعة والسماح له بتأسيس حزب سياسى وعدد من المقاعد فى برلمان 2010، على أن ينهى عصر خيرت الشاطر ومجموعته فى مجلس الشعب، وتم تيسير الأمر لعبدالمنعم تماما من أجل الخروج، تكفلت الدولة بعلاجه فى المستشفى الفرنساوى، ووصل علاجه وقتها إلى 58 ألف جنيه، وتم إيداعه فى جناح كامل بالمستشفى الفرنساوى، وكان مسموحا لابنته بأن تتواجد معه فى الوقت الذى تريده، كما سمح له نفسه بأن يلتقى بمن يشاء من أصدقائه.

كان صقور الجماعة يحذرون من وصول عبدالمنعم أبوالفتوح إلى منصب المرشد، كما كانوا يحذرون من وصوله إلى الرئاسة أيضا، فهو ورغم أنه من بناة جماعة الإخوان إلا أنهم لا يعتبرونه منهم، يعتبرون كلامه عن الإصلاح والحوار –الذى بدا أنه غير حقيقى بالمرة– يمثل خطرا على التنظيم المغلق على ذاته والذى يعمل فى السر أكثر من عمله فى العلن، لقد ظل عبدالمنعم أبوالفتوح يجاهد من أجل نشر فكرته وتفعيل خطته، فبدلا من التمكين الذى يمكن أن يجلب على الجماعة صداما هى فى غنى عنه، فلابد من توطين جماعة الإخوان المسلمين أولا، كان عبدالمنعم يعمل على أن يحل الإخوان فى كل مكان، وأن يقوم بأخونة الأفراد فى المؤسسات والهيئات العامة والخاصة، أن يتحول المواطن المصرى إلى إخوانى، وساعتها لن تكون الجماعة فى حاجة إلى أن تقوم بثورة، لأن الدولة تكون فى هذا الوقت تحولت إلى إخوان، كان يرى أن التغيير لا يتم من أعلى بالتمكين، بل يمكن أن يتم من أسفل من خلال التوطين.

كانت هذه الخطة تقتضى أن ينافق أبوالفتوح الجميع، ولم يكن الرجل يتورع عن فعل ذلك، وأن يتعامل مع رموز نظام مبارك، ولم يتردد فى فعل ذلك أيضا، بل كان يبدى لهم ودا مبالغا فيه.. كل ذلك لأنه كان يريد أن يصيغ المجتمع كله على هواه الإخوانى، وبعد ذلك يكون لكل حادث حديث، الآن –على الأقل– يمكن أن يكون خيرت الشاطر انتهى تماما، لكن عبدالمنعم أبوالفتوح لا يزال باقيا، ولا تزال الفكرة فى رأسه، يمكن أن يجرى عليها كثيرا من التعديل، بعد أن قصم الشعب ظهر الجماعة،

لكننى أعتقد أن عبدالمنعم سيظل متمسكا بفكرته وعاملا عليها حتى تتحقق، لا أقول أنه سينجح، ولكن على الأقل سيظل يحاول، وهو ما تعلمه من جماعته؟

الجماعة والنظام كانوا طوال الوقت يرقصون على جثة الشعب، يبرمون هذه الصفقات دون أن ينظروا وراءهم أو خلفهم لهذا الشعب الذى يدفع الثمن دائما.. كان الإخوان ومبارك مثل الأفعى والشيطان، تحالفا فى النهاية ضد الشعب لإخراجه من الجنة.. وهو ما حدث فعلا، فلنترك عزيزى القارئ وثيقة التمكين التى سوف نتحدث عنها كاملة بالتفصيل فى حلقات قادمة ونتحدث فيما هو أهم حاليا، فمصر تواجه فى الوقت الحالى عددًا من التحديات التى تشكل مخاطر قائمة على الأمن ‏القومى للدولة ‏المصرية، أول هذه التحديات هو التحدى المتربص ‏بمصر من ‏الشرق من سيناء، سواء من إسرائيل أو من الجماعات ‏الإسلامية ‏المتطرفة، فضلًا عن الأزمة الليبية وما تفرضه من تحديات على حدود مصر الغربية، وكذا الحرب السودانية وما تنطوى عليه من تهديدات لمصر، وللحديث بقية