عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الكمال لله (عز وجل) وحده، ولكلامه، ولكتابه العزيز، فهو كتاب الكمال والجمال لغة وأسلوبًا ومعنى، فالجمال اللفظى والمعنوى معًا يتدفقان من كتاب الله (عز وجل) تدفقًا لا حدود له ولا شاطئ له، يقول الإمام عبد القاهر الجرجانى عن القرآن الكريم: هو الكلام الذى يهجم عليك الحسن منه دفعة واحدة، فلا تدرى أجاءك الحسن من جهة لفظه أم من جهة معناه، إذ لا تكاد الألفاظ تصل إلى الأذان حتى تكون المعانى قد وصلت إلى القلوب.
وقد عنى القرآن عناية بالغة بترسيخ كل جوانب الجمال فى حياتنا، فتحدث عن القول الحسن الجميل لكل الناس فى قوله تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}، بل دعانا للتى هى أحسن، حيث يقول سبحانه: {وَقُل لِّعِبَادِى يَقُولُوا الَّتِى هِيَ أَحْسَنُ} فالحديث بالتى والدفع بالتى هى أحسن نعمة عظيمة وهداية وتوفيق من الله (عز وجل)، حيث يقول سبحانه: {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ} وقد كان الصحابة (رضوان الله تعالى عليهم) دائمًا ما يتخيرون الألفاظ والكلمات الطيبة، حيث مرَّ سيدنا عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) على قوم يوقدون النار بالليل، فقال: «السلام عليكم يا أهل الضوء»، ولم ينادهم (رضى الله عنه) بأهل النار كراهية إدخالهم تحت لفظ أهل النار ولو لفظًا .
وفى الدفع بالتى هى أحسن يقول الحق سبحانه وتعالى: {وَلَا تَسْتَوِى الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍ عَظِيمٍ}، ويقول (عز وجل): {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا}، ويقول سبحانه: {وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ الله كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا}، فالإسلام دين الرقى فى أسمى معانيه والإنسانية فى أسمى معانيها . 
وتحدث القرآن الكريم عن « العطاء الجميل»، وهو الذى لا مَنّ فيه ولا أذى معه، حيث يقول الحق سبحانه :{الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِى سَبِيلِ الله ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}، ويقول سبحانه: {لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}، وجاءت عجوز إلى الإمام الليث بن سعد (رحمه الله) تطلب كأسًا من العسل، فقال: أعطوها زقًّا (وعاءً كبيرًا) فقالوا: يا إمام إنما طلبت كأسًا، فقال: هى طلبت على قدر حاجتها ونحن نعطى على قدر نعم الله (عز وجل) علينا.
فمن سار على ذلك فى الأدب مع الله  ومع الخلق، وإيثار كل معانى الجمال والكمال والرقى والذوق الإنسانى الرفيع وحرص على كل ما هو جميل فعلى هدى الإسلام سار وبه اهتدى واقتدى، ومن حاد عن ذلك فقد حاد عنّ النهج القويم.