رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سيدة المسرح العربى لـ الوفد

سميحة أيوب.. مسيرة إبداع

بوابة الوفد الإلكترونية

إطلاق اسمى على الدورة الـ 17للمهرجان القومى للمسرح لمسة وفاء

المسرح الآن مستواه متواضع ويحتاج التفاف أبنائه حوله

البطل الشعبى أصبح يروج للعنف والمخدرات بعدما كان يقدم قصصا إنسانية وأخلاقية

 

ساهمت سيدة المسرح العربي، فى إثراء الساحة الفنية وصنعت مجدا صعب الوصل اليه، وكانت أيقونة للمسرح والدراما والسينما والاذاعة، جسدت العديد من الشخصيات الدرامية الخالدة، والتى تشمل «450» عملا على مدار تاريخها الفن، ما جعل المسرح القومى يحتفى بها بإطلاق اسمها على الدورة الـ17 للمهرجان القومى للمسرح.

وقفت سميحة أيوب لأول مرة على خشبة المسرح مع الفنانة فاتن حمامة كما ذكرت فى مذكراتها، وذلك أثناء الدراسة بالسنة الأولى بمعهد التمثيل من خلال مسرحية «البخيل» لموليير والتى قدمتها على خشبة دار الاوبرا المصرية.

نجحت «سميحة أيوب» بموهبتها القوية فى خطف قلوب المشاهدين من خلال مشاركاتها الفنية المتتالية وإبداعاتها خلال مسيرتها الفنية، وتحقيق مكانة خاصة لها على مدار عدة أجيال، واستطاعت أن تصبح علامة من علامات الفن بمصر والوطن العربى.

بداية احتراف النجمة القديرة، كانت من خلال أستاذها زكى طليمات الذى ضمها إلى فرقة «المسرح المصرى الحديث» التى أسسها عام 1950، وفى أول عمل فنى قدمته وهو أوبريت «عذراء الربيع» غيرت اسمها بناء على طلب أسرتها واختارت لنفسها اسما هو «سميحة سامي»، ولكن عندما أذيع الأوبريت وأشاد به النقاد ووجدت استحسانا غضبت من نفسها وشعرت بالندم لرضوخها لرغبة أهلها وقبولها تغيير اسم عائلتها، فقررت التمرد على العائلة وعادت مرة أخرى لتقديم جميع أعمالها الفنية باسمها الحقيقى «سميحة أيوب».

من أروع المسرحيات التى قامت ببطولتها الفنانة سميحة أيوب: سكة السلامة، السبنسة، الندم، فيدرا، الوزير العاشق، السلطان الحائر، ثم تولت إدارة المسرح الحديث عام 1972 وفى عام 1975 تولت إدارة المسرح القومى لمدة 14 عاما، وبلغ رصيدها المسرحى على مدار مشوارها الفنى 170 مسرحية، أخرجت منها خمس مسرحيات منها مسرحية «مقالب عطية» ثم توقفت عن الإخراج وقالت «هى ليست سكتى».

«الوفد» كان لها لقاء مع سيدة المسرح العربى سميحة أيوب، التى يحتفى بمسيرتها المهرجان القومى للمسرح، وتناول الحديث مشوارها الفنى وتقييمها للمسرح والسينما والدراما فى الوقت الحالى.

< كيف ترى إطلاق اسم سميحة أيوب على المهرجان القومى للمسرح بدورته الـ 17؟

<< أراه نوعا من الوفاء الجميل جدا، والذى أسعدنى كثيرا بعد مشوار حافل من العطاء للمسرح، أشكر كل القائمين على إدارة المهرجان، برئاسة الفنان محمد رياض، فهذا دليل على تقدير الأعمال التى قدمتها طوال مشوارى الفنى على خشبة المسرح، والمهرجان القومى من أهم المهرجانات المسرحية التى تقام فى مصر، هو يعد حدثا فنيا مهما لعرض ملامح المسرح المصرى على مدار عام كامل، إذ تتاح المشاركة فى المهرجان للعروض المنتجة من مسرح الدولة والقطاع الخاص والشركات، والمجتمع المدنى وفرق الهواة والمسرح الجامعى والنقابات الفنية، ومختلف الجهات الإنتاجية وفق الضوابط التى يعتمدها المهرجان، ويهدف المهرجان إلى تشجيع المبدعين من فنانى المسرح على التنافس، وكذلك تطوير العروض من أجل المشاركة فى صناعة أعمال تليق بعراقة المسرح المصرى.

< ما تقيمك لمستوى المسرح فى الوقت الحالى؟

<< متواضع، ويعانى من عدم التفاف المسرحيين حوله، كما أن تدنى مرتبات الفنانين بالمسرح، جعل الكثير من الفنانين يذهبون للسينما والدراما نظرا للأجور العالية، وجميع الفنانين الذين يعملون بالمسرح حبا فيه، وطوال حياتى أوافق على التمثيل المسرحى دون عائد مادى، أو بشكل عام أحصل على أجر رمزى، وحتى هذه اللحظة لا يوجد نص عُرض علىَّ وجذبنى.

< هل أسباب تواضع المسرح تكمن فى تدنى الأجور فقط؟

<< ليس فى تدنى الأجور فقط، فالمسرح قديما كان يعطى أجورا متدنية مقارنة بالسينما والتليفزيون، وكان وقتها فى قمة توهجه، ولكن الأزمة فى عدم التفاف أبنائه حوله، ودائما كان من يمتهن المسرح يكون يعشقه ويضحى ماديا إلى حد ما، والمسرح يحتاج إلى حماس من المسرحيين وفى مواهب جميلة ونحتاج إلى منافسة لكى ينشط.

والمسرح يمرض ولا يموت، فدائما تأتى فترات يكون فى ارتفاع للمسرح وهناك أوقات يكون فيها انخفاض، والصف الأول من الفنانين اتعمل من المسرح وكان وقتها صف ثانى وثالث، والمسرح دائما ما يخرج مواهب للمستقبل.

والمهمة الأقوى هو كيفية جمع المسرحيين وأن نجعلهم يحبون المسرح ويحدث تنافس مما يؤدى إلى نشاط ذهنى والبحث وهذا شىء صحى.

< كيف ترين مستوى التأليف المسرحى؟

<< أرى أن المسرح لم ينضج بعد وإن لم نجد كتابة مسرحية آنية لدينا المائدة العالمية، فعلينا أن نقوم بترجمتها إلى اللغة العربية، لجذب الجمهور مرة أخرى.

< هل هناك عودة للمسرح أو أعمال تليفزيونية قريبة؟

أنا أعطيت للمسرح بما فيه الكفاية ولم أعد قادرة صحيا، فأنا منذ عامين أرفض العروض المسرحية بسبب عدم المقدرة الصحية، لكن العمل بالمسرح عشق أجد نفسى فيه وليس بمثابة عمل فقط، أعطيت كل حياتى للمسرح، عندما أنظر خلفى أجد أننى قدمت أمهات المسرحيات العربية والمصرية والعالمية، لدى غنى فنى داخلى وأعتبر نفسى محظوظة لانتمائى لعصر جميل وهو عصر الستينيات والسبعينيات الذى شهد نهوضا كبيرا للمسرح استمر حتى مطلع الثمانينيات.

< ما تقييمك لمستوى المهرجانات المسرحية التى تقام كل عام بمصر؟

<< بكل تأكيد تساهم فى دعم الحركة المسرحية، والمهرجان القومى من أهم المهرجانات التى تقام فى مصر، حيث يتيح الفرصة للجماهير لمشاهدة كافة العروض التى تم عرضها طوال العام، فهو نافذة وعُرس سنوى للتعرف على حصاد المسرح المصرى لرصد وتوثيق الحركة المسرحية بكل تفاصيلها.

كما أن «المهرجان التجريبى»، فمنذ نشأته ساهم فى تغيير المفهوم الخاص بالإبداع المسرحى، عن طريق استضافة عروض مسرحية من جميع أنحاء العالم، الذى يعتبر بالنسبة للشباب نوع جديد من فنون المسرح، خاصة أنه فى هذا الوقت كان المسرح المصرى يعتمد على الكلمة فقط، فأعطى المهرجان الأولوية للغة الجسد.

< ما العروض التى رأيتِها خلال الفترة الماضية وأعجبتك؟

<< شاهدت عرض «ودارت الأيام»، لوفاء الحكيم الذى يعد من أهم عروض المونودراما التى شاهدناها مؤخرًا، العرض استلهم محاكاة الحياة الواقعية للمرأة المصرية، وجسدت وفاء الشخصية باقتدار، واستطاعت الدخول فى التفاصيل الدقيقة لشخصية المرأة والتعامل معها من منطلق سيكودرامى.

< فى رأيك هل فكرة البطل الشعبى مازالت سر النجاح فى الدراما والسينما؟

<< البطل الشعبى منذ زمن هو البطل المحبوب، وهذا كان مفهومه فى الدراما والسينما، ولكن اليوم البطل يقدم المخدرات والضرب ويميل للعنف، وهذه ليست بطولة وهما يسمون العنف بطولة، هناك قصص انسانية جميلة، تستحق ان يكون صناعها ابطالا.

وانا لا انكر ان الدراما التليفزيونية شهدت تطورًا كبيرًا فى مستوى الإخراج والتمثيل والتصوير والإنتاج، ولكن بالرغم من هذا التطور الكبير إلا أننا نواجه مشكلة فى مجال التأليف، يجب تقديم أعمال تفيد وتناقش المشاكل التى يتعرض لها المجتمع المصرى وتعبرعن الثقافة المصرية.

< ما أقرب أدوارك إلى قلبك؟

<< أعتز بكل الأعمال التى قدمتها قريبة من قلبي، وكل دور كان يحتوى على شىء من شخصيتى رأيت نفسى فيه، لكن هناك أعمال قرية منى مثل، «دايرة تباشير» و«رابعة العدوية» و« كوبرى الناموس» و«سكة السلامة» و«الإنسان الطيب»، و«السبنسة»، وغيرها من الأعمال.

< من أهم المخرجين الذين تعاونتِ معهم؟

<< أسعدنى الحظ أن أقف أمام ابرز وأهم المخرجين، بداية من زكى طليمات وكرم مطاوع وسعد أردش وعبدالرحيم الزرقانى حمدى غيث، واشتغلت معاهم واستمتعت بالعمل معهم.

< قدمتِ العديد من المسرحيات ولم يحالفك الحظ فى تصويرها وعرضها.. اي منها تمنيتِ لو تعيدين عرضها من جديد؟

<< الكثير من المسرحيات كنت أتمنى لو أنها وُثِّقت تليفزيونيًا، وأتضايق جدًا من هذه الفكرة، مثل «الندم» عن سارتر، و«الفتى مهران» تأليف عبدالرحمن الشرقاوى، وغيرهما من الأعمال المسرحية المتعددة، وهى خسارة للجمهور الذى لم يشاهد هذه الأعمال الهامة.

< كيف ترين دور السوشيال ميديا فى اكتشاف المواهب؟

<< السوشيال ميديا سلاح ذو حدين، أحيانًا يتخذها البعض منصة للتعبير عن رأيه، وربما يقول بعض النصائح، ولكن البعض الآخر يتخذها أداة للتجريح و«شتيمة» بعض الفنانين، لذلك أصبحت لا أصدق ما يُقال أو يُذاع من خلال السوشيال ميديا، وأصبحت مفتقدة للمصداقية، صيحح بعض الشباب يحقق الشهرة من خلال السوشيال ميديا، ولكن بالطبع الموهبة تظل هى الباقية والأهم أنها لن تُخلق بواسطة السوشيال ميديا.

< من هى خليفة سميحة أيوب من فنانات الجيل الحالى؟

<< حنان مطاوع فنانة رائعة فى كل أدوارها، وبمرور الوقت تحتل مكانة كبيرة وتتقدم، وأرى أنها ستأخذ مكانى فى المستقبل، رغم أن ظروفى غير ظروفها وأيامى كان الجمهور معتنق المسرح، وفى الوقت الحالى لا نستطيع أن نقول لأن الفرصة لم تأتِ لها مثلما جاءت لى.

< ما حكاية لقب «سيدة المسرح العربى»؟

<< هذا اللقب قاله لى لأول مرة الرئيس حافظ الأسد، وهو يعطينى وسام الاستحقاق، نادانى على المسرح وقال «تقدمى يا سيدة المسرح العربى»، كى يعطينى الوسام، وبعدما غادرت القصر الجمهورى فى سوريا، أصبح كل من فى الشارع من الجمهور يقولون لى يا سيدة المسرح العربى.

< هل ترين أن صناع الفن لا يستطيعون توظيف النجوم الكبار فى أدوار تليق بهم ومناسبة لهم؟

<< نعم وهم بحاجة لإعادة أوراقهم وإعادة أفكارهم نحو الكبار، والممثلون الكبار كبروا فى السن، فلا يوجد دور محترم وغزير لسن بعد الخمسين كلهم يقفون عند الأربعين والخمسين فقط، حتى إن الخمسين حاليا مختلف عن عمر الخمسين زمان حيث دور الخمسين حاليا من استخدام البوتكس «كله وشه طازة»، أنا أتحدث عن الواقع.

< فى النهاية.. حدثينا عن حديثك الخاص خلال لقائك مع الرئيس السيسى؟

لقاء جميل طبعا،  وقلت له، كان أمنيتى أننى أشوفه وجهها لوجه»، كانت لحظات عفوية، وأتمنى له كل التوفيق فى قيادة الوطن.