عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

هل أحد كان يتوقع أن تتحول صحراء توشكى إلى جنة خضراء بهذا الشكل؟!.. حلم الزراعة فى توشكى كان مستحيلاً، وكل الخبراء والمعنيين بهذا الأمر كانوا دائمًا فى رهان على استحالة زراعة توشكى، لكن ما الذى جرى لهذه البقعة من الأرض المصرية؟!.. الحقيقة أن وراء ذلك إرادة سياسية قوية حولت هذه الصحراء الجرداء إلى جنة خضراء، فمنذ حوالى سبع سنوات أصر الرئيس عبدالفتاح السيسى على وضع توشكى فى مسار التنمية التى تقوم بها البلاد، حتى تحقق الحلم الكبير، وتمت زراعة هذه الصحراء ضمن مخطط التنمية الزراعية الذى يهدف إلى سد الفجوة الزراعية من المنتجات وتصدير الفائض.

ولا ينكر أحد أن حرص القيادة السياسية على أن تشمل التنمية كل بقاع الأرض المصرية.

هذا المخطط الاستراتيجى للتنمية لم يأت من فراغ وإنما من خلال خطط مدروسة لتنمية توشكى وشرق العوينات وسيناء، وبالعقول المصرية المتحفزة للإنتاج تمت زراعة توشكى، وخسر المراهنون رهانهم على استحالة الزراعة فى هذه المنطقة، وهذا يعنى أن التنمية ليست قاصرة على منطقة دون الأخرى، وقد تم تجهيز البنية التحتية من محطات رفع المياه وشق الترع والقنوات وشبكة كهرباء وتسوية الأرض على مدار السنوات الماضية وتمت الزراعة التى حققت الإنتاج الذى كان حلمًا وبات واقعًا.

الإرادة السياسية دائمًا ما تكون وراء كل إنجاز يتم على الأرض، ولذلك فإن قولى بأن مصر وضعت مشروعًا وطنيًا بعد ثورة 30 يونيو فى كافة المجالات كان ضروريًا ومهمًا، والذى من خلاله حققت مصر إنجازات ضخمة على كافة المناحى والأصعدة، وباتت واقعًا على الأرض فى إطار تأسيس الدولة الحديثة التى طالما حلم المصريون بها. ولذلك لا نستغرب أبدًا هذا الإنجاز الذى تم فى توشكى منذ يوليو عام 2020 عبر تحالف 162 شركة وطنية والآلاف من المهندسين والمعدات والآلات وتجهيز محطات ضخ المياه لأجهزة الرى المحورى الحديثة باعتبارها الأفضل حاليًا.

إنجاز مشروع توشكى يأتى ضمن الإنجازات الكثيرة التى حققتها ثورة 30 يونيو بمشروعها الوطنى المصرى الخالص، ولولا أن هناك إرادة سياسية حديدية ما كانت كل هذه الإنجازات قد تحققت، ولو فتشنا على أى مشروع ناجح فى إطار التنمية المستدامة سنجد أن وراءه هذه الإرادة، فكل مشروع يبدأ بفكرة يتولاها المسئول من خلال إرادة، فكل مشروع يبدأ بفكرة يتولاها المسئول من خلال إرادة قوية، ويبدأ تنفيذها من خلال الخبراء المعنيين بالأمر. ولذلك فإن النجاح لمشروع توشكى وزراعة مليون ونصف المليون فدان بالمحاصيل الاستراتيجية للحفاظ على الأمن الغذائى لم يأت من فراغ. ونتمنى أن تعم هذه الإرادة السياسية كل الصحراء المصرية القابلة للزراعة خلال السنوات القادمة.