عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مستقبل التعليم قضية تشغل الدول الكبرى، وكثير من الدراسات فى العالم الغربى، وفى الصين واليابان، تؤكد أن ثورة التعلم فى العقود القادمة ستجعل البعض ينظر للتعليم السائد منذ مطلع القرن العشرين على أنه ينتمى للقرون الوسطى.. كل شيء سيتغير ولن يكون التعليم فى قادم السنوات القليلة المقبلة حبيس حجرات الدراسة وإشراف المدرسين.

تكنولوجيا التعلم القادمة لن تجرد التعليم من طابعه الإنسانى كما يرى الملياردير الأمريكى «بيل جيتس» مؤلف كتاب – المعلوماتية بعد الانترنت – ويقول جيتس فى كتابه القيم، إن نفس القوى التكنولوجية التى ستجعل التعليم مطلبًا ضروريًا، سوف تجعله أيضًا عمليًا وممتعًا. كبار العلماء وخبراء التعليم فى أمريكا يرون أن تكنولوجيا التعليم القادمة لن تحل محل المدرسين، وأن طريق المعلومات السريع لن يحل محل، أو يحجم أهمية، أى من الكفاءات التعليمية الإنسانية التى نحتاج إليها من أجل تحديات الغد.

القضية الكبرى أن التعليم فى عصره الجديد سيكون صناعة حديثة بمعنى الكلمة – أى أنه لن يكون باستطاعة أى دولة أن تأخذ بأساليب التعليم الحديث إلا إذا كانت تملك إمكانيات وأدوات التغيير، وكلها تعتمد على القدرات الاقتصادية، ومدى التطور المجتمعى. لنعود ونقرأ ما يقوله بيل جيتس فى كتابه «المعلوماتية بعد الانترنت» (إن المدرسة الابتدائية أو الثانوية العادية فى الولايات المتحدة تتخلف كثيرًا عن المنشأة التجارية الأمريكية العادية، فيما يتعلق بتيسر تكنولوجيا المعلومات الجديدة، ويدخل أطفال مرحلة ما قبل المدرسة، الذين ألفوا التلفونات المحمولة والكومبيوترات الشخصية روضات الأطفال حيث تمثل السبورات و«البرجيكتورات العلوية» الوضع الراهن لتطور التكنولوجيا فى المدارس).

وحسب رؤية الملياردير وأحد أكثر الأسماء تأثيرًا فى ثورة المعلومات العالمية «بيل جيتس»، فإن حجرة الدراسة التى ستبقى كما هى كمكان، سيتغير الكثير من صفاتها، لأن التعليم داخل حجرات الدراسة المستقبلية سيتضمن عروضًا متعددة الوسائط، وسيتضمن الواجب المنزلى استكشاف وثائق اليكترونية ونصوص دراسية، وسيكون من المهم والأساسى تشجيع الطلاب على متابعة مجالات اهتمام خاصة، وسيكون سهلا على كل تلميذ أن يحصل على سؤاله مجابًا تلقائيًا، وسيمضى طلال الفصل الجزء الأكبر من اليوم الدراسى على كمبيوتر شخصى فى استكشاف المعلومات فرديًا أو فى مجموعات، ثم يعود الطلاب بأفكارهم وأسئلتهم حول المعلومات التى اكتشفوها إلى مدرسهم، والذى سيكون قادرًا (أو يجب أن يكون قادرًا) على تحديد أى تلك الأسئلة جدير بأن يلفت إليه انتباه مجموع الطلاب فى الفصل.. العالم إذن مقبل على تحول تاريخى فى مستويات التعلم والمعرفة، وأعتقد أن ما يخشى منه اليوم أن تزداد الهوة المعرفية بين الدول بشكل مرعب بما يسهل على الأقوياء السيطرة والتحكم وتحويل الضعفاء إلى مواد خام بشرية.