عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شغور مقعد الرئيس في لبنان يقلق البابا فرنسيس

لبنان
لبنان

نقل أمين سر الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين إلى المسؤولين اللبنانيين، قلق البابا فرنسيس لجهة عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان حتى الآن، متحدثاً عن عقد داخلية كثيرة، وأعرب عن اعتقاده بأن الحلّ لأزمة الرئاسة يبدأ من مقرّ إقامة رئيس مجلس النواب نبيه بري.

 

 

ويعاني لبنان شغوراً في سدة رئاسة الجمهورية منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2022. وفشل البرلمان 12 مرة بانتخاب رئيس للجمهورية، وتعثرت المباحثات الداخلية عند رفض بعض القوة لحوار طالب رئيس البرلمان بعقده يجمع القوى السياسية، يسبق الدعوة لجلسات مفتوحة لانتخاب رئيس.

 

وغداة مشاركته اللقاء الديني - السياسي الموسع في بكركي، التقى بارولين، الأربعاء، برئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. وقال بعد لقائه بري: «أعتقد أن الحلّ لأزمة الرئاسة يبدأ من هذا المقرّ، فالأفرقاء المسيحيون يتحملون المسؤوليّة طبعاً، ولكنّهم ليسوا وحدهم في السلطة، وعلى الآخرين تحمّل مسؤولياتهم». وأكد وجود «عقد داخلية كثيرة تمنع انتخاب رئيس للجمهورية».

وبعد لقائه ميقاتي، أعرب عن سعادته لزيارة لبنان «الذي يراهُ البابا فرنسيس بلداً للعيش المشترك والأخوي». وقال بارولين: «البابا فرنسيس قلقٌ لجهة عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان حتى الآن».

 

وأكد أمين سر الفاتيكان أن «رئيس الجمهورية يمثل وحدة البلاد، وعلى المسؤولين السياسيين أن يقوموا بواجبهم لانتخاب رئيس جديد». وأشار إلى أنّ «الشرق الأوسط يعيش فترة عصيبة، والبابا الذي لديه علاقات دائمة مع الفلسطينيين والإسرائيليين يدعو لإحلال السلام، ووقف الصراع وإطلاق الرهائن في غزة، وإيصال المساعدات من دون عوائق إلى القطاع الفلسطيني». ورأى بارولين أنّ «كل حرب تترك العالم أسوأ مما كان عليه، وهي بمثابة استسلام أمام قوى الشر».

 

وتعهّد بأنه سيحمل إلى البابا فرنسيس «الدعوة لزيارة لبنان، ونأمل أن يتمكن من ذلك، ويحمل المصالحة إلى هذا البلد».

وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قال في اللقاء الصحافي المشترك مع بارولين، إنه سعد لما سمعه من الكاردينال عن متابعة البابا فرنسيس اليومية لشؤون لبنان، «ومحبته لوطننا وشعبه وتثمينه لرسالته المميّزة في الشّرق بوصفه ملتقى للأديان والثّقافات والتّلاقي بين مختلف العائلات الرّوحيّة»، وشكره على «متابعته الدؤوبة والمستمرة لمختلف الهموم والشجون اللبنانية».

 

وقال ميقاتي: «ثمة أولويات تجمعنا مع الكرسي الرسولي وتهدف إلى حماية لبنان وشعبه وترسيخ الأمن والتعافي الاقتصادي. ومن هذه الأولويات، انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن؛ لأن استمرار الفراغ يتسبب بتداعيات على المستويات كافة»، و«إعادة بناء الدولة ومؤسساتها والاحتكام إلى الدستور من أجل المصلحة اللبنانية المشتركة، وتعزيز العيش المشترك»، و«العمل على تثبيت الاستقرار الداخلي، وإيجاد حل للأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة منذ سنوات».

 

وأشار ميقاتي إلى أنه من الأولويات أيضاً «السعي بكل الوسائل المتاحة لعدم تحويل لبنان ساحة للنزاعات المسلحة انطلاقاً من الجنوب، وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة، وذلك من أجل وضع حد لأطماع إسرائيل التوسعية، وبالتالي عدم ربط استقرار لبنان ومصالحه بصراعات بالغة التعقيد وحروب لا تنتهي»، و«الحرص على أفضل العلاقات مع الدول الصديقة والداعمة للبنان في هذه الظروف الصعبة، وفي مقدمها حاضرة الفاتيكان التي قدّمت ولا تزال تقدّم الدعم والمساعدة والاهتمام بشخص قداسة الحبر الأعظم وكبار المسؤولين».

 

وجدد ميقاتي الدعوة للبابا لزيارة لبنان، «لأن جميع اللبنانيين ينتظرون هذه الزيارة وينظرون إليها، بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بوصفها أملاً جديداً لهم، ومن أوائل عوامل الانفراج». وقال: «يشجعنا ما تفضلتم به خلال لقائنا عن أهمية المحافظة على الوفاق الوطني بين اللبنانيين، وضرورة توفير كل مقومات النجاح له؛ لأن به خلاص اللبنانيين وقدرتهم على المحافظة على وطنهم واحداً موحداً».

 

وعلى هامش زيارة بارولين، وجه البطريرك الماروني بشارة الراعي نداء إلى البطاركة والمطارنة والرؤساء العامّين والرئيسات العامّات، والإقليميّين والإقليميّات، أعضاء مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، قال فيه: «إنّنا بنتيجة اجتماعنا حول الكردينال بييترو بارولين، أمين سرّ دولة الفاتيكان، اتّخذنا توجيهاً بإقامة الصلوات يومي السبت والأحد المقبلين 29 و30 حزيران في جميع كنائسنا في لبنان والأراضي البطريركيّة وبلدان الانتشار؛ من أجل إنهاء الحرب في غزّة وجنوب لبنان، وإحلال سلام عادل وشامل فيهما».