رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تغيب ما بين ساعتين وثلاث يوميًا

انقطاع الكهرباء.. يصعق المصريين

بوابة الوفد الإلكترونية

تخفيف الأحمال يحول حياة المرضى وكبار السن وطلاب الثانوية العامة إلى جحيم

خبراء: اثار سلبية على الإنتاج وأسعار السلع

طلبات إحاطة فى البرلمان ضد انقطاع الكهرباء.. وبرلمانية تطالب الحكومة باستثناء محافظتى الأقصر وأسوان من خطة تخفيف الأحمال

خبير اقتصادي: الحكومة عليها السعى لتوفير بدائل تخفيف الأحمال حتى يشعر المواطن بالتحسن

وزير الكهرباء: نبذل أقصى ما نستطيع لإنهاء الأزمة قبل نهاية 2024

 

كان المصريون يمنون أنفسهم بأن تقلل الحكومة ساعات انقطاع الكهرباء لتكون ساعة واحدة يوميا بدلا من ساعتين، على الأقل من أجل امتحانات الثانوية العامة التى تجرى هذه الأيام، أو من أجل حرارة الجو الملتهبة..

وفى عز الأمانى فاجأت الحكومة الجميع بزيادة ساعات انقطاع الكهرباء إلى 3 ساعات يومى الأحد والإثنين هذا الأسبوع!

وفى ظل الموجة الحارة التى تضرب البلاد، يشكو الجميع من ارتفاع درجات الحرارة، فيما تطالب هيئة الأرصاد الموطنين بالحذر، ولكن يزداد الأمر سواء حينما يعود الموظفون والعمال إلى منازلهم بعد قضاء ساعات العمل فى عز الشمس، ويجدون الكهرباء «مقطوعة»..

المعاناة لها شكل آخر فى كل بيت به طالب بالثانوية العامة، فكل أسرة تسعى بكل طاقتها لتهيئ الأوضاع المناسبة للمذاكرة ولكن فصل التيار ينغص حياة الطلاب وأولياء أمورهم، لم ينته الأمر على طلاب الثانوية العامة فحسب، بل يمتد إلى التجار، حيث أكدت شعبة التثمين باتحاد عام منتجى الدواجن أن انقطاع التيار الكهربائى يساعد فى ارتفاع الأسعار، فضلا عن تعطل المصانع بسبب الكهرباء والوقود.

كما تسبب انقطاع الكهرباء فى سقوط ضحايا لفظوا أنفسهم الأخيرة داخل المصعد الكهربائي، وآخرها حادثة الإسكندرية التى راح ضحيتها العازف الموسيقى الذى أنقذ أمًا وأطفالها من الموت داخل الاسانسير ليسقط من طابق علوى فى بئر المصد وتصعد روحه إلى السماء.

مآس يومية يعيش فيها المواطنون تقول فاطمة سعيد- ربة منزل–إنها تعانى مع ابنها فى امتحانات الثانوية العامة فمع انقطاع الكهرباء لساعتين متواصلتين يتوقف خلالهما الابن عن المذاكرة وتعجز عن مساعدته، وفى أوقات كثيرة تقوم هى بدور «المروحة» تمسك بيديها بعض من الأقمشة وتوجه بعض الهواء عليه لاستكمال المذاكرة.

«أم شيماء» لا تختلف قصتها عن «فاطمة» وتقول: « ابنى فى الثانوية العامة والساعة ليلة الامتحان بتفرق، علشان كده لما الكهرباء بتقطع لا أجد أمامى سوى الكرتون أحرك به الهواء فى غرفة ابنى على أمل أن اشجعة على مواصلة المذكرة خلال ساعات انقاع المكهرباء» ». تستكمل الأم حديثها وقالت: لقد زاد انقطاع الكهرباء خلال الأيام الأخيرة، رغم موجة الطقس الحارة التى تمر بها البلاد، ما يفاقم معاناتى اليومية مع أطفالى التؤام اللذين يبلغان من العمر شهرين ويعانيان من حساسية على الصدر.

ومن أزمة طلاب الثانوية العامة للمرضى إلى أصحاب الأمراض المزمنة، مثل القلب والسكري، وضيق التنفس، فمع انقطاع التيار الكهربائى تصبح الحياة كابوسا يعيشه كل هؤلاء المرضى

جهنم فى الصعيد

يزداد الأمر سواء فى محافظات الوجه القبلى وخاصة أسوان، حيث تقدمت النائبة زينب السلايمى عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة للحكومة ممثلة فى وزير الكهرباء، باستثناء محافظتى الأقصر وأسوان من خطة تخفيف الأحمال الكهربائية، لضمان توفير الكهرباء بشكل مستمر خلال هذه الفترة الجوية الحرجة، وتجنب الأضرار الصحية والمادية الناتجة عن انقطاع التيار الكهربائى.

وأوضحت عضو مجلس النواب، أن درجات الحرارة وصلت فى الأقصر وأسوان إلى 48 و49 درجة مئوية على التوالي، حيث سجلت أسوان يوم 7 يونيو أعلى درجة حرارة فى العالم، بجانب تأثير خطة تخفيف الأحمال وقطع الكهرباء لمدة ساعتين على المواطنين وخاصة كبار السن والأطفال والمرضى.

كما توجهت آمال عبدالحميد، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، بطلب إحاطة، إلى المستشار حنفى جبالى رئيس مجلس النواب، موجه إلى رئيس الوزراء ووزراء الكهرباء والبترول والصناعة، بشأن تداعيات انقطاعات الكهرباء على إنتاجية المواطن فى مصر.

وقالت النائبة: «اتخذت الحكومة قرارًا بإعادة العمل بخطة تخفيف أحمال استهلاك الكهرباء، لفترات تزيد على الساعتين يوميًا فى معظم مدن وقرى محافظات مصر، وهو قرار يحمل طابعًا اقتصاديًا يهدف إلى توفير الطاقة للتصدير».

وأضافت: «انتهيت من إعداد دراسة مؤخرًا تشمل التأثير السلبى للانقطاعات المستمرة فى الكهرباء على القطاعات الإنتاجية والاقتصادية فى مصر، وعلى بيئة المال والأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة».

وأوضحت عضو لجنة الخطة والموازنة، مما لاشك فيه يؤثر ذلك القرار على أداء الأعمال، وجذب الاستثمارات، وحركة الأفراد ورؤوس الأموال، والتعاملات المصرفية، فضلًا عن التأثير على كفاءة الأجهزة الكهربائية والمعدات، بل إن كفاءة عمل شبكات التوزيع ربما تكون قد تضررت من فرط الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائى خلال الأشهر الماضية، كما يؤثر تخفيف الأحمال بطريقة مباشرة على إنتاجية المواطن أيا كان موقعه فى مدرسة أو مصنع أو منشأة أو شركة».

وتابعت «عبدالحميد»، علينا الأخذ فى الاعتبار أن الكهرباء أصبحت من الحاجات الأساسية للمواطن فى مصر، وفى ظل عصر تكنولوجيا المعلومات والاستخدام الواسع لشبكة الإنترنت، أصبحت الكهرباء أهم عناصر الإنتاج، ويترتب عليها إنجاز العديد من الأعمال بدءًا من المصنع إلى الشركة إلى رائد الأعمال الذى يعتمد على الإنترنت فى عمله والترويج لمنتجاته.

ونوهّت إلى أن العديد من الشركات فى مصر، تعتمد على أجهزة الحاسب والخوادم ومراكز البيانات لتخزين المعلومات الهامة وتشغيل التطبيقات البرمجية، ومن ثم يمكن أن تضرر عند انقطاع الكهرباء.

وأردفت النائبة آمال عبدالحميد، مع زيادة الاعتماد على منصات التجارة الإلكترونية، تعتمد الشركات بشكل كبير على تواجدها عبر الإنترنت لتحقيق المبيعات، يمكن أن يؤدى انقطاع التيار الكهربائى إلى عدم إمكانية الوصول إلى مواقع الويب والمتاجر عبر الإنترنت، مما يمنع العملاء من إجراء عمليات شراء ويؤدى إلى خسارة كبيرة فى الإيرادات المحتملة، فضلا عن تراجع المزاج العام وتداعياته على الاستقرار الاجتماعى والاقتصادى.

أسعار الدواجن

ومن جانبه، قال أبو الفتوح مبروك رئيس شعبة التثمين باتحاد عام منتجى الدواجن، التابع لوزارة الزراعة، إن أسعار الدواجن البيضاء تتأثر بارتفاع درجات الحرارة.

وأوضح أن ما حدث فى أسعار الدواجن خلال الفترة الماضية، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وأن أصحاب المزارع المنتجة للدواجن أخذوا احتياطاتهم للتصدى لمثل هذه الظروف الطارئة.

وكانت أسعار الدواجن قد شهدت تراجعا من 120 جنيهًا للكيلو إلى 85 جنيهًا فقط، ثم جاءت الموجة الحارة لتعيد الأسعار إلى الارتفاع من جديد وتشهد الأسعار موجة جديدة من الغليان ووصل سعر الكيلو من جديد إلى 110 جنيهات.

بدائل الحكومة

بدوره، قال الدكتور خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي، إنّ خطة تخفيف الأحمال لابد من الحد منها حتى يشعر المواطن المصرى بأن هناك تحسنًا فى الخدمة، وهو ما يتطلب إرادة حقيقية من الحكومة لتجاوز هذه الأزمة.

وأضاف الخبير الاقتصادي، أنّ الحكومة عليها السعى لتوفير البدائل، ومن بينها إعادة هيكلة الدعم، وتوضيح الحقيقة كاملة أمام المواطن حول المبالغ المخصصة لدعم الكهرباء لكل من الفئات الأقل والأكثر استهلاكًا، ومن الذى يستفيد من هذا الدعم من خلال المبالغ المُدرجة فى الموازنة العامة للدولة.

وأشار الخبير الاقتصادى إلى أنّ إجمالى الدعم الحكومى لقطاع الطاقة يبلغ نحو 342 مليار جنيه، موزعةً على الكهرباء وأنابيب الغاز والسولار، موضحا أن إجمالى الدعم الحكومى للكهرباء قد بلغ 90 مليار جنيه خلال عام واحد فقط.

ولفت إلى أن تأجيل القرار الحكومى برفع الدعم عن الكهرباء من يوليو 2022 حتى يناير 2024 كلّف الدولة أكثر من 65 مليار جنيه.

تفسير الوزير

الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء 

كشف الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء أن هناك مساعى لإنهاء أزمة تخفيف أحمال الكهرباء، وقال «نبذل أقصى ما نستطيع لإنهاء أزمة تخفيف أحمال الكهرباء وأنا متفائل خيرًا لانتهاء الانقطاعات بنهاية العام الجاري».

وأضاف: «مع قرب نهاية العام الجارى ستنتهى أزمة تخفيف الأحمال ونطمع فى نهاية انقطاعات الكهرباء قبل هذا الموعد»، مؤكدًا أن الحد الأقصى لتخفيف الأحمال نهاية 2024.

ولفت: تخفيف الأحمال يصل من 2 إلى 3 جيجا وات يوميا ونحاول الالتزام بتخفيف يوميا لمدة ساعتين على أقصى تقدير دون مد ساعات الانقطاع ونسلك أى طريق يسهم فى تخفيف معاناة الناس.

وأشار وزير الكهرباء، إلى أن هناك تنسيقا مع وزير البترول للعمل على تنفيذ خطة الانتهاء من تخفيف أحمال الكهرباء بنهاية العام الجارى.