رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فتحة خير

حدث هروب جماعى للمجانين فى مستشفى العباسية للأمراض العقلية سنة 1960 ونتيجة اهمال حراس المستشفى تمكن 243 مريض من الهرب إلى شوارع العباسية مما أدى لحدوث مشكلة كبيرة.. استدعى المدير الإدارى طبيب المستشفى الشاب واسمه الدكتور جمال ماضى أبوالعزايم وطلب منه حل المشكلة فوراً.. وعلى الفور أحضر الطبيب المشهور صفارة وطلب من بعض الموظفين بالمستشفى أن يمسكوا به من الخلف ويلعبوا لعبة القطار وخرجوا إلى شوارع العباسية وبدأ يصفر وينادى «توووت.. توووت» ويمثل رأس القطار ومن خلفه القطارات كل واحد يمسك بالثانى ما توقعه الدكتور حدث بالفعل كل مريض هارب ركب فى القطار ونجح الدكتور أبوالعزايم بجمع المرضى النفسيين وذهب بهم إلى المستشفى.
المشكلة عندما عاد المرضى مع القطار إلى المستشفى كان عددهم 612 علماً بأن عدد المرضى الهاربين عددهم 243 فقط.
هذه الراوية بنفس الصيغة والمعنى على صفحات التواصل الاجتماعى منذ فترة ولأنه تربطنى صداقة قديمة مع المرحوم الدكتور جمال ماضى أبوالعزايم رحمة الله عليه ولم أسمع منه هذه القصة طوال صداقتى فقد قمت بالاتصال بأبنه الدكتور أحمد جمال ماضى أبوالعزايم استشارى الطب النفسى وعلاج الادمان فأجاب حقيقة هذا الأمر أن الدكتور جمال ماضى أبوالعزايم رحمة الله عليه سافر فى بعثة تدريبية إلى هولندا وانجلترا بداية عمله فى مستشفى العباسية وشاهد تطور المستشفيات النفسية وكيف أنه أصبحت مفتوحة لتعطى انطلاقة للعلاج فى العيادات الخارجية وعندما عاد إلى مستشفى العباسية وجدا به 4 آلاف مريض يمكثون بالسنوات وكان القانون عندما المريض المستشفى بمرض عقلى يحجز لمدة عام حتى تأتى لجنة قانونية تتكون من عدة وكلاء وزارة للكشف عن المرضى والموافقة على خروج المتحسنين.
ذهب الدكتور جمال إلى مدير المستشفى آنذاك الدكتور عبدالقادر فهمى رحمة الله عليه وطلب أن يعطيه الحق فى احدث تغييرات فى المستشفى لتطوير برامج العلاج وكانت أول قراراته ازالة الأسوار الداخلية لأقسام العلاج التى تضم 70 قسم محاط بسور عالى بحيث يعطى كل مريض حرية التجول فى الحدائق الواسعة بالمستشفى.
إلا أنه فوجئ بالمرضى يرفضون الخروج من مكان السور وكأنه موجود فقام باحضار ممرض وأعطاه «طبلة» وطلب منه أن يدق على الطبلة وطلب من المرضى الامساك بالممرض مكونين طابور يشبه القطار وظل يسير بهم داخل المستشفى ويطلب من المرضى الأخرين الانضمام للقطار الذى يتجول من قسم إلى آخر حتى أكمل جميع الأقسام فتوقف الممرض وأصبح المرضى يتجولون فى كافة أنحاء المستشفى وبذلك بدأت أولى انطلاقات تطوير المستشفى لتحرير المرضى ثم تبعه انشاء قسم للعلاج بالعمل والعلاج بالرسم وملاعب ومسرح للدراما النفسية.