رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أمجد مصطفي يكتب: أوهام «ولاد رزق 3»..

بوابة الوفد الإلكترونية

 

 

الكل تحدث عن الإيرادات، حتى إن البعض وصفها بأنها الأكبر فى تاريخ السينما، ولم يتطرق أحد إلى مفردات العمل السينمائى، من سيناريو وحوار وموسيقى تصويرية ومونتاج وإخراج. الكل تناسى المفردات التى يجب أن يتحدث عنها أهل السينما والنقاد عند تقييم أى عمل درامى أو سينمائى. السينما كما عرفنا هى لغة صورة، وبالتالى الحكم عليها لابد أن يكون من نفس المنطق. 

 الإيرادات والمشاهدات لم تكن يومًا ما معبرة عن جودة العمل، وأهميته، فأغلب الأعمال التى قدمها يوسف شاهين فى نهاية مشواره لم تحظ بالإقبال الجماهيري، فهل هذا معناه أنها كانت دون المستوى؟ بالتأكيد لا. ولو تصورنا يوسف شاهين وحسن الإمام وعز الدين ذو الفقار وبركات الآن بيننا، فهل تقييم أعمالهم كان سيخضع لنسب المشاهدة وكم الإيرادات؟

نعم أقصد الزفة المصنوعة لفيلم «ولاد رزق 3»، إذ لا حديث سوى عن الإيراد يوماً بيوم وساعة بساعة.

الغريب فى الأمر والشيء العجيب أن الذين تحدثوا بلغة الأرقام عن أنه الأكثر إيرادات فى تاريخ السينما لم يراعوا عدد سكان مصر، وكم عدد قاعات العرض، وسعر التذكرة الآن، وكم كان عدد سكان مصر وقاعات العرض وأسعار التذاكر عندما عُرضت أفلام رشدى أباظة وعمر الشريف ويحيى شاهين، وعماد حمدى وفاتن حمامة وأنور وجدى وليلى مراد وعادل إمام ومحمود عبدالعزيز ونادية الجندى ومحمود ياسين وحسين فهمى وسعاد حسنى، حتى أفلام محمد هنيدى ومحمد سعد وعلاء ولى الدين فى بداية التسعينيات نظلمها أيضا لنفس السبب.

لكى نقارن فيلمًا بفيلم أو فيلمًا بأفلام أخرى لا بد أن تتوافر نفس العناصر والأجواء، من إمكانيات مالية وعناصر بشرية ونجوم ودعاية وقاعات عرض.

أعتب أيضًا على أبطال العمل أنهم تعاملوا بمنطق الجمهور العادى، عندما تحدثوا عن الأكشن فى الفيلم والاستعانة بمخرجين كبار للحركة، ولم يتحدثوا عن جودة العمل، ومفرداته السينمائية وقيمته.

السينما الأمريكية صاحبة الريادة فى تاريخ صناعة سينما الأكشن، ولم تخل أفلامها من مناطق فيها مشاعر وأحاسيس تبرز قيمة الممثل وترضى غروره كفنان يريد التعبير عن موهبته، فالأبعاد النفسية مطلوبة جدًا حتى فى أفلام الحركة والإثارة.

أعتقد أن الكل ظلم فيلم «ولاد رزق ٣» عندما اختصروا النجاح فى الإيراد والأكشن. 

أتمنى من صناع العمل والنقاد الانتظار حتى مرور عدة أشهر على طرح هذا العمل، ليس لتقييم الإيراد، لأن التغييرات التى حدثت فى عالمنا العربى خلال الـ١٥ سنة الماضية جعلتني شخصياً، فى أحيان كثيرة، لا أنظر إلى لغة الأرقام، لأنها صدرت لنا نماذج فنية لا موهبة لها استنادًا إلى كم المشاهدات، غير أن ما أقصده فى الحكم على «ولاد رزق» بعد عدة أشهر أو سنة هو مدى تأثيره، وهل ستبحث عنه الناس كما تبحث عن أفلام الأبيض والأسود أم أن «ولاد رزق 4» سوف ينسينا «ولاد رزق 3» كما يحدث فى السينما والغناء العقود الأخيرة، فالأغنية الجديدة للنجم فلانى تنسيك أغنيته السابقة لها، وكذلك نجوم السينما، فالفيلم الجديد ينسف ما سبقه.

نحن فى انتظار ما تسفر عنه الأيام والأشهر المقبلة.