رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أمل فوزى: النص ظل حبيس الدرج ثلاثة عشر عاماً

«ودارت الأيام» يناقش قضية مجتمعية لامرأة بمنتصف العمر

بوابة الوفد الإلكترونية

«ودارت الأيام»، عمل مسرحى يناقش قضية نسوية ومجتمعية ونفسية لامرأة فى منتصف العمر وأفكار متصارعة داخلها وبكل ما مرت به من تجارب إنسانية فى محاولة البحث عن نفسها من جديد، يتحدث العرض عن استيقاظ امرأة فى منتصف العمر على حقيقة مرة، عقب وفاة زوجها، وتكتشف حال استخراج إعلام الوراثة أنه متزوج من امرأة أخرى منذ عشر سنوات، ولديه طفل، ويبدأ العرض وهى تلقى ملابسه فى مقدمة المسرح؛ فى دلالة على التخلص منه وينتهى بمديح المحبة والأمل فى المستقبل، حكاية الزوجة التى تعانى من قسوة زوجها وعدم الاهتمام والخيانة، ربما تبدو حكاية عادية ومكررة وخاصة فى كتابات النساء، ولكن حين تتحول إلى حياة وشخصيات من لحم ودم على خشبة المسرح، لا بد أن تختلف وتتسع الرؤية لتصبح قضية عامة، وتقريباً هذه الحبكة الرئيسية لمونودراما «ودارت الأيام» التى كتبتها الكاتبة أمل فوزى، بطولة الفنانة وفاء حكيم وأخرجها فادى فوكيه وصمم سينوجرافيا العرض.

وتستعيد الزوجة المصدومة أصداء الأيام الخوالى مع الزوج الذى تأكّد غدره وثبتت خيانته بعد وفاته، بعدما ظهرت أنانيته وقسوته وفظاظته فى حياته، وعلى أنغام أغنيات أم كلثوم العاطفية المؤثرة، ومقاطع متناثرة من كلماتها الدالة (ودارت الأيام، وصفوا إلى الصبر، كنت باخلصلك فى حبى بكل قلبى.. وأنت بتخون الوداد من كل قلبك، الله محبة، الخ)، وفق السياقات الدرامية، تسترجع الزوجة مشاهد ولقطات مأساوية كثيرة مبعثرة من حياتها الزوجية التعيسة، تشهد على جبروت الزوج وطغيانه، وتعنته فى سائر تعاملاته معها.

وتمتد هذه الإساءات الواقعة على الزوجة من زوجها لتشكل سائر تفاصيل علاقتهما المشتركة معاً، إلى جانب أخطائه وسقطاته وتصرفاته السيئة فى ما يخص معاملة أبنائهما، ولا تجد الزوجة سوى مرآتها لتشكو إليها همومها، وتعيد النظر فيها إلى حقيقة ذاتها، أملاً فى التخلص من الماضى الكئيب، وقراءة غدٍ أفضل.وتوسع المسرحية مجال تقصيها إحباطات المرأة وإخفاقاتها، بالغوص فى أعماقها، وكشف معاناتها الداخلية، والتقاط المسكوت عنه من جروحها الروحية ونزيفها الوجدانى، وتتّبع الآهات الحبيسة فى صدرها وضميرها، منذ أن تولد وتنشأ طفلة صغيرة مسلوبة الإرادة فى بيت أبويها، إلى آخر لحظات حياتها المنزوعة النكهة والمذاق، وكأنّها ليست حياة «بيقولوا إنى لسه عايشة».

وأدت الفنانة وفاء الحكيم، دور المرأة ضحية الزوج والمجتمع، بما تمتلك من الخبرة تؤهلها للانتقال بين الحالات والشخصيات المتعددة موضوع المونودراما، لتجسد مراحل ومحطات عديدة، رغم أن المخرج وضع صوت الزوج مسجلاً يتردد فى فضاء المسرح سواء أكانت المرأة تخاطبه من خلال الملابس أو الظل جسدت حالة المرأة الضحية وهى سعيدة، غاضبة، حتى وهى تطرح فكرة الخيانة الزوجية، وهى تفقد حلمها فى أن تكون عازفة بيانو، وهى فى غرفة العمليات مع الهلاوس والأحلام، وتعاملت مع الأغراض الدلالية التى ازدحم بها فضاء الحكاية ببراعة تدل على موهبتها وخبرتها الكبيرة، ولكن أحادية الرؤية التى تمحورت حول المرأة فقط دون الاشتباك مع الواقع حد من أداء وفاء الحكيم الذى جاء فى إيقاع ثابت طيلة زمن العرض لم يتغير بين المواقف المتباينة.

وقالت الكاتبة أمل فوزى لـ«الوفد» إن النص المسرحى «ودارت الأيام» ظل فى درج مكتبها لمدة 13 عاماً، وهو أول نص مسرحى لها، وكان لديها حلم أن الفنانة الكبيرة سميحة أيوب هى التى تقوم بالبطولة للنص.

الكاتبة أمل فوزى 

وأوضحت أنها عرضت النص المسرحى «ودارت الأيام» على الفنانة سميحة أيوب، وبالفعل النص نال إعجابها، والفنانة تحمست للنص المسرحى، لكنها انشغلت فى عملها الفنى، وهى الأخرى سافرت خارج مصر لفترة طويلة. واستكملت حديثها، أنها بعد سنوات من السفر وأثناء ترتيب مكتبتها، وجدت النص المسرحى، والتى ظلت تقرأ فيه، مؤكدة أن الفنانة سميحة أيوب شجعتها وطلبت منها كتابة النص مرة ثانية، وبالفعل كتبته من جديدة بخبرة 13 سنة.

وتابعت أنها بعد كتابة النص المسرحى من جديد عرضته على الفنانة التى تحمست له، وقالت إن النص يجب أن يخرج للنور وقامت بعرضه على الأستاذ شادى، ودخل لجنة وبدأت رحلة انطلاق النص المسرحى «ودارت الأيام» للنور.