رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

أخر وأكبر مسجد في الصين.. يفقد قبابه ومآذنه أمام التعصب الديني والثقافي

مسجد شاديان الكبير
مسجد شاديان الكبير

فقد آخر وأكبر مسجد في الصين على الطراز العربي قبته، وتم تعديل مآذنه بشكل جذري، مما أثار مخاوف بشأن التعصب المتزايد في البلاد، ووفقا لصحيفة الغارديان، يعتقد الخبراء أن التعديلات الأخيرة هي جزء من حملة الحكومة الصينية لإضفاء الطابع الصيني على أماكن العبادة الإسلامية في البلاد.
 


مسجد شاديان الكبير


والمسجد الذي طُمست هويته العربية الإسلامية بشكل كامل، هو مسجد شاديان الكبير الذي يوصف بأنه أكبر وأعظم مكان للعبادة الإسلامية في الصين، ويطل المسجد على البلدة الصغيرة التي أخذ اسمه منها، ويقع في مقاطعة يونان الجنوبية الغربية.

ووفقًا للتقارير، حتى العام الماضي، كان المبنى مزينًا بقبة خضراء مبلطة ومزينة بهلال. وكان محاطًا أيضًا بأربعة قباب أصغر ومآذن مرتفعة، وفي عام 2022، تم تزيين جناح المدخل بهلال كبير ونجمة مصنوعة من البلاط الأسود الزاهي.

 

ما هي التغييرات الجديدة على هوية المسجد؟
 

تظهر أحدث صور الأقمار الصناعية وروايات الشهود التي حصلت عليها صحيفة الغارديان أنه تمت إزالة القبة واستبدالها بسطح باغودة على الطراز الصيني الهان، وهو شكل دائري مأخوذ من العقيدة البوذية يعبر عن مرور الفصول وتكرارها، ومن ناحية أخرى، تم تقصير مآذن المسجد وتحويلها إلى أبراج باغودة، لا يوجد سوى أثر خافت للهلال والبلاط النجمي الذي كان يميز الشرفة الأمامية للمسجد.
 


محاولات لطمس الهوية الإسلامية 


وهذه ليست الحالة الأولى التي يتم فيها تعديل مسجد وفقًا للدعاية الصينية، كما واجه مسجد ناجياينج التاريخي الآخر في يونان، والذي يقع على بعد أقل من 100 ميل فقط من مسجد شاديان، محنة مماثلة، وفي عام 2018، نشرت الحكومة الصينية خطة خمسية تناولت "تطويع الإسلام"، وكان أحد الأجزاء الرئيسية للخطة هو مقاومة "الأنماط المعمارية الأجنبية" وتعزيز "العمارة الإسلامية... المليئة بالخصائص الصينية". ليس هذا فحسب، فقد أظهرت مذكرة مسربة للحزب الشيوعي أن السلطات المحلية تلقت تعليمات "بالالتزام بمبدأ هدم المزيد والبناء أقل".
 

حملة لتطويع المساجد 

إن تطويع هذين المسجدين البارزين يمثل نجاح الحملة، وقال رسلان يوسوبوف، عالم الأنثروبولوجيا بجامعة كورنيل، لصحيفة الغارديان: "حتى لو بقيت مساجد صغيرة على الطراز العربي في القرى، فسيكون من الصعب على المجتمعات المحلية الاعتراض على إضفاء الطابع الصيني عليها". وقالت هانا ثيكر، مؤرخة الإسلام في الصين بجامعة بليموث: إن حملة إضفاء الطابع الصيني على المساجد تقدمت "من مقاطعة إلى مقاطعة". مقاطعة يوننان التي تعد واحدة من المقاطعات الأبعد عن بكين تم التعامل معها أخيرًا، وأضاف ثيكر: "بحلول عام 2023، كان هناك شعور بين المجتمعات بأن الإضفاء الطابع الصيني على الهندسة المعمارية سيصل إلى مساجد يونان الشهيرة، باعتبارها آخر المساجد الكبرى غير الملوثة في الصين".