رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

ما العلاقة بين الرضاعة الطبيعية والسكري؟

بوابة الوفد الإلكترونية

الرضاعة الطبيعية واحدة من أهم الممارسات الصحية التي تؤثر بشكل إيجابي على صحة الأم والطفل، حيث سلطت دراسة بريطانية حديثة الضوء على فوائد إضافية لهذه الممارسة، لتظهر أن الرضاعة الطبيعية قد تحمي الأمهات من الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

علاقة الرضاعة الطبيعية بالسكري

الدراسة التي أُجريت على الفئران ونُشرت نتائجها في موقع "إكسبريس" البريطاني، توصلت إلى أن الفئران التي قامت بالرضاعة بعد الولادة أظهرت تحسنًا ملحوظًا في حساسية الإنسولين وزيادة في عدد خلايا بيتا المنتجة للإنسولين مقارنةً بالفئران التي لم ترضع. هذه النتائج تشير إلى أن الرضاعة الطبيعية قد تلعب دورًا حاسمًا في الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني من خلال تحسين الوظائف البيولوجية المتعلقة بإنتاج الإنسولين واستخدامه في الجسم.

أكد الأطباء المشاركون في الدراسة أن أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني هو فقدان قدرة خلايا بيتا في البنكرياس على إنتاج كمية كافية من الإنسولين لمواجهة مقاومة الإنسولين. هذه المقاومة تعني عدم فعالية الإنسولين في خفض مستويات السكر في الدم. وقد تتفاقم هذه المشكلة بسبب عوامل وراثية وزيادة الوزن، وهي عوامل تزداد حدتها خلال فترة الحمل، لا سيما في الثلث الأخير منه.

بالرغم من أن الدراسة أُجريت على الفئران، إلا أن النتائج تتماشى مع الدراسات التي أُجريت على البشر. فالآليات الوقائية التي تم رصدها في الفئران من خلال الرضاعة الطبيعية تُشير إلى وجود تأثيرات مشابهة لدى البشر. هذه الآليات تشمل تحسين حساسية الإنسولين وزيادة إنتاج خلايا بيتا، وهو ما يُسهم في الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني بغض النظر عن فقدان الوزن.

تُعتبر هذه الدراسة مهمة لأنها تُضيف بعدًا جديدًا لفهم فوائد الرضاعة الطبيعية. بالإضافة إلى فوائدها المعروفة في تعزيز مناعة الطفل وتوفير التغذية المثلى، تُشير النتائج الجديدة إلى أن الرضاعة الطبيعية تُسهم أيضًا في تحسين صحة الأم على المدى الطويل من خلال تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

استنادًا إلى هذه النتائج، يُوصي الأطباء بتشجيع الرضاعة الطبيعية لما لها من فوائد متعددة، ليس فقط للطفل ولكن أيضًا للأم. يجب على الأمهات معرفة أن الرضاعة الطبيعية قد تكون خطوة وقائية مهمة ضد الأمراض المزمنة مثل السكري.

لا تزال هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لتأكيد هذه النتائج وتحديد الآليات الدقيقة التي تعمل بها الرضاعة الطبيعية للوقاية من مرض السكري من النوع الثاني. تشمل هذه الأبحاث الدراسات الطويلة الأمد على البشر لفهم تأثيرات الرضاعة الطبيعية بشكل أعمق وكيف يمكن تعزيزها لتحقيق أفضل نتائج صحية.