المستشار الجليل والشاعر الغرير!
على قناة النهار في 26/8/2013 استضاف أستاذ خالد البلشي المستشار محمد حامد الجمل والشاعر عبد الرحمن يوسف القرضاوي وآخرون.. المستشار الجليل محمد حامد الجمل من أعلام رجال القانون والقضاء وكان رئيساً لمجلس الدولة.. لذا فإني أبدأ مقالي معلقاً على فقرة أبداها رداً على سؤال وجهه اليه مقدم
البرامج عن الغاء نسبة العمال والفلاحين فأجاب بأنه ليس من الإلغاء وانما مع تحديد دقيق وتعريف صادق لمن هو العامل والفلاح.. وليسمح لي سيادة المستشار وهو يعلم تماما مكانته عندي أن أختلف معه جذرياً حول هذه الرؤية السياسية.. وبداية هاكم ما قاله مُبدع هذه النسبة البكباشي الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر.. في مؤتمر الانتاج يوم 18 مارس 1967 كما جاء بمطبوعة وزارة الارشاد القومي - مصلحة الاستعلامات - بالصفحة 58 حرفياً (الرد على هذا أن نعطي الفلاحين والعمال نصف مقاعد مجالس الأمة اللي بيمثل السلطة التشريعية في الدولة وبهذا لن تستطيع أي قوة رأسمالية وطنية أو غير وطنية قد تدخل مجلس الأمة أنها تقرر تشريعات ضد مصالح العمال والفلاحين ولكن نفرض إن احنا وصلنا الى ازالة الفوارق بين الطبقات هل هيستمر هذا النص في رأيي أن هذا النص لن يستمر، هذا النص مؤقتاً حتى نستطيع أن نمر في مرحلة الانتقال اللي احنا موجودين بها وبعد هذا تترك الانتخابات وما تقولش أبداً ده عمال وده فلاحين.. الخ، والحقيقة بلدنا هو البلد الوحيد اللي أخذت بهذا المبدأ) انتهى هذا ما قاله المنظر الأعظم لما آلت إليه أحداث 23/7/1952 لماذا إذاً - أكرر - ما أبديته سابقاً في كثير من مقالاتي - لا يجب المساس بهذه النسبة وبعد مرور أكثر من ستين عاماً عليها؟؟!! هل هى وحي نزل من السماء أم سنة سنها أحد من الأنبياء؟!.. ولماذا الاعتقاد بأن البعض يحاول الالتفاف حولها مع أن هذا البعض يقولونها علناً وصراحة جهاراً نهاراً وبأسلوب مباشر صريح لا ضمنية فيه ولا غموض.. بل إننا نرفض هذه النسبة ولا نعترف بأنها كانت ضرورة في أي وقت من الأوقات ولا في أي مكان ولا في أي زمان، لجورها ومخالفتها لكل الشرائع والأديان السماوية ولكل منطق، غير منطق القوة والإذعان.. كيف تكون هذه النسبة أو القول قاعدة؟!.. ومع ذلك فالقاعدة وحدها في المفهوم القانوني لا تشكل قانوناً، الا وفقط الا إذا اقترنت اقتراناً صحيحاً بالعموم والتجريد!.. سيادة المستشار مجلس الأمة لم يكن مجلساً لنقابة.. هناك الآن مئات الأسباب لطرح هذه النسبة أرضاً.. أما ما أبداه الشاعر عبد الرحمن يوسف فبعضه لا يفسر الا بما ينبغي أن يضاف اليه وأغفله الشاعر عمداً والآخر مقلوب ومعكوس.. عندما قال ساخراً في قنوات فضائية.. هل اكتشاف عدد محدد من الرشاشات والبنادق مبرر للقتل واقتحام اعتصام سلمي لاستخراج هذا العدد الضئيل من الأسلحة؟!..هذا تضليل في تضليل لأن المفهوم هو إثبات أن هذا الاعتصام، برابعة والنهضة، لم يكن سلمياً