رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لازم أتكلم

جميل أن نفتخر بحضارتنا المصرية الفرعونية القديمة، وبما شهدته أرضنا من حضارات متعاقبة، ولكن من المؤسف والمفزع ألا نعطى العلماء والباحثين والمبتكرين كبارًا وصغارًا حقهم من التقدير، من الدولة أو الوزارة المعنية أو من الإعلام حكوميًا كان أو خاصًا.

إن مكانة الدول وقوتها لم تعد تكمن فيما تملكه من أسلحة وجيش، ولكنها تجاوزت ذلك لتقاس بما تفرزه وتنتجه أدمغة أبنائها من أفكار واختراعات، وهذا ما يميز الدول المتقدمة، فهناك يهتمون بالنابغين والمواهب الصغيرة، ويتعهدونهم سواء كان ذلك عبر مؤسسات حكومية رسمية أو خاصة، ولا يتركون نتاج بحوثهم وتجاربهم حبيسة الأرشيف وأدراج الإهمال وأرفف النسيان، وإنما يهتمون بهم ماديًا ومعنويًا، ويقدرونهم تقديرًا يليق بما يقدمونه لصالح أوطانهم وسعادة شعوبهم.

وكانت مصر زمان، تفعل ذلك بإرسال البعثات إلى أوروبا وأمريكا وتبنى الموهوبين، قبل أن ننحدر هذا الانحدار الرهيب فى العلم والتعليم وعدم تقدير من نذروا حياتهم وقدموا خلاصة وعصارة عقولهم لإسعاد وخدمة الآخرين.

وما لطفية إبراهيم النادى (أم الفيزياء النووية) وسميرة موسى «عالمة الذرة» التى قتلتها يد الموساد الاسرائيلى ثم نجيب محفوظ وزويل الفائزين بجائزة نوبل إلا نتاج عصر مختلف تماما شكلًا ومضمونًا عن عصر الانحطاط فى كل شىء؛ والتفرغ للسوشيال ميديا وما تحمله من تفاهات نجحت وبتقدير ممتاز فى تسطيح العقول وقتل المواهب وإحباط المبدعين بسلاح الاحتفاء بالسفهاء وتكريم الجهلاء.

إن أشد ما يحزننى أن أرى أبناء وطنى، رجالًا وإناثًا، طلابًا وطالبات، يتم تقديرهم وتكريمهم وتبنى مشاريع أفكارهم خارج وطنهم، والإشادة بهم فى المحافل الدولية، وعلى العكس تمامًا يلاقون الظلم والغبن والتجاهل فى بلدهم، لا يسمع بهم سوى أبناء قريتهم أو مدينتهم، وأقرب وأحدث مثال على ذلك هذا التجاهل الفظيع لبنت بنى سويف الدكتورة الشابة إلهام فضالى التى حصدت جائزة أفضل بحث فى العالم فى مسابقة عالمية تحدثت عنها معظم قنوات العالم ما عدا قنواتنا ومؤسساتنا الإعلامية.

إلهام قدمت نظرية جديدة فى بحث متميز أبهر علماء الطبيعة والفيزياء، استحدثت فيه طريقة جديدة غير مألوفة لنقل البيانات من خلال الضوء، ويؤكد العلماء أنه سيحدث انقلابًا علميًا فى مجال الفيزياء، ولا يستبعد الخبراء والمتخصصون أن تسير إلهام على خطى ودرب العالم الراحل أحمد زويل، لتكون المصرية الأولى المرشحة للفوز بجائزة نوبل فى الفيزياء.

والهام فضالى ليست الفتاة المصرية الوحيدة التى كرست حياتها للطبيعة والفيزياء ولم يسمع بها إلا نفر قليل من الأجيال المصرية، فقد سبقها إلى المضمار كثيرات، تقلدن أعلى المناصب فى الجامعات الغربية ومراكز الأبحاث ووكالة ناسا الفضائية.

ومن هؤلاء منى مصطفى محمد المتخصصة فى علم الأحياء الجزيئى، ووضعت أمريكا صورتها فى أشهر قاعة بوزارة الخارجية، ولدينا أيضًا دكتورة بشرى سالم البارعة عالميًا فى مجال الاستشعار عن بعد، والدكتورة جيهان رجائى استاذ الكيمياء الأثرية والسطحية.

ولا ننسى رشيقة الريدى صاحبة أول ابتكار نسائى عالمى ينهى معاناة مرضى البلهارسيا، والدكتورة سحر سليم، مكتشفة جرح السكين فى حلق رمسيس الثالث وأول من قامت بمسح ذرى للمومياوات. أما الدكتورة مها عاشور عبدالله فكانت أول من أسس محاكاة للبلازما الفضائية والمغناطيسية للرياح الشمسية واختيرت المحققة الرئيسية فى بعثة ناسا للغلاف المتعدد.

كانت هذه الأسماء على سبيل المثال وليس الحصر، وجميعها نماذج مشرفة، احتفى بها الغرب قبلنا، فلماذا لا نقلب الطاولة هذه المرة، ونهتم بإلهام فضالى ونقدمها للعالم، ونستثمر عقلها قبل أن يحتكره أعداء نهضة وتقدم المصريين.

[email protected]