رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قلم صدق

قرأت تصريحًا أعجبنى لخبير عسكرى لخص حتى ساعتنا اليوم من الحرب أيهما المنهزم، وأيهما المنتصر، فى الحرب العسكرية الدائرة رحاها بين حماس والاحتلال الإسرائيلى، يقول: «طالما الضعيف لم ينكسر فهو منتصر، وطالما القوى لم ينتصر ويحقق الأهداف الاستراتيجية للحرب فهو مُنهزم».

وهذا ما أعطانى دفعة وحماسة أن أكتب ثانية وثالثة دون فتور وتأثير، رغم سقوط الآلاف من المواطنين الأبرياء الشهداء، وأضعافهم من الجرحى وتحت الأنقاض فى الكتابة عن إيماني بأهمية المقاومة، والكتابة عما يفعله الاحتلال من عربدة عسكرية وانتقام وحشى من الغزاويين الذين صمتوا وصمدوا دفاعًا عن الأرض أمام الآلة العسكرية بجبروتها ووحشيتها، رغم ضعف إمكانيات الدعم الدولى لهم، وبعد أن أصبحت الأمم المتحدة بلا جدوى، وأن وجودها أصبح والعدم سواء، وخالفت ميثاقها وما ورد فى دستورها من حفظ حقوق الشعوب ومنع الحروب.

فكثير من المتأثرين عاطفيًا بمشاهد المجازر الإسرائيلية اليومية، وطوال مائتين وخمسة عشر يومًا هى مدة الحرب الدائرة بين حماس والاحتلال بعد طوفان ٧ أكتوبر العظيم يلومون على حركة حماس، وعلى الفصائل الفلسطينية المقاومة ثانيًا دماء هؤلاء الشهداء، وما آلت إليه غزة من دمار وخراب، ويقولون لولا هذا ما حدث ذاك.

وأقول لهم: إذا كانت المقاومة ليست الحل، فبماذا يسترد من لهم الحق أراضيهم.. أبالتفاوض؟ وهل يجدى التفاوض بين طرفين، طرف يمتلك كل مسببات القوة، وطرف لا يملك أى شيء منها؟

وهل أنهينا الاحتلال الفرنسى وطردنا البريطان من مصر بالعلاقات والمشاورات والمفاوضات الدبلوماسية؟.. ألم نطلق على مدينة بور سعيد المدينة الباسلة إلا لما أبدت من مقاومة كانت لها التأثير الأكبر فى مقاومة العدوان الثلاثى وتعطيل خطط بريطانيا وفرنسا حينها.. وعندما أبدت العسكرية المصرية شراسة وأظهرت نديتها طوال حرب الاستنزاف وانتصرت فى معركة أكتوبر، وملكت القوة فى ٧٣ كان التفاوض والدبلوماسية بينها وبين إسرائيل على عودة طابا وسيناء كاملة من منطلق الندية والقوة؟

وها هى الجزائر لم تستسلم للفرنسيين، بل قاومت بكل ما أوتيت من قـوة إلى أن نالت استقلالها، واستشهد خلال هذه الفترة الأطفال والنساء والشباب والشيوخ والكهول، وتحمل الشعب كل الويلات حتى نال استقلاله، وسميت لذلك بلد المليون شهيد.

ألم يفعلها ثعلب الصحراء عمر المختار مجبرًا دولة مثل إيطاليا فى إيقاف زحفها تجاه دولة مثل ليبيا، وإجبارهم على التفاوض إلا بقوة مقاومته هو وأبنائه لهم؟.. ويفعلها كذلك الأفغان فى الأمريكان.. إذن اتفقنا أو اختلفنا لا أحد ينكر أن المقاومة الشعبية هى الحل الناجع فى تحرير الأوطان.

.. وأخيرًا فلتصمد أيها الشعب الأبى ولا تنكسر، فأنت إن شاء الله منتصر، واعلم أنه «طالما الضعيف لم ينكسر فهو منتصر، وطالما القوى لم ينتصر ويحقق الأهداف الاستراتيجية للحرب فهو مُنهزم».. اللهم نصرك لأهل فلسطين.. واحفظ مصر وارفع قدرها.