رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعيشى يابلدى

بغض النظر عن الجدل الدائر بين بعض رجال الدين حول ذكر «شم النسيم» فى القرآن الكريم وهل هو «يوم الزينة» الذى ورد فى سورة طه ام لا فإن الحقيقة الثابتة تاريخيًا ان هذا اليوم هو عيد مصرى خالص لايحتفل به غيرهم على مستوى العالم، ولايختص به أصحاب ديانة معينة وهو من أقدم الأعياد الشعبية على الإطلاق ويقترب عمره من خمسة آلاف سنة.

فقد بدأ المصريون القدماء الاحتفال به قبل حوالى 2700 قبل الميلاد، اى أن هذا العيد يتجاوز عمره الآن اكثر من 4700 سنة، اما تسميته شم النسيم فجاءت تحريفا من كلمة شمو وهى كلمة هيروغليفية.

هذا الرأى هو ما رجحه الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، فى معرض كلامه عن جواز الاحتفال بشم النسيم.

فقد أكد كريمة أن شم النسيم عيد مصرى قديم لا علاقة له باليهودية ولا المسيحية ولا بالإسلام. واستشهد بسورة طه، وقصة سيدنا موسى عليه السلام عندما أراد سحرة فرعون تحديد موعد للمبارزة وقد ظنوا أنه قادم إليهم بسحر، ونقل قوله تعالى: «موعدكم يوم الزينة وأن يُحشر الناس ضحى».

ولفت كريمة إلى أن المفسرين أجمعوا على أن يوم الزينة هو عيد الربيع عند المصريين القدماء، موضحا أن هذه المناسبة تم تعريبها فيما بعد من (شمو)إلى (شم النسيم).

وأوضح أن سيدنا عمرو بن العاص عندما جاء إلى مصر أبقى على هذا الاحتفال، مُرجعا ذلك إلى أن الإسلام فى حقيقته لا يعاند الدنيا ولا الشعوب ولا الدول.

وقال كريمة، عبر مقطع صوتى نشره بصفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» إن شم النسيم المعروف باسم عيد الربيع يعد أحد الأعياد المصرية، التى كان يحتفى بها المصريون القدماء؛ بمناسبة بداية حصاد القمح والبصل والشعير، وبداية تفتح أزهار الفاكهة الصيفية.

أما الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، فقد أكد إنه لم يرد فى القرآن الكريم أو السنة النبوية ما يدعيه البعض بأن شم النسيم مذكور فى القرآن، وان الإدعاء بذلك فتاوى مزيفة.

ولفت لاشين إلى أن الأية الكريمة “موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى”، نزلت على نبى الله موسى وليس عيسى فلا علاقة لها بشم النسيم، لأن الشريعة الإسلامية جاءت لتمحو ما قبلها.

ومع ذلك لم يحرم أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر الإحتفال بشم النسيم.

فقد أكد لاشين على أنه إذا كان احتفال المسلمين فى هذا اليوم، على أنه عيد الربيع الذى كان يحتفل به المصريون القدماء فهذا حلال، وجائز شرعًا ولا شيء فى ذلك.

إذن الاختلاف ليس على الاحتفال بشم النسيم ولكن على ورود ذكره فى القرآن الكريم ام لا، اما الآراء التى تحرم الاحتفال بأى يوم بخلاف عيدى الفطر والاضحى، فهى آراء يقدرها المصريون فهم بطبيعتهم من أحرص الشعوب على الالتزام الدينى، بعيدا عن الغلو والتشدد واحتفالهم بهذه المناسبات كأيام للفرح والسرور، مثل شم النسيم وعيد الأم، وليس كأعياد يأتى اعتمادًا على فتاوى دينية مستنيرة جاءت لحل هذه الإشكالية.

فالمصريةن مازالوا حتى الآن يحتفلون بشم النسيم بنفس الطريقة التى كان يحتفل بها المصريون القدماء، بالخروج إلى الحدائق والمتنزهات وشواطئ البحر والنيل واكل الفسيخ والسردين والبصل والخس، وتلوين البيض الذى يعد من أهم الأطعمة الخاصة فى هذا العيد، والذى كان يعتبره المصريون القدماء رمزًا للحياة، والخلق، والبعث، والخصب، وكانوا ينقشون عليه أمانيهم ودعواتهم، ويضعون هذا البيض الملون فى سلال مصنوعة من النخيل ويعلّقونها، حتى تحصل على البركات.

وقد حكى لى بعض الأقارب والأصدقاء أنهم عاشوا سنوات الغربة محرومين من الاحتفال بشم النسيم، وأن الدول التى كانوا فيها سواء كانت عربية أو أجنبية ليس لديها أى مظاهر للاحتفال بهذا اليوم، اذا أنه احتفال مصرى خالص وهو الاحتفال الوحيد تقريبًا المتبقى من أعياد كثيرة كان يحتفل بها المصريون القدماء.