رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

للشهر الثامن، نعيش «الإصدار الجديد»، أو «النسخة الثانية»، من «نكبة» فلسطين، على وَقْع إبادة جماعية وقتل وتدمير وتجويع وحصار وتهجير قسري لأشقائنا المستضعَفين في غزة، ومذابح يومية لم ينجُ منها رضيع أو طفل أو امرأة أو شيخ!

تلك «النكبة الثانية»، بنتائجها الكارثية ـ بعد مرور 76 عامًا على «النكبة الأولى» ـ أسفرت حتى الآن عن استشهاد 35 ألفًا، معظمهم من النساء والأطفال، وجرحى يتجاوز عددهم 78 ألفًا، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض!

إن «نكبة» فلسطين «الممتدة حتى الآن»، ليست مجرد ذكرى فقط، بل واقعًا داميًا مستمرًا، وإنْ بأشكال مختلفة، لكنها قد تكون فرصة متجددة، وموعدًا سنويًّا، لسرد ذكريات من التاريخ الأليم، الذي لم ولن يسقط من ذاكرة الشعوب العربية والأحرار حول العالم.

15 مايو 1948، أو يوم «النكبة»، وفقًا لـ«التقويم العربي»، يوم غيَّر تاريخ المنطقة والشرق الأوسط، ليصبح مناسبة سيئة الصِّيت والسُّمعة، تتلاحق فصولها على مدار عقود طويلة، لشعبٍ بات ضحيةً لأكبر عملية تطهير عرقي ممنهج في التاريخ الحديث والمعاصر.

في هذا «اليوم المشؤوم»، تم تهجير أكثر من 800 ألف فلسطيني، هم أهالي 1152 مدينة وقرية وضيعة.. طُردوا قسرًا من قراهم، لا يحملون معهم سوى مفاتيح بيوتهم، وآمال العودة إلى ديارهم في يومٍ من الأيام.

منذ إعلان بريطانيا إنهاء انتدابها على فلسطين، في ذلك «اليوم الأغبر»، بدأ فعليًا ورسميًا غرس جذور «الصهاينة»، لتبدأ منظومة التِّيه والشَّتات والمأساة، التي ما زالت تُفرزها «النكبة»، لتغيير كل ما يمتّ لتاريخ فلسطين وجغرافيتها بِصِلة.

خلال عقود طويلة، تعددت «المبادرات» و«الحلول» المطروحة، التي تَنَكَّر لها الاحتلال «الإسرائيلي»، الذي لم يكترث بعشرات القرارات الأممية والدولية، وتم اغتيالها بدم «صهيوني» بارد.

ورغم قطار «التطبيع المجاني» فائق السرعة، الذي عَبَرَ غالبية المحطات العربية، بعد توقيع العديد من الاتفاقيات، على اختلاف مسمياتها، بدءًا من كامب ديفيد، مرورًا بأوسلو ووادي عربة، وليست انتهاءً بـ«مهرجانات السلام» الإقليمية والدولية، برعاية «الحليف الأمريكي غير النزيه»، إلا أنه لم يتحقق أي تقدم يُذكر، في أي عملية تسوية مزعومة، منذ «النكبة الأولى»!

أخيرًا.. ما بين «النكبة الأولى» في مايو 1948، و«النكبة الثانية» المستمرة منذ 7 أكتوبر الماضي، يحاول الاحتلال الفاجر مخالفة منطق الأشياء وقوانين التاريخ، لكنه لم يستطع محو إرادة الكفاح الوطني، أو تغيير عقيدة انتماء شعبٍ إلى أرضه، ولذلك ستظل فلسطين التاريخية ومقدساتها، قضية الأحرار حول العالم، والقضية المركزية للعرب والمسلمين جميعًا، كما ستظل «إسرائيل» مرضًا سرطانيًا، والعدو الأول، ما بقي الاحتلال قائمًا، لأنها باختصار قضية دِينٍ وأرضٍ وعرضٍ وشرفٍ، ما بقي في الأمة رجال، ولا عزاء للخانعين المنبطحين المُطَبِّعين.

فصل الخطاب:

إن أسوأ مكان في الجحيم مخصص للذين يقفون على الحياد في المعارك الأخلاقية الكبرى.

 

[email protected]