رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نبض الكلمات

«إنها معركة حق لا لبس فيه، فى وجه باطلٍ لا لبس فيه، وإنه صراع عقيدة، لا صراع جيوش، وقتال وجود لا قتالَ حدود، إنّها اليوم معركة أمه كاملة وليستْ معركة غزة وحدها، غزة هى رأس الحربة فقط، إنها معركة هدم «إسرائيل الكبرى» من الفرات إلى النّيل، وليست معركة هدم «إسرائيل الصغرى»، التى ستزول بإذن الله وهى صغرى».. كلمات من ذهب سطرها التاريخ لفارس العرب «أدهم الشرقاوى».
الحقيقه تعجز الكلمات وتقصف الأقلام فى وحل الذل والهوان لما نحن فيه من جبن وصمت ودماثة وبرود الدم لما نسمع ونرى فى الإعلام ومنصات السوشيال ميديا، غزة  يا سادة فى طريقها للزوال والإبادة ونحن غارقون فى ملذات الحياه نأكل ونشرب ونضحك وأطفال ونساء وكبار تسفك دمائهم جهارا نهارا، من شهور فقط عندما اشتدت معركة الإبادة والإزالة لكل مظاهر الحياة لأهالينا فى غزة أقرباء الدم  والعقيدة.
والعروبة «الملعونة» التى نتحاكى بها، انتفضنا قليلا وبكينا على مناظر الدم الذى يتطاير هنا وهناك، والأطفال الذين يدهسون وتفرم أجسادهم بسبب قصف منازلهم، طلعنا بيانات إدانه وشجب كالعادة، وخرجت علينا جامعة الدول «المشلولة» ببياناتها المملة، الحقيقة أنا لا أعلم ما دور هذه الجامعة الأمعة؟، التى لا يقتصر دورها على اجتماع للمنظرة ويصحبها بيان إدانة، ودمتم، يا للعار على أمة فقدت بوصلتها وإلى أين؟، قد ‏كشفت لى هذه الأحداث مدى تعلقنا بالدنيا وسطوتها على تصوراتى و موازينى.
‏وعلمت أن الغرق فى اللذات و الركون إلى الدنيا لا يصنع مجداً ولا يبنى أمة،‏ كما أنها أرخصت ما كنت أحسبه عظيماً يستحق أن يصرف فى سبيله الفكر والجهد، ‏هذه الأحداث التى تتطور يوما بعد يوم على أراضي غزة يلاحقها أيضا صمت، جعلتنى أتصالح مع فكرة الموت والله لهو الأهون علينا، إذا كان طريقاً إلى الخلود والعزة والكرامة.
المتابع لمنصات التواصل الإجتماعى خاصة منصة إكس (تويتر سابقا)  يلاحظ درجة الوعى الذى وصل له الغرب فى أمريكا خاصة وفى أوروبا، أصبحنا نرى تغريدات مناهضة لسياسة بايدن العنصرية المتطرفة ولهمجية «النتن ياهو» فى قتل الأبرياء من الأطفال والنساء، لقد انفضح الغرب فى عقر داره ومن مواطنيه، لقد سقطت الأقنعة الزائفة وأكذوبة الديمقراطية والعدالة و الحريات، لقد أُزيل الستار عن الوجه الحقيقى للحقد الدينى والعرقى الذى يتبناه اليهود الصهاينة و من يساندهم من حكام الغرب، كبايدن وماكرون وسوناك وغيرهم من المتطرفين المتصهينيين، طوفان غزة وصمود أهلها العجيب أدهش العالم، أطاح بالشعارات الكاذبة  للديمقراطية كما فندت أكذوبة جيش الصهاينة الذى لا يقهر، المقاومة الفلسطينة وخاصة أهلنا فى غزة لقنوا الغرب درسا فى العقيدة و الصمود والإباء، أجل لقنوهم أن القدس عقيدة راسخة فى قلب شعوب  الأمة الإسلامية وإن تخاذل الحكام عن نصرتها،علموهم معنى الصمود والشجاعة والإقدام فلا خوف على الموت طالما أن قتلانا شهداء فى الجنة لاخوف عليهم ولا هم يحزنون، علموهم أن الأرض لأهلها وأن أهل غزة لن يخرجوا منها لا بالصواريخ ولا باتفاقية لتهجير، أرى أن الشارع الغربى يشهد غليانا تتزايد وتيرته يوما بعد يوم والله أكثر من العرب أنفسهم، والشعوب الغربية أصبح لديها قناعة أن بايدن مجرم جرب يسخر أموال الضرائب الأمريكية لتقوية الترسانة العسكرية الصهيونية، لقد أصابهم بالخزي، والحمد الله فالوعى وصل لشباب الأمة العربية والإسلامية فنراهم يتوجهون للسفارات الصهيونية إما لحرقها أو لطرد السفير منها ويطالبون بفتح الحدود وباب الجهاد فى سبيل الله ونصرة الأقصى وللغزاويين الأبطال، ظاهرة جديدة تفتح الآمال لجيل يثأر لعرضه وكرامته، لقد بعثت غزة روح الجهاد فى نفوس أبناء الدم والعقيدة ستبعث الأمة من جديد، و ستستمر هذه الروح فى التصاعد حتى تطلق شرارة المواجهة الحتمية وإن النصر لقادم وأن جند الله هم الغالبون وعدا من الله والله لا يخلف الميعاد.
نعم، هذا زمان الغثاء، أمة المليارين تتفرج على قلة مستضعفة تباد لا لشئ إلا لأنها تدافع عن حق وجودها فى أرضها المغتصبة، نحن غثاء أمة محمد عليه افضل الصلاة والسلام، أبكمت أفواهنا بنادق أبناء جلدتنا.
نحن نرى إخوتنا فى غزة يقتلون، وتتطاير أشلاؤهم هنا وهناك ولا نستطع أن نحرك ساكنا بسبب قهر حكامنا لنا وجبنهم، فقد تكالبت علينا الأمم بسبب ضعفنا وخنوع لعدونا، نحن غثاء أمة محمد «ص».. تمسك الحكام بالكراسى وتقاعسوا عن نصرة المظلوم، وعطلنا الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فاستفحل داء الشهوات فينا حتى ذهبت نخوتنا وكرامتنا، انسلخنا عن ديننا وعقيدتنا ولبسنا ثوب المهانة والعار، ولا نملك من الأمر شيئا أمام ما يحدث فى غزة إلا أن نتخذ وسوم الرفض والاستنكار على منشوراتنا و نغير صور ايقوناتنا بعلم فلسطين أو كلمات سطرتها دموعنا علها تؤثر فيما بقى لنا من نخوة وشهامة، وعظم الله عزائنا فى أمة المليارين.
سكرتير عام إتحاد المرأة الوفدية ورئيس لجنة المرأة بالقليوبية.
MAGDA [email protected]