رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كيف كان نظام غذاء البشر قبل الزراعة ؟

زراعة
زراعة

ظهور الزراعة قبل حوالي 11500 عام في الشرق الأوسط نقطة تحول رئيسية في تاريخ البشرية، فقد شكّل ثورة في النظام الغذائي وأسلوب الحياة، مُغيّراً جذرياً طريقة عيش البشر منذ ظهور الإنسان العاقل (هومو سابينس) قبل أكثر من 300 ألف عام في إفريقيا.

بقايا الإنسان

وعلى الرغم من قلة بقايا الإنسان المحفوظة جيداً من الفترة التي سبقت هذه الثورة الزراعية، مما يُغلف النظام الغذائي لمجتمعات ما قبل الزراعة بغموض نسبي، إلا أن الأبحاث الجديدة تُلقي الضوء على هذا الجانب المُهم من تاريخنا.

فقد أعاد العلماء بناء الممارسات الغذائية لإحدى هذه الثقافات من شمال إفريقيا، واكتشفوا - بشكل مُدهش - نظاماً غذائياً يعتمد بشكل كبير على النباتات.

قام الباحثون بفحص البصمات الكيميائية الموجودة في عظام وأسنان سبعة أفراد، بالإضافة إلى أسنان منفصلة، تم جمعها من موقع أثري يُدعى "تافورالت" في شمال شرق المغرب. يعود تاريخ هذه البقايا إلى حوالي 15 ألف سنة، وكانت هذه المجموعة جزءاً من الحضارة الأيبيروموروسية.

ماذا أكل إنسان ما قبل التاريخ؟

أظهرت نتائج التحاليل أن نظامهم الغذائي كان غنيّاً بالنباتات، حيث اعتمد بشكل كبير على الحبوب والبقوليات، مثل:«القمح والشعير، والعدس، والبازلاء».

إلى جانب ذلك، ضمّ نظامهم الغذائي أيضاً الفواكه والمكسرات والبذور.

وتشير بعض الأدلة إلى استهلاكهم اللحوم بكميات محدودة، ربما من الحيوانات الصغيرة أو الأسماك.

أهمية الاكتشاف:

يُعدّ هذا الاكتشاف ذا أهمية كبيرة لفهمنا لتطور النظام الغذائي البشري، حيث يُظهر أن الاعتماد على النباتات كان سمة أساسية لنظامهم الغذائي قبل الزراعة بوقت طويل، مُقلباً بعض المفاهيم المُسبقة حول طبيعة نظامهم الغذائي في تلك الحقبة.

تحديد مكونات النظام الغذائي:

تُقدم لنا الدراسة أدلة علمية مُفصلة حول نوعية وكمية الطعام الذي تناوله هؤلاء الأفراد من خلال تحليل نظائر العناصر الموجودة في بقايا عظامهم وأسنانهم. وشمل ذلك تحليل الكربون والنيتروجين والزنك والكبريت والسترونتيوم.

وأظهرت النتائج أن نظامهم الغذائي كان غنيًا ومتنوعًا، حيث ضمّ مكونات نباتية وحيوانية على حدٍّ سواء.

وقالت زينب مبتهج وهي طالبة دكتوراه في علم الآثار في معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية في ألمانيا والمؤلف الرئيسي للدراسة التي نشرت أمس الإثنين في دورية نيتشر للبيئة والتطور إن "المعتقد السائد هو أن النظام الغذائي للصيادين كان يتكون في المقام الأول من البروتينات الحيوانية. ومع ذلك، فإن الأدلة التي عثر عليها داخل قرية تافورالت تظهر أن النباتات شكلت جزءا كبيرا من قائمة طعام الصيادين".

وأضافت كليرفيا جاوين عالمة الكيمياء الجيولوجية الأثرية في وكالة الأبحاث الفرنسية والمؤلفة المشاركة في الدراسة أن هذا "أمر مهم لأنه يشير إلى أنه من المحتمل أن عددا من شعوب العالم قد بدأ بالفعل في إدراج كمية كبيرة من النباتات في نظامه الغذائي"، في الفترة التي سبقت تطوير الزراعة.
كان أصحاب الحضارة الأيبيروموروسية من الصيادين وجامعي الثمار الذين سكنوا أجزاء من المغرب وليبيا منذ ما يتراوح بين 11 ألف إلى 25 ألف عام تقريبا. وتشير الأدلة إلى أن الكهف كان مكانا للمعيشة وموقعا للدفن.

وقال الباحثون إن هؤلاء الأشخاص استخدموا الكهف لفترات طويلة من كل عام مما يشير إلى نمط حياة أكثر استقرارا من مجرد التجوال في البرية بحثا عن موارد للغذاء. وأضافوا أنهم استغلوا النباتات البرية التي تنضج في مواسم مختلفة من السنة، في حين أوضحت تجاويف أسنانهم اعتمادهم على الأنواع النباتية النشوية.

وأوضح الباحثون أن الصيادين وجامعي الثمار ربما خزنوا النباتات الصالحة للأكل على مدار العام لتعويض النقص الموسمي في الفرائس وللحصول على إمدادات غذائية منتظمة.

ووجد الباحثون أن هؤلاء الناس كانوا يأكلون النباتات البرية فقط. ولم يطور أصحاب الحضارة الأيبيروموروسية الزراعة أبدا والتي عرفها شمال إفريقيا في زمن متأخر نسبيا.