رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحياء خلق، الحياء سلوك، الحياء خير كله، الحياء شعبة من شعب الإيمان، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم):» الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ، أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ»، ويقول (صلى الله عليه وسلم): «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلامِ النُّبُوَّةِ الأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَح فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ»، ويقول (صلّى اللّه عليه وسلّم): «اسْتَحْيُوا مِنَ الله حَقَّ الْحَيَاءِ» قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ الله, إِنَّا لَنَسْتَحْيِى وَالْحَمْدُ لله، قَالَ: «لَيْسَ ذَاكَ وَلَكِنَّ الِاسْتِحْيَاءَ مِنَ الله حَقَّ الْحَيَاءِ أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَتَحْفَظَ الْبَطْنَ وَمَا حَوَى، وَتَتَذَكَّرَ الْمَوْتَ وَالْبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدِ اسْتَحْيَا مِنَ الله حَقَّ الْحَيَاءِ», وعن سعيد بن زيد الأنصاريّ (رضى اللّه عنه) أَنَّ رَجُلًا قَالَ: «يَا رَسُولَ الله، أَوْصِنِى، قَالَ: «أُوصِيكَ أَنْ تَسْتَحْيِيَ مِنَ الله عَزَّ وَجَلَّ كَمَا تَسْتَحْيِى رَجُلًا مِنْ صَالِحِى قَوْمِكَ», وعن أشجّ عبدالقيس أنّه قال: قَالَ لِى رَسُولُ الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): «إِنَّ فِيكَ خَلَّتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ « قُلْتُ: مَا هُمَا؟ قَالَ: «الْحِلْمُ، وَالْحَيَاءُ» قُلْتُ: أَقَدِيمًا كَانَ فِيَّ أَمْ حَدِيثًا؟ قَالَ: «بَلْ قَدِيمًا» قُلْتُ: الْحَمْدُ لله الَّذِى جَبَلَنِى عَلَى خَلَّتَيْنِ يُحِبُّهُمَا، وعن أنس (رضى اللّه عنه) قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): «إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا، وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ», وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ (رضى اللّه عنه) قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): «الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ، وَالْإِيمَانُ فِى الْجَنَّةِ، وَالْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ، وَالْجَفَاءُ فِى النَّارِ», ويقول (صلّى اللّه عليه وسلّم): «مَا كَانَ الْفُحْشُ فِى شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا شَانَهُ، وَلَا كَانَ الْحَيَاءُ فِى شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا زَانَهُ».

وكان سيدنا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ (رِضْوَانُ الله عَلَيْهِ) يقول: «مَنْ قَلَّ حَيَاؤُهُ قَلَّ وَرَعُهُ، وَمَنْ قَلَّ وَرَعُهُ مَاتَ قَلْبُهُ»، وكان ابن مسعود (رضى الله عنه) يقول: «مَنْ لاَ يَسْتَحْيِى مِنَ النَّاسِ، لاَ يَسْتَحْيِى مِنَ الله»، وعن إِيَاس بْن مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَذُكِرَ عِنْدَهُ الْحَيَاءُ، فَقَالَ: الْحَيَاءُ مِنَ الدِّينِ, وكان الْحَسَنَ البصرى يَقُولُ: «الْحَيَاءُ وَالتَّكَرُّمُ خَصْلَتَانِ مِنْ خِصَالِ الْخَيْرِ لَمْ يَكُونَا فِى عَبْدٍ إِلَّا رَفَعَهُ الله عَزَّ وَجَلَّ بِهِمَا»، وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ: «منِ اسْتَحْيَا مِنَ الله مُطِيعًا اسْتَحْيَا الله مِنْهُ وَهُوَ مُذْنِبٌ»، وذكر ابن عبدالبرّ عن سيدنا سليمان (عليه السّلام) أنه كان يقول: الحياء نظام الإيمان، فإذا انحلّ النّظام ذهب ما فيه، وعن معبدالجهنيّ أنه قال فى قوله تعالى: «وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ», قال: لباس التّقوى الحياء، وقال الحسن: أربع من كنّ فيه كان كاملا، ومن تعلّق بواحدة منهنّ كان من صالحى قومه: دين يرشده، وعقل يسدّده، وحسب يصونه، وحياء يقوده, وقال الأصمعىّ: سمعت أعرابيًّا يقول: من كساه الحياء ثوبه لم ير النّاس عيبه، وعن عائشة (رضى اللّه عنها) قالت: «إِنَّ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ عَشَرَةٌ: صِدْقُ الْحَدِيثِ، وَصِدْقُ الْبَأْسِ فِى طَاعَةِ الله، وَإِعْطَاءُ السَّائِلِ، وَمُكَافَأَةُ الصَّنِيعِ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ، وَأَدَاءُ الْأَمَانَةِ، وَالتَّذَمُّمُ لِلْجَارِ، وَالتَّذَمُّمُ لِلصَّاحِبِ، وَقِرَى الضَّيْفِ، وَرَأْسُهُنَّ الْحَيَاءُ».

فما أحوجنا إلى التخلق بهذا الخلق الذى لا يكون فى شىء إلا زانه، ولا ينزع من شىء إلا شانه، حياء من الله تعالى باتباع أوامره واجتناب نواهيه، وحياء من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) باتباع سنته، وحياء من الخلق بألا يظهر الإنسان أمامهم صغيرًا فى أعينهم، وحياء من النفس بحملها على ما يزين، وكفها عما يشين.

وزير الأوقاف