رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

قليل من الممثلين الذين جبر بخاطرهم الزمن وخلدهم فى دور واحد، رغم أنهم لعبوا عشرات الأدوار طوال حياتهم الفنية.. ولكن ظل هذا الدور يساوى أدوارهم كلها.. ولولا دور العمدة سليمان غانم فى مسلسل «ليالى الحلمية» (1988) لكان «صلاح السعدني» مثله مثل غيره من الممثلين المجيدين لا أكثر ولا أقل إلا أن الدور وضعه فى مكانة خاصة يستحقها، وجعل منه عمدة الدراما التليفزيونية بلا منافس وبلا انتخابات!

فمن الصعب الكلام عن «صلاح السعدني» بدون الكلام عن «العمدة» مثلما من المستحيل الكلام عن الممثل العالمى «مارلون براندو» ولا نتذكر «فيتو كورليونى» فى العراب أو الأب الروحى (1972)، وكذلك اليزابيث تيلور ودورها فى فيلم «كليوباترا» (1963) ومحمود المليجى فى فيلم « الأرض» (1970) وصلاح منصور فى «الزوجة الثانية» (1967).. هؤلاء من الممثلين العباقرة وإن لم يقوموا بهذه الأدوار فى هذه الأفلام لضاعت عبقريتهم وسط الأدوار الذين قاموا بها حتى ولو كانت متميزة ولكنها عادية!

ولذلك يظل دور العمدة «سليمان غانم» لا ينفصل عن صلاح السعدنى ولا يمكن رصد أعماله وإنجازاته الفنية فى المسرح والسينما والتليفزيون دون الكلام عن «سليمان غانم» مع أن بدايات السعدنى كانت قوية فى المسرح والسينما، وكان دور «أنور» فى مسرحية «زهرة الصبار» (1967) مع العملاقين سناء جميل وعبدالرحمن أبوزهرة، من الأدوار أثبت فيه قدراته التمثيلية الطبيعية وشخصيته العفوية فى التمثيل، وكذلك دور «علواني» فى فيلم «الأرض» يظل دورًا علامة ومن الصعب أن تنسى ملامحه البائسة ولا سخريته من أحواله مثله مثل كل الفلاحين المعدمين خلال فترة الثلاثينات من القرن الماضى، ورغم أنه لم يكن دوره محركًا للأحداث فى الفيلم ومع ذلك لا يمكن الاستغناء عنه لتعميق حالة العوز والفقر الذى يعيشه الفلاح فى هذا الوقت!

وأعتقد أن المسرح المصرى والعربى، خسر كثيرًا لعدم الاستفادة من إمكانيات السعدنى المسرحية، فهو لم يقدم سوى مسرحيات حارة السقا (1966) زهرة الصبار (1967) الملوك يدخلون القرية (1970) ابتسامة بمليون دولار (1970) الملك هو الملك (1988). فقد كان طاقة مسرحية كبيرة، ووجوده فى أى عمل مسرحى كان يعطى للعمل مصداقية.. وهى السمة الرئيسية لأدوار السعدنى الفنية وهى الصدق، وفى مسرحية «الملك هو الملك» من تأليف سعد الله، كان السعدنى صاحب حضور طاغ على الدور نفسه، ورغم أن المسرحية تم تقديمها الكثير من المرات ولكنها ببطولة السعدنى واقعية وصادقة!

«صلاح السعدني» ممثل لا يمكن ينساه المصريون فقد كان فى معظم أدواره المسرحية والسينمائية والتليفزيونية هو الضمير الحى للمواطن المصرى البسيط، وصوته الذى يعبر عن أحلامه ومعاناته الشخصية، وحتى أمنياته لوطنه.. وإذا كان السعدنى هو صاحب اختيار مثل هذه النوعية من الأدوار طوال حياته الفنية، فإن كل المؤلفين والمخرجين كانوا يرونه هو الأفضل لها.. لأن الجمهور كان يصدقه!

[email protected]