رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هناك مقولة للكاتب الشهير برنارد شو يقول فيها: «يقولون.. ماذا يقولون؟.. دعهم يقولون».. هو قول ساخر يدل على عدم الاهتمام بما يقال.. وعلى الإنسان الجيد ألا يلتفت إلى ما يتقول به الآخرون.. ولو التفت إلى كل ما يقال فلن تحدث أى تقدم أو أى شىء إيجابى فى حياتك.. بل ستجد نفسك تفشل باستمرار والسبب هو انك سمحت لنفسك أن تسمع إلى كل ما يقال من هذا وذاك.. والأفضل والأجدى هو ألا تسمع لما يقولوه.. وكلما تقدمت ازداد الكلام وازدادت الثرثرة.. فالويل لك إذا سمحت لنفسك أن تنصت إلى ما يقولونه.. وما دام لك هدف أو غاية تريد أن تحققها فالأفضل إلا تنصت إلى تلك الفئات الغوغائية والتى لا تجيد إلا تلك الثرثرة فى كل شىء وفى كل وقت.. والحديث الممل والمعاد والمحبط.. هذا ما أراده برنارد شو من مقولته الشهيرة فى ضوء فهمى المتواضع.. لكنى استخدمها بشكل آخر.. فأنت تسمع كلام وكلام عن خفض الأسعار.. وأن الأسعار سوف تنخفض من 15% إلى 20% إلى 40%... وقد صرح بذلك (جعبورة أبوكعبورة) أن الأسواق سوف تشهد الكثير من التراجع فى الأسعار لأنها أسعار مبالغ فيها جدًا.. وعندما تسمع ذلك ربما تشعر بالفرح والتفاؤل وتتوقع أن هذا الكلام بتاع الكبير أوى (جعبورة).. يتحقق ثم تصطدم بأرض الواقع فنجد أن الأسعار لا تتحرك، بل بالعكس الأسعار فى ازدياد.. ولا شىء مما يقال له ما يقابله فى أرض الواقع.. لذلك تشعر بالإحباط والاندهاش والاستغراب.. وأقول لك.. أنت المخطئ.. عليك ألا تصدق شىء.. لا شىء فى هذه الآونة محل صدق مهما كان القائل.. سواء (جعبورة الكبير) أو (كعبورة)... كله كلام فى الهجايس، وكلام كله فاشوش، ولو حاولت أن تجد ذلك القول فى أرض الواقع إذن أنت تبحث عن (الفنكوش).. فأفضل شىء أن لا تصدق أحد على الإطلاق.. لقد تم الاتفاق بين (جعبورة) و(كعبورة) على جعل المواطن البسيط فى حالة من الإحباط والاكتئاب حتى يتم القضاء عليه وعليه يتم التخلص من الملايين، وخاصة أن تلك الأعداد وتلك الملايين غير مرغوب فيها فى أرض الواقع. لا تصدق إلا السوق.. عندما تذهب لتشترى فنجد كل شىء على حاله، بل هناك زيادة وزيادة وتندهش وتتعجب وتكاد تصرخ من داخلك.. أصدق من؟ ما يقوله جعبورة عن انخفاض الأسعار أم أصدق هذا السوق الذى أشترى منه وأدفع.. ولا تجد إلا الدعاء إلى الله.. أن يرحمنا مما نحن فيه.. المشكلة أن كل شىء فى غلاء مستمر، وتسأل نفسك أى الأشياء التى يمكن أن استغنى عنها بسبب سعرها.. فتكتشف أنك استغنيت عن أشياء كثيرة جدًا.. وما تشتريه هو الأساسى الذى يحفظ وجودك لا أكثر.. لكن حتى هذا يطاله الغلاء.. أيتها السماء الجحيم للجميع.

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال – أكاديمية الفنون