رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تصحيح مسار

رسائل تحذيرية أرسلتها أمريكا لإيران بتصريحات على لسان الرئيس الأمريكى بايدن والذى أشار إلى أن أمريكا قد تنجر للمواجهة المباشرة إذا ما صعدت إيران هجومها على الكيان الصهيونى بشكل مباشر، وأن أمريكا لن تقف مكتوفة الأيدى إذا ما ضعفت دفاعات الكيان الجوية، وأكد هذا التصريح ما قاله جيك ساليفان مستشار الأمن القومى الأمريكى أن أمريكا تعمل على توسيع وتعزيز أنظمة الدفاع الجوى والصاروخى فى الشرق الأوسط لخفض فاعلية صواريخ وطائرات إيران المسيرة بعد الهجوم على الكيان.

ويرى محللون إيرانيون أن هذه التصريحات تكشف بشكل واضح أن دفاعات الكيان ضعيفة، وتؤكد أن لولا المشاركة الأمريكية والبريطانية والفرنسية والألمانية إضافة إلى المنظومات الدفاعية للكيان، لكانت فاعلية الضربة الإيرانية أكبر بكثير، وأنهم حاولوا تخفيف ما أمكن من هذه الضربة، وتصوير أنه لم يصل إلا صواريخ معدودة وأن 99% منها لم يصل إلى هدفها.

والحقيقة أنه وصل بالفعل عشرات الصواريخ، بدليل المشاهد التى عرضت بتصوير الكيان نفسه وأنها كانت تحلق فوق تل أبيب والكنيست، فإذا كانت هذه الدفاعات كلها لم تستطع أن تحجب عشرات الصواريخ من الأجيال الأقل تطوراً فى إيران، فكيف سيكون الوضع فى المرحلة المقبلة؟ وأن إيران قالت إنها ردت على ضرب قنصليتها فى سوريا وانتهى الرد عند هذا الحد، وإذا عاد الكيان بأى أمر آخر فسيكون الرد بأعداد مضاعفة وتكنولوجيا متطورة وسيشمل ذلك أيضا توسيع الأهداف.

ومن جهة أخرى، يرى محللون أمريكيون أن إقحام أمريكا نفسها فى المواجهة المباشرة أمام إيران بتصريحات بايدن، يعد مسألة انتخابية فى المقام الأول، فهى لديها ما يكفى من مشاكل خارجية وداخلية أيضا كحرب أوكرانيا ومساعدتها وحرب الكيان على غزة والأزمات الداخلية والانتخابات الرئاسية المقبلة، فهناك حالياً ضغوط كبيرة متزايدة عليها، فالصوت الأساسى اليهودى الأمريكى تاريخياً ودائما ما يصوت لصالح الحزب الديمقراطى، فهو الآن مصدوم فى ما يفعله بايدن الذى قال: «أنا صهيونى»، «وإن لم يكن هناك كيان صهيونى لخلقنا كيانا صهيونيا», فهو الآن فى مشكلة فيما يجرى لأنه كيسارى فى الحزب الديمقراطى يتفق مع اليسار فى الكيان.

ويمكننا القول إن الهجوم الإيرانى على الكيان لم ينته بعد عند هذا الحد، فهى تؤكد أن نصف صواريخها تقريبا التى أطلقت تمكنت من المرور خلال دفاعات الكيان الجوية وأصابت أهدافها، ولكن التعتيم الإعلامى للكيان يخفى هذه النتائج عن الظهور، ويعلن من ناحية أخرى أنه اعترض 99% من هذه الصواريخ والطائرات المسيرة.

ويأتى ذلك مع زيادة التوقعات لرد الكيان على الهجوم الإيرانى مع تصاعد الخلافات فى مجلس الحرب للكيان مع امتناع نتنياهو عن اتخاذ القرار حتى الآن والذى أكد أن الرد سيكون بالحكمة وليس بالعاطفة، وأنه يجب وضع إيران تحت الضغط والتوتر بنفس الطريقة التى شعر بها الكيان وأن مجلس الحرب يراجع الخطط العسكرية للرد.

بينما كشف الهجوم الإيرانى أن الكيان عاجز عن الرد دون دعم مباشر من أمريكا، وخاصة أن بايدن أبلغ نتنياهو أن أمريكا لن تدعم أى هجوم للكيان على إيران، فيما تتجه الأنظار إلى خيارات الكيان فى الرد دون مساعدة أمريكا سيكون مغامرة وستقابل برد إيرانى أقوى.

فهل ستعيد إيران والكيان الحسابات؟

 

[email protected]