رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قلم صدق

 

لا حديث يعلو فوق الحديث عن ماذا فعلت إيران وماذا ستفعل إسرائيل؟.. فى ظل حالة اضطراب لم تشهدها منطقة الشرق الأوسط بين قوتين تعتبر كل واحدة منهما الأقوى، وتريد كل واحدة منهما بسط سيطرتها على منطقة الشرق الأوسط، بعدما كانت العلاقة بينهما علاقة الحمل الوديع، وذلك فيما قبل عصر الثورة الإيرانية، وبالتحديد فى حقبة الشاه.. فلا عجب، فكانت إيران فى هذه الفترة تطلب ود إسرائيل والغرب، واليوم سبحان مغير الأحوال تنقلب العلاقات رأسًا على عقب، وتناصب إيران إسرائيل والغرب العداء، وتطلب ود العرب لولا تدخلها فى الشئون الداخلية لِجُل العرب، ونشر مذهبها الشيعى.

واليوم تضع كل من إسرائيل وإيران العالم على أهبة الاستعداد مع أو ضد، وشخوص أبصاره إلى الشرق الأوسط، المسرح العسكرى للدول العظمى، ومطمعها الاقتصادى الأول، بعد أن ضربت إيران قلب اسرائيل ردًا على هجومها على قنصليتها فى سوريا، وقتل عدد من الإيرانيين، بينهم قيادات إيرانية، ما وضعهم فى موقف لا يحسدون عليه، استوجب الرد حتى ولو لحفظ ماء الوجه كما يتردد، وهو ما كان، فبمئات الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية تم ضرب إسرائيل، وأن من بين الأهداف التى أُصيبت داخل إسرائيل قاعدة نوتام الجوية الإسرائيلية، وهى خسائر فى مجملها غير معتبرة، وهى المرة الأولى التى تواجه فيها إيران إسرائيل مواجهة مباشرة وجهًا لوجه.

ولكن ورغم أن الهجوم الإيرانى هذا لم يسفر عن خسائر معتبرة، فقد نتج عنها إصابة واحدة واستهداف لقاعدة جوية فى جنوب إسرائيل، إلا أن أصوات العبريين تعالت لتوجيه ضربة مباشرة وقاسية للجمهورية الإسلامية، فى حين على المستوى الشعبى الإيرانى لاقت الضربة الايرانية استحسانًا مشوبًا بضبابية نظرًا لتعدد الاعتداءات والاغتيالات الإسرائيلية السابقة لقادة وعلماء طهران.

وبعيدًا عن الإرادة الشعبية لكلتا الدولتين والتأييد مع أو ضد الضربات الانتقامية.. يأتى الهدف السياسى الاستراتيجى والأعلى والأولى لكلتيهما.. فها هى طهران تريد بسط نفوذها فى الشرق الأوسط، وتسعى قدمًا مسابقة الزمن لاكتمال برنامجها النووى حلم قرابة ٤٠ عامًا، تشد وترخى حتى مبلغ هدفها.. لذلك أرادت الحفاظ على الوتيرة الدولية والحفاظ على استعراضها الدائم لقوتها العسكرية، ما أجبرها على رد اعتبارها بضرب إسرائيل بطريقة خاضعة للرقابة، خاصة لتجنب التعرض لرد فعل كبير من جانب إسرائيل والذى من شأنه أن يعرض برنامجها النووى للخطر.. لذا صرح رئيس الأركان الإيرانى، اللواء محمد باقرى بأن إيران حققت هدفها وليس لديها أى نية لمواصلة عملياتها.

ولا نقلل منه، فقد أظهرت طهران رسالة من أنها قادرة على ضرب عمق تل أبيب من أراضيها مباشرة، مع كون الضربة نفسها لا تقبلها أى دولة مهما كان حجمها.. فما بالكم بدولة متعجرفة تستند لدولة عظمى وحلفائها.

وهذه هى إسرائيل الأخرى تسعى لمآربها، يأتى فى مقدمتها حلم إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، الذى يبدأ بأرض المستقر، وهى أرض فلسطين، وبسط نفوذها عليها، والإلمام بزمام الأمور بها، ثم التوسع تباعًا وراء خريطة إسرائيل الكبرى، فكيف بها تصل لهدفها وموطنها فلسطين تؤرقه فصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة ككتائب الشهيد عزالدين القسام وسرايا القدس وألوية الناصر صلاح الدين وكتائب أبوعلى مصطفى وكتائب المقاومة الوطنية.. فهذه الفصائل هى هدف إسرائيل الأول، والقضاء عليها يسهل لها بسط سيطرتها عليها، لذلك تريد القضاء على الفصائل التابعة لحماس فى القطاع وغيرها فى الضفة الغربية وفلسطين عامة، لذلك لا تريد إسرائيل توسعة نطاق الحرب، وهو ما رأيناه عن بايدن وستعمل به تل أبيب، وهو حق الرد على نفس النطاق وفى توقيت يحسب مستقبلًا، تجنبًا لتوسعة نطاق الحرب، والتفرغ لهدفهم الأعلى الذى تسعى له منذ سنوات ببناء المستوطنات وغيرها، وربما كان ضرب القنصلية الايرانية لشغل العالم عما تفعله فى غزة.. اللهم احفظ مصر وارفع قدرها.