رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

هل الأعمال الدرامية الرمضانية التى شاهدها الملايين هذا الموسم تستحق التوقف عندها وتأملها؟.. الحقيقة أن كل عمل فنى يستحق المشاهدة والتأمل.. ولكن ليس بالضرورة أن يستحق الاحترام!

ومسلسلات رمضان هذا العام فضحت بعضها البعض، ربما.. لأول مرة نرى فى نفس الموسم المسلسلات المعلبة والمسلسلات الطازجة فى سوق الدراما التليفزيونية.. مسلسلات شاهدنا حكاياتها عشرات المرات مع اختلاف بعض القصص والمواقف مثلما تشترى علبة فول محفوظة فتجدها هى نفس الطعم والريحة والاختلاف الوحيد بينها وبين علبة أخرى اسم الشركة المنتجة ولكنها فى النهاية فول.. مثل مسلسلات البلطجة والحرامية والعتاولة.. وغيرها.

كذلك كانت هناك مسلسلات طازجة وصابحة بحكاياتها وبمعالجاتها الدرامية الجديدة، ومبهرة ومدهشة فى صناعتها وانحاز إليها الجمهور.. لأن الجمهور دائما هو اصدق مقياس لأى عمل فنى.. ليس بالإقبال عليها فقط ولكن بحجم احترامه للعمل وتقديره للمجهود الذى ُبذل فى صناعته..!

وبعيدًا عن الكلام حول المسلسلات المعلبة فالجمهور يعرفها ولا يحتاج لأحد أن يعرفه عليها، فهو يشاهد كل المسلسلات ويفرق بين المعلب والطازج منها.. مع أن بطل أحد المسلسلات حاول أن يثبت فى لقاء تليفزيونى أن مسلسله الأفضل لأن الناس تشاهده.. ولكنه نسى أن يستكمل كلامه ويعترف بأن الجمهور صحيح يشاهده ولكنه لا يحترمه!

ومسلسل «الحشاشين» كان أبهى زهرة فى الاعمال الدرامية هذا العام.. فكاتبه عبدالرحيم كمال من المؤلفين الحقيقيين والمهمومين بقضايا فكرية وإنسانية هى فى الواقع الأسباب التى وراء تراجعنا وتخلفنا مع إننا تاريخيًا وفى الأصل أمة عظيمة.. ولكنهم خدعونا وخدعنا أنفسنا وكان هذا مصيرنا.. وكأن روح الجدية والصدق فى ورق عبدالرحيم كمال سرت فى أرواح صناع هذا العمل، فتنافسوا فى ابداع هذه الملحمة الدرامية بأعلى مستوى من الاحترافية سواء بالنسبة للإخراج أو التمثيل أو الديكور والإضاءة والملابس.. ثم التقنيات الحديثة وبرامج الكمبيوتر والذكاء الاصطناعى.. وكذلك فى تصميم المعارك بشكل احترافى مدهش!

و«الحشاشين» تمكن ببراعة من أن يصدقه الجمهور ويحفزه ويستفزه للبحث عن تاريخ أبطاله ويحاول يعرف أكثر عن أفكارهم ومعتقداتهم والسير الذاتية لكل منهم واكتشاف عوالم هذه الحقبة التاريخية.. ولأنه احترم المشاهدين فاستحق احترامهم!

و«الحشاشين» عمل فنى يتفوق فى صناعته على مسلسلات أمريكية مثل « صراع العروش» و«بيت التنين» لتفرده بعمقه التاريخى وليس مجرد عمل فنتازى.. ولذلك سيبقى فى تاريخ الدراما المصرية والعربية كواحد من أهم الاعمال الروائية التليفزيونية!

وتأتى مسلسلات مثل « أعلى نسبة مشاهدة» و«أعمال شقة» و«بابا جه» من الاعمال المهمة وتحتاج للكلام الكثير لأنها معالجة جديدة لواقع مستجد!

[email protected]