رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم مع الأستاذ كمال السنانيرى أول شهيد لجماعة الإخوان الإرهابية فى العهد الجديد، فى مذكراته التى سجل فيها شهادته على تاريخ الحركة الإسلامية فى مصر يقول عبدالمنعم أبوالفتوح عن نفس الواقعة فى سجن استقبال طرة تعرضنا للتعذيب والإساءة كثيرا، لكن ما أصابنا هو قتل الأستاذ كمال السنانيرى، رحمه الله، كان من أكبر الإخوان سنا حين تم القبض عليه فى سبتمبر ١٩٨١، وبعد مقتل السادات وزيادة جرعة التعذيب كان الشهيد السنانيرى من أكثر من طالهم التعذيب، وكنت أسمعه يصرخ مستجيرا بالله من شدة التعذيب وبشاعته، فقد كانوا يصبون عليه العذاب للضغط عليه ظنا منهم أنه هو المسؤول عن سفر الشباب المسلم إلى أفغانستان، وقد كان رحمه الله مسؤولا عن ملف القضية الأفغانية.

يكمل أبوالفتوح ما جرى فى ١٤ نوفمبر ١٩٨١ كان الوضع غريبا فى السجن بما يوحى بحدوث شىء غير عادى، ولم يلبث أن جاءنى الشاويش وقال لى الراجل العجوز الذى فى الزنزانة المجاورة مات.

يتهم أبوالفتوح فى مذكراته وبشكل واضح اللواء فؤاد علام بأنه كان وراء قتل السنانيرى، يقول عبدالمنعم كان قائد السجن فى هذا الوقت فؤاد علام ضابط مباحث أمن الدولة المعروف، ورئيس ما كان يعرف بقسم مكافحة النشاط الدينى، ولم يمض إلا وقت قليل حتى أعلنت نتائج تحقيق وهمى أشارت إلى أن السنانيرى انتحر، وفؤاد علام دائما يعلن براءته من قتل السنانيرى ويصر على أنه انتحر، لكننى لا أصدقه ولا يمكن أن أصدقه، فقد كنت فى نفس السجن وفى نفس الزنزانة المجاورة له، وقد رأيته بنفسى ورأيت توقيعاته، وحين ذهبت إلى مستشفى السجن فى هذا الوقت قابلت قائد المستشفى وهو ضابط، وعلمت منه أنه رأى توقيعات فؤاد علام بخط يده على كل ما كان يحدث فى السجن من انتهاكات لحقوق البشر ومن تعذيب وإيذاء نفسى وبدنى حقير.

طبقا لشهادة أبوالفتوح فإن فؤاد علام هو من قتل السنانيرى، لكن ما الذى فعلته الجماعة من أجل قتيلها؟ على أرض الواقع لا شىء على الإطلاق، وهنا لابد أن نحكى الحكاية عزيزى القارئ من خلال وثائقها، لكن قبل سرد الحكاية، علينا أن ندخل البيوت من أبوابها، من عند هذا الإخوانى محمد كمال الدين السنانيرى، الذى ولد فى العام ١٩١٨، وحصل على شهادة الثانوية العامة فى العام ١٩٣٤، واكتفى من التعليم بها، حيث اتجه للعمل فالتحق بوزارة الصحة فى قسم مكافحة الملاريا، لكنه ترك العمل بها بعد ٤ سنوات فقط، فكر السنانيرى فى أن يكمل تعليمه وأن يلتحق بإحدى الجامعات الأمريكية لدراسة الصيدلة، لكنه رضخ لنصيحة أحد العلماء بعدم السفر إلى أمريكا وكان ذلك لسببين، الأول أن أمريكا هى أرض الكفر، والثانى أن المسلم يجب ألا يشغل نفسه بغير العلوم الشرعية، فتنازل عن حلمه وذهب ليعمل فى ميناء أبوسلطان، وتزامن ذلك مع الحرب العالمية الثانية، أثناء عمله انضم إلى جماعة الإخوان، ومنذ اللحظة الأولى كان عضوا نشطا بها، ولذلك كان طبيعيا أن يتم اعتقاله فى عام ١٩٥٤ على ذمة محاولة الإخوان لاغتيال عبدالناصر، وظل فى السجن ١٩ عاما كاملة حيث لم يخرج منه إلا عام ١٩٧٣، وللحديث بقية.

[email protected]