رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى مراسم تليق بالتدشين الفعلى للجمهورية الجديدة أدى الرئيس عبد الفتاح السيسى اليمين الدستورية لولاية رئاسية جديدة بمبنى البرلمان بالعاصمة الإدارية الجديدة.
مع أداء اليمين الدستورية تبدأ مصر عهدا جديدا، عهد نتجاوز فيه مرحلة مهمة فى تاريخ الوطن من التحديات والإنجازات أيضا. ومع تعدد التحديات ما بعد يونيو 2013، أتصور أن التحدى الأكثر صعوبة إلى جانب التطرف والإرهاب، هو ذلك التحدى المقترن بمدركات سلبية متراكمة فى وعى وأذهان المصريين تجاه عديد القضايا، وتجاه التغيير الإيجابى المتمثل فى تطوير وتحديث الدولة المصرية. والصعوبة الأكبر كانت فى الكيفية التى يتم بها تحويل الوعى الجمعى العام للمصريين من المصالح الآنية الضيقة إلى إعلاء المصلحة الوطنية العامة للدولة المصرية. وكما قال الرئيس فى خطاب التنصيب «لعل السنوات القليلة الماضية، أثبتت أن طريق بناء الأوطان ليس مفروشا بالورود». نعم، لم يكن طريقا ممهدا أبدا أو مفروشًا بالورود. وحسنًا وصفها الرئيس فى خطابه بأنها «دولة حديثة ديمقراطية متقدمة فى العلوم والصناعة والعمران والزراعة، والآداب والفنون متسلحين بعراقة تاريخ، لا نظير له بين البلاد، وعزيمة حاضر، أشد رسوخا من الجبال، وآمال مستقبل، يحمل الخير لبلدنا وشعبنا». لذلك هو تدشين فعلى للجمهورية الجديدة.
ومن التحديات إلى الإنجازات؛ كان التحول عظيما، فى كافة القطاعات والمجالات، لكن الإنجاز الأكبر الذى تحقق هو عمق إدراك الشعب المصرى لقيمة الاستقرار، والاستقرار لا يتأتى ويتحقق إلا من خلال قرار، وهو ما ترجمه المصريون فى نسبة مشاركة غير مسبوقة بالانتخابات الرئاسية، التى كانت بمثابة تصويت على الاستقرار، حماية واستكمالا لمشروع دولة 30 يونيو «الجمهورية الجديدة». فى رسالة للعالم أن مصر والمصريين اختاروا الاستقرار، اختاروا التحديث والتنمية ولا تراجع.
وهو ما عبر عنه الرئيس بامتنانه موجها شكره لجموع الشعب المصرى قائلا:« «أتوجه بتحية شكر وتقدير لشعب مصر العظيم، صاحب الكلمة وصاحب القرار، رمز الأصالة والعزة والصمود...على تجديد الثقة لتحمل مسئولية قيادة وطننا العظيم لفترة رئاسية جديدة». وهو قرار أثبتت الأحداث الجارية أهميته، معنى أن تعيش مستقرا فى عالم مضطرب وإقليم مشتعل، هى قيمة لا يدركها إلا كل محروم منها، وانظر حولك، فى ليبيا شرقاً، والسودان جنوباً، وما يحدث فى البحر الأحمر وباب المندب، واليمن الذى أصبح منكوبا غير سعيد، وأخيرا ما يحدث فى غزة ولبنان. وهذا هو التحدى الحالى الأبرز، كيف نحافظ على الاستقرار فى خضم هذه المهددات من جانب، ومن جانب آخر استمرار عملية التحديث والتطوير للدولة المصرية فى سياق «الجمهورية الجديدة».
خطاب الرئيس كان مركزا وواضحا فى ذلك الشأن، وأن الحفاظ على استقرار الدولة المصرية وامنها القومى على رأس الأولويات، فكانت الرسالة والرؤية الرئاسية فى أول خطابات الولاية الجديدة واضحة لا تحتمل لبسا أو تأويلا بأن «أولوية حماية وصون أمن مصر القومي، فى محيط إقليمى ودولى مضطرب ومواصلة العمل، على تعزيز العلاقات المتوازنة مع جميع الأطراف فى عالم جديد تتشكل ملامحه، وتقوم فيه مصر، بدور لا غنى عنه، لترسيخ الاستقرار، والأمن، والسلام، والتنمية». 
مراسم اليمين الدستورية لولاية رئاسية جديدة حملت دلالة أخرى مهمة، دلالة تعكس علاقة خاصة وممتدة ما بين الرئيس والشباب؛ بالتزامن مع موعد حفل التنصيب، أعلن البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة عن فتح باب التسجيل لدفعة جديدة من الشباب المصرى فى سياق الدفعة الخامسة للبرنامج. وهو اعلان بمثابة برهان دامغ على أن اهتمام دولة ٣٠ يونيو الوطنية بالشباب لم يكن وليد الصدفة، أو نتاج سياق أحداث معينة استدعت اهتماما خاصا بالشباب، بل عن يقين راسخ بأهمية دور الشباب فى صياغة المستقبل. الجمهورية الجديدة عملت على الاستثمار المباشر فى الشباب المصرى من خلال البرنامج الرئاسي، والأكاديمية الوطنية للتدريب، الرئيس قدم للشباب المصرى ما لم يقدمه أحد، نقلهم من حالة التهميش والإهمال الكامل لحالة الشراكة الكاملة فى مسيرة التنمية، والمشاركة فى عمليات صنع القرار، وعزز مشاركتهم فى الشأن العام، ليس ادل على ذلك من أن الحملة الرئاسية الرسمية اشتملت على لجنة خاصة للمتطوعين والكيانات الشبابية. لكن أهم ما قدمته الجمهورية الجديدة للشباب هو إنقاذ الشباب المصرى من براثن التطرف والإرهاب وتعميق قيم الولاء الوطنى لدى الشباب، وتعزيز وتطوير قدرات الشباب المصرى واستخراج الطاقات الكامنة له وتسخيرها لصالح خدمة هذا الوطن. هى بداية جديدة لعقد اجتماعى جديد بين الدولة والمواطن قائم على المشاركة الحقيقية والشراكة التى تحترم حقوق الجميع، بل تعمل على تمكين المواطن من تلك الحقوق، وأن بناء الإنسان المصرى هو أساس التنمية.