رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وكيل أوقاف الفيوم يفتتح مسجد قصر بياض بعد إحلاله وتجديده

جانب من افتتاح مسجد
جانب من افتتاح مسجد قصر بياض

شهد الدكتور محمود الشيمي وكيل أوقاف بالفيوم، اليوم الجمعة افتتاح مسجد قصر بياض التابع لإدارة أوقاف العجميين بمركز أبشواي، بعد إعادة الإحلال والتجديد.

جاء ذلك بحضور مديري إدارات الأوقاف الفرعية، وعدد من القيادات التنفيذية والشعبية والأهالي، وألقى خطبة الجمعة بعنوان "صدقة الفطر وحق الله في المال"

يأتي هذا فى إطار اهتمام وزارة الأوقاف ببيوت الله تعالى مبنى ومعنى، ونشر الفكر الوسطي المستنير، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وضمن الأنشطة التي تنظمها مديرية الأوقاف بالفيوم خلال أعمال افتتاح  المساجد بكافة إدارات الأوقاف الفرعية بالقرى والمراكز.

وكيل أوقاف الفيوم: المال الذي بأيدينا مال الله ونحن مستخلفين فيه

وخلال خطبة الجمعة أوضح وكيل أوقاف الفيوم إنَّ هذا المالَ الذي بأيدِينَا  مالُ اللهِ استخلفنَا اللهُ فيهِ، فنحنُ وما في أيدِينَا ملكٌ للهِ قالَ تعالي: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (120)}(المائدة)، والمالُ نعمةٌ تفضّلَ اللهُ بهَا على عبادِهِ فالواجبُ على العبدِ المسلمِ أنْ ينظرَ مِن أينَ يكتسبُ المالَ وفيمَا يُنفقهُ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: ” لَا تَزُولُ قَدِمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ: عَنْ عُمُرُهِ فِيمَا أَفْنَاهُ؟ وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلَاهُ؟ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ؟ وَعَنْ عَلِمهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ؟ “.(المعجم الكبير للطبراني)، وقال تعالي:{ آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (7)}(الحديد).

 وأضاف أن كل شخص هو مستخلفٌ في هذا المالِ، فأنتَ مستخلفٌ مِن ربِّكَ عزَّ وجلَّ لينظرَ عملَكَ، هل تستقيمُ على طاعتِهِ وأداءِ حقِّهِ، أم تتبعُ هواكَ وتطيعُ شيطانَكَ وتقفُ عندَ مرادِ نفسِكَ، فمَن أطاعَ ربَّهُ وامتثلَ أمرَهُ ووقفَ عندَ حدودِهِ تمتْ لهُ السعادةُ في الدنيا والآخرةِ، وصارَ مرتاحَ الضميرِ مرتاحَ القلبِ فيمَا يأتِي ويذرُ عن بصيرةٍ وعن هدَى، ومَن تابعَ الهوىَ والشيطانَ ولم يتقيدْ بأوامرِ اللهِ خسرَ الدنيا والآخرةِ.

قال تعالي: {وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ}(الأنعام)، وتأملْ واعلمْ أنَّ للمالِ حقًّا في أعناقِنَا، يأمرُنَا اللهُ تعالى بأدائِهِ لأصحابِهِ، وانظرْ لدقةِ هذا النظامِ الذي وضعَهُ خالقُ الأنامِ ومدَى إنصافِه، فإنَّ الفائدةَ تعودُ على المنفقِ قبلَ المنفقِ عليهِ، نتملكُ الأرضَ فتنبتُ لنَا مِن خيراتِهَا، بغيرِ حولٍ منَّا ولا قوةٍ، بل بقدرتِه تعالى وإرادتِه ويأمرُنَا الرزاقُ الوهابُ لسائرِ هذه النعمِ أنْ نُعطِيَ الفقيرَ حقَّهُ فيهَا، ولو شاءَ لجعلَهُ المالكَ لهَا، ونحنُ الفقراءُ إلى قليلِ العطاءِ  فيأبَى الكثيرُ منَّا  إلَّا الشحَّ والبخلَ، فنوردُ أنفسَنَا النيرانَ، ويحلُّ بوادِينَا الخسران، فانظرْ بربِّكَ أيُّها المنصفُ لو أنَّ الخلائقَ عملتْ بإرشادِ الخالقِ وأخرجتْ ما في ذمتِهَا مِن الصدقاتِ  لمَا بقِيَ على ظهرِهَا إنسانٌ يشتكِي الفقرَ والحرمانَ، ولحلَّ الوئامُ مكانَ الخصامِ، والوفاقُ مكانَ الشقاقِ وإذا نظرتَ  بعينِ التدبرِ إلى معظمِ الجرائمِ لوجدتَ أنَّ السببَ الأولَ هو المالُ، يتمتعُ الغنيُّ بسائرِ ضروبِ النعمِ، ويكسرُ قلبَ الفقيرِ بمَا يظهرُهُ مِن نفيسِ الملبسِ، ولذيذِ المطعمِ، وفارهِ المركبِ فيدفعهُ الفقرُ، والحقدُ، والجوعُ إلى ارتكابِ السرقةِ، والنهبِ، والسلبِ، والقتلِ ويعلمُ اللهُ تعالى وحدَهّ أنَّ تبعةَ هذه الآثامِ لا تقعُ على الجانِي وحدَهُ، بل على المجنِى عليهِ فليبادرْ مَن يتقِي اللهَ ويخشاه، ويحذرْ عقابَ آخرتِه وشقاءَ دنياه،  وليخرجْ ما في عنقهِ مِن زكاةِ مالِه، وصدقاتٍ أوجبَهَا عليهِ ربُّهُ، عن طيبٍ خاطرٍ وصفاءَ نيةٍ،  ففي هذا النعيمُ الأكبرُ، والخيرُ الأوفرُ.(أوضح التفاسير).

 اقتضتْ حكمةُ اللهِ تعالي أنْ يكونَ في الناسِ غنيٌّ وفقيرٌ ليتعاونُوا جميعًا علي عمارةِ الأرضِ؛ لأنَّهُ سبحانَهُ لو خلقَهُم جميعًا أغنياءَ لبطلتْ مصالحُهُم، ولم يكنْ للحياةِ معني، ولو خلقَهُم كلَّهُم فقراءَ لفسدتْ معيشتُهُم وهانتْ حياتُهُم ولكن شاءَ الحكيمُ الخبيرُ أنْ يرزقَ بعضَ الناسِ مِن أيدِي أناسٍ آخرين، وأنْ يهبَ الغنَي لقومٍ ليعطٌوا آخرينً، فلمصلحةِ البشرِ فضلَ بعضهُم علي بعضٍ في الرزقِ، قال تعالي: {وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ) (71)}(النحل )، وقال أيضًا: {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (32)}(الزخرف) .واللهُ ابتلَي الغنيَّ بغناهُ لينظرَ أيُعطِي الحقَّ أم يبخلُ، وكذلك ابتلَي الفقيرَ بفقرِهِ لينظرِ أيستعففُ ويصبرُ أم يلجُ بابَ الحرامِ؟ ولقد أنزلَ اللهُ تعالي مِن الرزقِ ما يكفِي الجميع، فجوعُ الفقيرِ وحاجةُ المحتاجِ ناتجةٌ عن بخلِ بعضِ الأغنياءِ، فعن مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ يُحَدِّثُ أَنَّ عَلِيًّا، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَرَضَ عَلَى الْأَغْنِيَاءِ فِي أَمْوَالِهِمْ مَا يَكْفِي للْفُقَرَاءِ، فَإِنْ جَاعُوا أَوْ عَرُوا أَوْ جُهِدُوا، فَبِمَنْعِ الْأَغْنِيَاءِ، وَحَقٌّ عَلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يُحَاسِبَهُمْ وَيُعَذِّبَهُمْ( كتاب الأموال للقاسم بن سلاّم).