عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تبدو السعادة مُبتغى كل إنسان، يبذل فى سبيلها الجهد والكد سعياً لنيلها. وتتنوع حسابات السعادة عند البشر، فهناك مَن يسعد بالقوة، وهناك من يسعد بالسلطة، وهناك من يسعد بالثروة، وهناك مَن تسعده المكانة العلمية، وفعل الخير، وحُب الناس، وغير ذلك.
وأتذكر أن الفنان الكوميدى الراحل إسماعيل ياسين كان يُغنى مونولوجاً قديماً وشهيراً يقول فيه «قولى يا صاحب السعادة: يعنى إيه معنى السعادة؟» طارحاً تساؤلات مختلفة عن معنى السعادة لدى كل شخص، مُنتهياً إلى أن السعادة الحقيقية فى الصحة والرضا ومحبة الناس.
ولا شك أن التقرير العالمى الأحدث عن السعادة يُنبهنا إلى أن هناك دوراً مهماً للحكومات ومؤسسات المجتمع فى ترسيخ السعادة لدى الناس. فحتى مع اختلاف مفهوم السعادة من إنسان لآخر، فإن هناك اتفاقاً جمعياً على أن هناك عناصر محددة للسعادة أبرزها الأمان الاجتماعى.
ولم يكن غريباً أن تأتى دولة فنلندا فى المرتبة الأولى كأكثر بلدان العالم سعادة، وهى تحتل هذا الموقع فى تقارير السنوات الست السابقة دون منافس، وهو ما يعنى أنها وصلت لذروة الرضا العام بفضل نجاحات معينة. ويرجع محررو التقرير السبب فى هذا الإنجاز إلى تمتع المواطنين هناك بالرعاية الاجتماعية فى مختلف مراحل الحياة، وهو ما يُضفى شعوراً عظيماً بالأمان لديهم. وهذه الرعاية الاجتماعية تُتيح للمواطنين عناية صحية مجانية ودائمة، وتعليماً مجانياً فى مختلف المراحل بما فيها التعليم العالى.
واللافت فى التقرير نفسه، أن أمريكا لم تعد دولة الحلم الأمثل للباحثين عن السعادة، بعد تراجع مستوى المعيشة فى السنوات الأخيرة بشكل واضح، حيث يشير التقرير إلى تراجع ترتيبها عالمياً من المركز الخامس عشر إلى المركز الثالث والعشرين.
ويذكر التقرير أن هناك اختلافاً فى مؤشرات السعادة لدى الأطفال عنها لدى الكبار، وتأتى دولة ليتوانيا مثلاً كأفضل بلدان العالم سعادة لمن هم دون الثلاثين عاماً، بينما تعد الدنمارك الأكثر سعادة لمن هم فوق الستين عاماً.
ووفقاً للتقرير، فإن كثيراً من بلدان العالم العربى تفتقر للسعادة، ربما بسبب الظروف المعيشية الصعبة، والتراجع الاقتصادي، وأجواء الاضطرابات والصراعات السياسية وحجب الحريات. فما تشهده المنطقة العربية من حرب فى فلسطين، ومعارك ضارية فى السودان وصراعات حامية فى سوريا وليبيا واليمن كفيل بوأد أى مشاعر للسرور بين الناس.
أما مصر فقد جاءت فى هذا المؤشر فى ترتيب متراجع وهو الـ130 بين 156 دولة، فالمواطن المصرى وقع فى معجنة الأزمات الاقتصادية الطاحنة، وعانى من ارتفاع غير مسبوق لمعدل التضخم، وما صاحبه من غلاء فاحش، وزيادة معدلات البطالة والفقر.
لكن ما لم يذكره التقرير هو أن المصريين ما زالوا رغم كل التحديات والهموم قادرون على التبسم والسخرية والفكاهة، ومَن يُلق نظرة عابرة على مواقع التواصل الاجتماعى يعرف كيف اعتاد الناس فى بلادنا على قلب الهموم والأوجاع إلى نُكت، ومحاولات للابتسام. وتبدو أن هذه السمة الفريدة فى الشعب المصرية قد ترسخت عبر القرون بفضل إيمان عميق بأن كافة المحن ستزول، وأن الصبر جميل وطيب.
وسلامٌ على الأمة المصرية