رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

حكى لى أحد الوزراء السابقين ما دار بينه وبين الرئيس مبارك أثناء وجوده فى المستشفى بعد الثورة.. طلب الوزير تحديد موعد لزيارة الرئيس مثله مثل الكثيرين الذين طلبوا نفس الطلب، وكان أغلبهم من الشخصيات التى عملت مع الرئيس وتربطهم به علاقة مودة ولم تكن حالة الرئيس وقتها تسمح باستقبال الكثيرين، ولذلك كان يختار زواره فى أضيق نطاق.. ووافق الرئيس على زيارة الوزير الذى تربطنى به عشرة السنين، فقد اقتربت منه كثيرًا أثناء وجوده فى السلطة واستمرت العلاقة حتى يومنا هذا خاصة انه كان من القلائل الذين خرجوا من السلطة كما دخلوها لا يملك إلا راتبه.
زار الوزير الرئيس واستمر الحوار ثلاث ساعات كاملة وتطرق الحديث إلى قضايا ووقائع وأحداث يتناولها التاريخ ويتوقف عندها كثيرا، وكان من بين تلك الوقائع ما دار بين الرئيس مبارك والرئيس الأمريكى أوباما فى المكالمة الشهيرة التى طالبه فيها بالتنحى وقال له الآن يعنى الآن.. كانت التفاصيل فى هذا الموقف وغيره من المواقف تؤكد أن الرئيس مبارك كان رجلاً وطنيًا.. كانت المكالمة بمثابة معركة ومبارزة فريدة من نوعها خاصة عندما تحدث أوباما عن مصر وطلب من الرئيس مبارك التنحى.. كانت كلمات الرئيس الأمريكى مستفزة وكان يتحدث عن مصر كأنها بلد أبوه وهنا انتفض الرئيس مبارك وقال له ماذا تعرف أنت عن مصر.. أنت لا تعرف شيئا عن مصر.. واستمرت المكالمة بهذه الحدة حتى نهايتها.
تذكرت هذا الموقف وأنا أتابع تصريحات جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكى السابق ترامب وكبير مستشاريه.
حديث كوشنر الذى جاء خلال محاضرة بجامعة هارفارد يكشف عن عقيدته الراسخة التى يعمل من أجلها.. التصريحات تؤكد أن كوشنر يسير على نهج أوباما.. بل إنه يتفوق عليه.. فقد كان أوباما يتحدث عن مصر كأنها بلد أبوه.. أما كوشنر فقد تحدث عن مصر ودول المنطقة كلها كأنها بلاد أبوه وأمه وميراث أجداده.
تحدث كوشنر عن ضرورة قيام إسرائيل بطرد الفلسطينيين من غزة و«تنظيفها» وكأنهم حشرات وحيوانات.. تحدث كوشنر عن ضرورة قيام المحتل الغاصب بطرد أصحاب الأرض وأصحاب الحق، ورسخ للمذابح وجرائم القتل والتشريد والدمار بحق غزة وأهلها بل زاد على ذلك بدعوته إلى استئصال الشعب الأعزل ومحوه من على وجه الأرض.. تحدث كوشنر عن ضرورة تهجير الفلسطينيين ونقلهم إلى النقب أو مصر.. نفس العقيدة التى كان يؤمن بها أوباما ونفس النهج ونفس العنصرية والغطرسة.. كان حاكم البيت الأبيض يتحدث عن مصر ودول المنطقة كأنها ولايات أمريكية خاضعة لأوامره ونواهيه وكان يعتبر نفسه الحاكم بأمره فى تحديد مصيرها.
ولأن كوشنر طفل مدلل حديث العهد بالسياسة ومطلوب إعداده وتجهيزه فى أسرع وقت ربما ليكون رئيسا للولايات المتحدة فى المستقبل.. إلا أن هذا المراهق اليهودى لا يملك شيئا من مقومات أوباما ولا القادة السابقين.. ويبدو أنه لا يقرأ ولا يتعلم ولا يستوعب دروس التاريخ.. لا يعلم هذا الأحمق الأرعن أن محو شعب من الوجود هو أمر مستحيل، والحديث عن بلد بحجم مصر بهذه الطريقة لا يعدو كونه حديث الصبيان المراهقين وله فى سيرة السابقين العبرة والعظة.