عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

منذ اللحظة التى برز فيها اسمه خلال حرب اليمن، تنبأ له قادته بمستقبل باهر فى الحياة العسكرية, ولما لا وقد ورث من جده التقاليد العسكرية والرغبة فى التضحية والفداء, قصته لا تكفيها مجلدات، ليس فقط خلال حرب أكتوبر - التى كانت خير خاتمة لرحلته النضالية –بل على مدار مسيرته العطرة.
الشهيد إبراهيم الرفاعى من مواليد قرية الخلالة - مركز بلقاس - بمحافظة الدقهلية فى 27 يونيو عام 1931، التحق بالكلية الحربية عام 1951 وتخرج فيها 1954، وانضم عقب تخرجه إلى سلاح المشاة وكان ضمن أول فرقة قوات الصاعقة المصرية فى منطقة «أبو عجيلة» وتم تعيينه مدرساً بمدرسة الصاعقة.
و «رب ضارة نافعة»، كان للعدوان الثلاثى على مصر عام 1956، تأثير كبير فى حياة « الرفاعى»، وثقل مهاراته العسكرية والقتالية فى ميادين القتال وعلى طول الجبهات، فكان دفاعه عن مدينة بورسعيد من العدو تمهيدا ليكون فيما بعد واحدا من أهم أفراد القوات المسلحة المصرية فى حرب الدفاع عن الأرض، وقائدا لواحدة من أهم التشكيلات العسكرية، التى كان يتكالب جميع الضباط والجنود لنيل العمل بها.
خلال تلك الحرب تضاعفت خبراته ومهاراته، كونه تولى منصب قائد كتيبة الصاعقة، وخلال عام 1965 صدر قرار بترقيته ترقية استثنائية تقديرًا للأعمال التى قام بها فى الميدان اليمنى من قبل الرئيس جمال عبدالناصر، وكأن القدر يرسم له طريقه بكل حرفية، وقاده ليكون فى مكان لا يحسد عليه بعد معارك 1967.
عقب النكسة، كان الانتقام واسترداد الأرض، بل وعدم جعل العدو ينام مرتاح البال مطمئنا بما استولى عليه من أرض، هو الشغل الشاغل لقيادات القوات المسلحة، وفى يوم 5 أغسطس 1968 بدأت القيادة العامة فى التفكير بتشكيل مجموعة صغيرة من الفدائيين سميت فيما بعد بالمجموعة «39قتال», كان الهدف منها القيام ببعض العمليات الخاصة فى سيناء، كمحاولة القضاء على إحساس العدو الإسرائيلى بالأمن، وبأمر من مدير إدارة المخابرات الحربية اللواء محمد أحمد صادق وقع الاختيار على « الرفاعى» لقيادة هذه المجموعة، فبدأ على الفور فى اختيار العناصر الصالحة, وعكف على هذه المهمة فورا، وبدأت المجموعة فى تنفيذ عملياتها خلف خطوط العدو، وتمكنت خلال فترة تشكيلها وحتى بعد وفاته فى تكبيد العدو خسائر فادحة بالمعدات والأفراد، وتمكنت من تدمير 77 عربة مختلفة، و،14 دبابة و4 بلدوزر، وخلفوا من 410 لـ 430 جنديا مابين قتيل وجريح.
وقامت المجموعة التى كان يقودها « الرفاعى»، بأكثر من 80 عملية مختلفة من اقتحام وضرب ونسف واستطلاع ومن أهمهم عملية مطار الطور 5 مرات وعملية الصواريخ الكهربائية، وعملية لسان التمساح 1 يوم 19 أبريل 1969، ولسان التمساح 2 يوم 7 يوليو 1969، وعملية الكرنتينة يوم 31 أغسطس 1969.
وعندما حانت ساعة الصفر، كان الشهيد وفرقته على أهبة الاستعداد لتنفيذ المهام المطلوبة منهم على أكمل وجه، حيث قاد خلال الحرب عدد من العمليات الهامة بدأت بعملية ضرب مواقع العدو الإسرائيلى فى شرم الشيخ ورأس محمد فى 7 أكتوبر 1973، وعملية الإغارة على مطار الطور فى نفس اليوم، وكانت أخر عملية شارك فيها قبل أن تصعد روحه الشريفة إلى بارئها هى عملية منطقة الدفرسوار، والتى كلف خلالها بمنع العدو من التقدم فى اتجاه طريق 'الإسماعيلية/القاهرة'، ووقتها كان يعمل بكل جهد برفقة الجنود والتشكيلات العسكرية على سد الثغرة.
وفى الجمعة الأخيرة من شهر رمضان عام 1973، كان الشهيد صائما، عندما رصدته إحدى دبابات العدو وقامت بإطلاق القذائف تجاهه فأصابته إحدى الشظايا فى القلب.
تحية لروح البطل الشهيد الذى كرمته مصر بمجموعة من الأوسمة والنياشين، وأُطلق عليه لقب «أسد سيناء» كما أطلق اسمه على أحد شوارع القاهرة, لتبقى قصة حياته مصدر إلهام للأجيال القادمة. 
حفظ الله مصر وأهلها

[email protected]