عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لازم أتكلم

نحن أمة إذا ما استيقظت استردت فى سنين ما سلب منها فى قرون، حقيقة لو أدرك معناها، الحكام العرب، ما صبروا كل هذا الصبر على إسرائيل وما ترتكبه من مجازر يوميا بحق الفلسطينيين، وما خضعوا لأمريكا، وما تجاهلوا ما يعلنه رؤساؤها بأن فلسفتهم تجاه الشرق الأوسط والعالم هى «إضعاف الجميع لكى نبقى الأقوى فى العالم».
أقول ذلك بمناسبة سؤال طرحه أحد متابعينى: ماذا لو اتحد العرب واستخدموا كل مواردهم الطبيعية والبشرية سلاحا ضد اسرائيل وأمريكا وكل من يساند أبناء صهيون ويعاونهم على قتل الآلاف من الفلسطينيين يوميا؟
ولعزيزى القارئ أقول «نعم لو اتحد العرب سيفعلون المعجزات، وسيجبرون إسرائيل وحلفاءها على رفع الراية البيضاء؛ فالعرب يملكون موارد ضخمة جعلت أراضيهم مطمعا لكل المستعمرين، ويكفى أن عدد سكانهم مجتمعين يزيد عن 385 ملون نسمة فى المرتبة الثالثة بعد الصين والهند، يبلغ الناتج القومى المحلى للعرب نحو 5 تريليونات و995 مليون دولار، بما يجعلهم فى المرتبة الرابعة بعد أمريكا والصين والاتحاد الأوروبى، ولديهم جيش عربى قوامه 4 ملايين جندى وأكثر من 10 آلاف سيارة عسكرية و5 آلاف طائرة هليوكبتر حربية وآلاف الصواريخ والطائرات الحربية من مختلف الطرازات الحديثة.
ويعيش العرب فوق 13 مليوناً و500 ألف كيلومتر مربع، وهى مساحة تقترب من مساحة روسيا الكبرى، وتختزن أراضيهم 657 مليار برميل من النفط الخام يمثل نحو 40% تقريبا من احتياطى النفط العالمى، فضلا عن ملايين الأفدنة الصالحة للزراعة، وفى دولة واحدة هى السودان (الممزقة الآن) يوجد 85 مليون هكتار أرض زراعية تنتج 760 مليون طن قمح سنويا، ناهيك عن الصحراء الليبية التى لو استغلت جيدا لأنتجنا منها 20 مليون ساعة ميجاوات من الخلايا الشمسية، تكفى احتياجات المنطقة العربية والعالم من الكهرباء، وغيرها من موارد لا يكفى الحديث عنها كتب وليس مجرد مقال.
كل هذا جميل، ولكن الأجمل هو أن تتحقق الوحدة العربية وتصبح واقعا سياسيا وعسكريا واقتصاديا، فكل هذه الموارد وكل هذه الجيوش لا تأثير فعلياً لها، طالما بقيت الخلافات العربية العربية مستمرة، وبقيت لعبة المواءمات مع أمريكا والدول العظمى هى الفاعلة والمسيطرة على الإرادة العربية.
وأتذكر هنا ما طرحه الرئيس عبدالفتاح السيسى عام 1915 من ضرورة تشكيل قوة عربية عسكرية مشتركة؛ لحماية الأمن القومى العربى من التحديات والمخاطر، ويومها صفق العرب وهللوا وكبروا، واجتمع مجلس الجامعة العربية وأصدر القرار 628 لتشكيل وتحديد مهام هذه القوة.. ولكن تبخرت الفكرة وتم رمى قرار الجامعة كالعادة فى أدراج التاريخ؛ ليصبح شاهدا جديدا على ضعف وهوان وخضوع العرب، وعدم استيقاظهم لما يجهز ويعد ويطبخ لهم فى تل أبيب وواشنطن ولندن وباريس وبون وغيرها من عواصم الاستعمار القديم  (الحديث).
كل العرب الآن وليس فلسطين وحدها فى دائرة الخطر، وطائرات أمريكا المسيرة تجول وتصول فى البحار والمحيطات تضرب وتردع وبقوة ما يهدد مصالحها ومصالح صديقتها الأولى، وإن لم نستيقظ الآن ستدفع الأجيال الثمن باهظا. ومن منطلق المصالح أقول لكل حكامنا: انتهى عصر المهادنات والميثولوجيا الدينية والعواطف والشعارات البراقة، والقيم الإنسانية، وأصبحنا أمام نظام عالمى جديد تحكمه القوة العسكرية والمال والإعلام والمصالح.
اتحدوا ولا تختلفوا، واضغطوا بكل ما لديكم من موارد وثروات، وبما تملكونه من موقع جغرافى مميز، وإن لم تفعلوا ذلك الآن، ستدور الدائرة على كل شعوبكم، لأن أمريكا لم تعد الآن شرطى العالم، وتحولت إلى شركة كبرى للقتل والتدمير بأسلحة تصنع فى أمريكا ويدفع ثمنها العرب.
[email protected]