عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قلم صدق

ساد بين المسلمين والعرب اليأس والقنوط بسبب عدم نصر الله الذى وعدنا إياه، ويقولون كما قال القرآن الكريم :(متى نصر الله؟)، وهذا ليس من فراغ، ولكن له أسبابه ومعتقداته، فمن الاستقراء والواقع، تظهر لنا أسباب عدم النصر....فها كلنا والكثير منا إلا من رحم ربى ظنّ أنّه مسلم كما يريدنا ربنا، وذلك بمجرَّدِ الصلاةِ والصّيام، وكلّ ما لا يُكلِّفُهم بذلَ دمٍ ولا مال ولا جهد، وانتظروا على ذلك النّصر من الله! فقد اكتفوا من الإسلام بالقيام والركوع والسّجودِ، والأوراد والأذكار، والتلاوم في المساجد وغيرها فيما بينهم عن العبادات، ناسين أو متناسين أن التدين ليس مرتبطًا بالتدين الشعائرى فقط، ولكن الله يأمرنا بأن يتوازى معنا التدين الشعائرى جنباً إلى جنب مع التدين العملي الواقعي، فنرى اليوم أنه يكثر الحديث عن تدين الأذكار ونوافل العبادات، ويقل وربما يغيب الحديث عن تدين إتقان العمل، وعدم الغش، والحرص على قضاء مصالح الناس، وتقديم مصلحة الوطن على المصالح الخاصة، وعدم الظلم، والمحافظة على البيئة، وإعمال العقل، والسعى إلى العلم الدنيوى وحسن الإصغاء للمخالفين، وعدم أكل أموال الناس بالباطل، ثم ترجمة كل هذا الكلام إلى واقع عملى، نتحدث عن الإتقان في العمل ونمارس الغش والتدليس، نتحدث عن العلم ونمارس الجهل و الخرافة والشعوذة، نتحدث عن النظافة ونعيش في الأوساخ ونلقي بالقاذورات في الطرقات، ونحن نرتدي أحدث الصيحات، نتحدث عن العدل ونمارس الظلم بكل ألوانه وأشكاله، نتحدث عن السعادة الزوجية وأكثر أزواجنا وزوجاتنا تعساء، نتحدث عن التضامن وكلنا يخلو بنفسه ويحرص على مصالحه وأنانياته؛ ما يعني أن الكثير من المسلمين لم يرتفعوا إلى مستوى الدين المطلوب ومقامه، ولم يتمكنوا من تحويل تعاليمه وهداياته إلى عقل ضابط وناظم، وإلى تطبيقات عملية تصنع الحياة وتبني الحضارة يومًا بيوم، وهذا بالضبط هو الفرق بيننا وبين من تقدمونا، فلا إيمان بدون عمل، وظنُّوا أنَّ هذا هو الإسلام، والله تعالى يريدنا أمة قوية ومسلمين أقوياء بالعلم والمعرفة والإيمان، لا أن يضربنا الوهن كما نعيشه اليوم.. وها هم اليابانيون نموذجًا تعلموا علوم الأوروبيين كلها في خمسين عامًا وضارعوهم، ولم ينسلخوا من عاداتهم وتقاليدهم كما فعلنا نحن، ولبثوا متمسكين بدينهم وأوضاعهم، بل أصبحوا يضرب بهم المثل وهم فوق قمة التكنولوجيا الحديثة فى يومنا،.. هذا كله وتقولون متى نصر الله؟.
اللهم احفظ مصر وارفع قدرها.