رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اتجاه

<< هل لنا أن نثق بالجانب الأمريكى، فيما يبدو عليه بوجه إنسانى، حول أدوار الوساطة «المصطنعة»، بزعم وقف النار فى غزة، أو حتى ما تتكرم به «واشنطن» من مساعدات لسكان القطاع؟..الجواب أنه ليس من الصحيح، أن نتراضى عن أى من هذه الإدعاءات، لأنها فى الغالب، محاولات من الولايات المتحدة الأمريكية، لغسل مواقفها المخزية من الحرب هناك، التى هى علنية فى الدعم المطلق لدولة إسرائيل، سواء بتقديم كل أنواع الأسلحة، أو حمايتها من أى إدانة أممية، وكما يجمع مراقبون حول العالم، أنها الفرصة الرابحة للرئيس جو بايدن، لأن يعتبرها إنجازاً لسياسة إدارته، ربما تساعده على انتحابات «نوفمبر» الرئاسية، ولو على حساب الدماء الفلسطينية. 
<< التاريخ الإنسانى يوثق كل ما ارتكبته القوات الأمريكية، من جرائم ضد الإنسانية، بالقطع من بينها جريمة الإبادة فى عزة، التى مسئوليتها هنا، أنها شريك غير مباشر لجيش الاحتلال، لكن جرائمها المباشرة، وبكل أسف فى مناطق يصعب حصرها فى العالم، وتظل عالقة فى الذاكرة البشرية، تلك التى وقعت على الشعب اليابانى، على مدار أعوام الحرب العالمية الثانية، ولبشاعة هذه الجرايم تحديداً، أظنها تبقى أكثر إيلاماً وهمجية، مما كانت فى فيتنام أو فى أفغانستان والصومال، ومن بعد فى العراق الذى احتلته، وقتلت من أهله100 ألف عراقى، ولا تزال قواعدها العسكرية دون مغادرة، مثلما الحال فى احتلال سوريا. 
<< الفظاعة التى لا يحتملها الضمير العالمى، تفضحها إما تقارير لمؤسسات يابانية، أو تلك الإفادات لمؤرخين وعسكريين أمريكيين، عن الغارة الأكثر دموية فى التاريخ، التى استهدفت اليابان، يومى 9 و10 مارس، من العام1945، وقد مرت عليها 79 عاماً منذ بضعة أيام، وقد حولت العاصمة «طوكيو»- خلال ساعتين- إلى جحيم نارى، بفعل إسقاط 451 ألفاً و200 قنبلة «نابالم» حارقة، حولت المدينة إلى كتلة واحدة من اللهب، أذابت البيوت وسكانها، وكانت ضربة وصفتها التقارير، بأنها أكبر جريمة قتل جماعى فى تاريخ الحضارة البشرية، بحصاد 200 ألف قتيل، آلاف منهم كانوا رماداً، ومعهم 125 مصابون بحروق مميتة. 
<< لا أحد يتصور هذا الجنون الأمريكى، عندما تحشد لهذه الغارة أسطول جوى ضخم، على رأسه 334 قاذفة استرتيجية، تسقط 1667 طناً من القنابل الحارقة، وبالمعنى الحصرى كانت 11 ألفاً و280 قنبلة «نابالم»، تقول التقارير إنها أشعلت النيران فيما كان فى طريقها، من مساكن ومبان على امتداد 41 كيلومتراً، حتى أن المؤرخ الأمريكى جون داور، قال فى كتاب له «حرب بلا رحمة»، أن قنوات المياه كانت تغلى، بفعل العاصفة النارية لقنابل «النابالم»، التى تجاوزت حرارة مركزها1000 درجة، أذابت قضبان الترام وأعمدة الإنارة وأجساد الضحايا، وتوثق التقارير أن وهج النار كان مرئيا على بعد300 كيلو متر، فى واحدة من أكبر الجرائم هولاً وذهولاً. 
<< لكن..هل تراجعت الولايات المتحدة عن منهجها المنظم فى ارتكاب مثل هذه الجرائم؟..طبعاً لم تتراجع، لكنها إمعاناً فى استعراض القوة وروح العنترية، كانت الجريمة الثانية بحق اليابان أيضاً، وهى أكثر الجرائم التى لا تزال تتحدث عنها الإنسانية، لا يفصلها سوى 5 أشهر فقط، عن جريمة «الإبادة» فى «طوكيو»، عندما تهور الرئيس الأمريكى هارى ترومان، بقرار ضرب «هروشيما ونجازاكى» بالقنابل النووية، فى أغسطس 1945، ويقتل بدم بارد250 ألفاً، وملايين المشوهين، حتى يجبر اليابان على الاستسلام، وإنهاء الحرب العالمية الثانية بين الحلفاء والمحور..إنها الصورة الوحشية للأمريكيين..ولن تتغير، حتى لو ظهر«بايدن» فى غزة بملابس «بابا نويل».  


[email protected]