بسبب الشدة المستنصرية.. خطأ تاريخي يضع الحشاشين في مأزق مع الجماهير

أثارت حلقة مسلسل "الحشاشين" حالة من الجدل الواسع لدي المشاهدين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة علماء التاريخ والباحثون، وذلك بعد أن جسدت أحوال الشعب المصري خلال فترة الشدة المستنصرية، والتي عانها منها الشعب طوال سبع سنوات من المجاعة الشديدة، وجسد المسلسل ما ذكره المؤرخ تقي الدين المقريزي عن الشدة المستنصرية، والذي ادعى فيها أن المصريين كانوا يخطفون يأكلون لحم البشر من شدة الجوع.

الشدة المستنصرية تتصدر تريندات السوشيال ميديا بعد حلقة "الحشاشين"|أحداث قاسية عاشتها مصر

الشدة المستنصرية بعيدة كل البعد عن الواقع 

تسببت ظهور الشدة المستنصرية في أحداث مسلسل الحشاشين، جدلًا كبيرًا بين الباحثون والعلماء، واعتبروها مغايرة عن الواقع والحقيقة، حيث أكدوا أن تقي الدين المقريزي ولد بعد 300 عامًا من أحداث الشدة المستنصرية، وما يقال عن أكل المصريين لحوم البشر هو درب من الخيال، وعابوا على المسلسل اعتماده على رواية المقريزي دون غيره.

وتصدرت الشدة المستنصرية تريندات مواقع التواصل الاجتماعي، وكشف بعض من الباحثون ورواد مواقع التواصل الاجتماعي الأخطاء التاريخية التي وقع فيها المسلسل، ومنها أن المسلسل أظهر المستنصر بالله وهو يموت أثناء الشدة المستنصرية، وهو خطأ تاريخي، حيث توفى المستنصر بعد أن استعادت مصر أحوالها بعد الشدة المستنصرية.

رواد السوشيال ميديا وباحثي التاريخ يعلقون على أحداث الشدة المستنصرية 

علق رواد مواقع التواصل الاجتماعي والباحثون على موقع "إكس" تويتر سابقًا، على الأخطاء التاريخية التي وقع فيها مسلسل الحشاشين بسبب الشدة المستنصرية حيث قال أحد المتابعين :" شوفت حلقتين من مسلسل الحشاشين حلو التصوير و الديكورات و آداء بس عيبه الوحيد انه تبنى كلام المقريزي عن الشدة المستنصرية و التخاريف اللي كتبها عن المصريين انهم كانوا بخطفوا العيال ياكلوها ويمشوا في الشارع زي الزومبي الكلام الفارغ ده اتكتب بعد 200 سنة من الفترة دي". 

وقال أخر :"يقال إن الشدة المستنصرية لم تحدث بهذا الشكل الفظيع والمقريزي ولد بعدها بـ300 عام، ويقال إنها لم تحدث أساسا لأن مصر دولة على ضفتي نهر وبها عدد سكان يعادل 5 ملايين نسمة وقتها مع وفرة مياه وزراعة وتجارة وصناعة مما يحقق اكتفاء ذاتي لكل مواطن هناك الكثير بالتاريخ ربما فيه مبالغة".

وقال سامح أبوعرايس:" من المؤسف أن تتورط الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التابعة للدولة في الترويج لخرافة الشدة المستنصرية من خلال مسلسل الحشاشين، عيب وعار وإهانة لأجدادنا أتوقعها من عدو لمصر وليس من مؤسسة وطنية، المشاهد التي عرضت في الحلقة الثانية مهينة ومسيئة وتروج لأكاذيب المقريزي عن أن المصريين أكلوا لحوم البشر والقطط والكلاب وكل هذا الهراء، وهذه الخرافة لم تحدث ولا توجد وثائق تاريخية من تلك الفترة تذكر ذلك لا في مصر ولا في الدول المجاورة، وأول ترويج لهذه الخرافة كان في كتب المقريزي وابن إياس المولودين بعد هذه المجاعة المزعومة بثلاثمائة سنة واعتمدوا علي خرافات وتهويلات العامة الذين لم يحضروا هذه الأحداث المزعومة وفي فترة كان يتم فيها تشويه العهد الفاطمي بعد انقلاب الأيوبيين عليه". 

وتابع خلال المنشور :" هذه الأحداث المزعومة تخالف طبيعة الشعب المصري كشعب زراعي مسالم معروف بالتضامن الاجتماعي في الأزمات وعمل الخير وإعانة الغني للفقير، وتتناقض مع وضع مصر الاقتصادي وقتها كمركز الإمبراطورية الفاطمية والقوة البحرية المسيطرة على البحر الأحمر وشرق المتوسط ومركز عبور التجارة الدولية والتي عرفت تخزين الحبوب والمواد الغذائية لمواجهة الأزمات منذ آلاف السنين". 

وأشار :" ما حدث في مسلسل الحشاشين عيب وعار وإهانة لشعب مصر وترسيخ لأكذوبة تاريخية مسيئة لأجدادنا أمام مئات ملايين المصريين والعرب، وهذه الإساءة تستوجب الاعتذار من كل من تورط فيها ومن الشركة المتحدة ومحاسبة المسئولين عن هذا ومع تقديم وثائقيات محترمة ترد على هذه الأكاذيب والخرافات هذا لو كان المسئولون في مصر يحترمون شعبهم ووطنهم وتاريخه".