رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا أجيد فن "الشللية" وأحلم برؤية أحد أعمالي الأدبية على الشاشة

الكاتبة فكرية أحمد : الصحافة تعاني "شيزوفراينا" وغياب النقد كارثة

بوابة الوفد الإلكترونية

حذرت الكاتبة الروائية فكرية احمد من الفوضى التي باتت تضرب العمل الصحفي عبر انتشار المواقع الإلكترونية، وعدم توخي المصداقية والدقة في نشر الأخبار، والتنافس على السرعة لتسجيل معدلات أعلى في "الترند" وجذب أعداد من المشاهدين على حساب القيمة المجتمعية والأخلاقية للمهنية الصحفية المحترمة.

الروائية الأديبة فكرية أحمد

وقالت أنها من خلال روايتها الملكة والأفاعي قامت في جرأة بتعرية جوانب خفية من عالم الصحافة وكشفت عن وجود "شيزوفرانيا" بين شخصية بعض الكتاب وبين أقلامهم التي يتوشحون من خلالها بالقيم والأخلاق وأدبيات السلوك المجتمعي، وهى رواية تعتبرها استكمالاً لما قدمه الكاتب الكبير فتحي غانم في رواية زينب والعرش ورواية محفوظ عجب للكاتب الراحل موسى صبري، مؤكدة أن الصحافة تعاني الآن من خطوط حمراء عديدة، وان الكاتب المعارض الوطني ليس خائنا لوطنه، بل هو أكثر شخص يتمنى الخير لبلده، وهو إشارة مرور حمراء تكشف مواطن الخلل والفساد لإصلاحها من أجل تقدم وأمن وسلامة الوطن، أما من " يطبلون" للخطأ، هم أعداء الوطن الحقيقيون، ولا يهمهم إلا مصالحهم الشخصية.

جاء ذلك في برنامج "كل الناس" عبر قناة الصحة والجمال تقديم الإعلامية رشا حافظ، وأكدت فكرية أحمد أن أي كاتب يرغب في التميز بأسلوبه وعطائه الأدبي عليه أن يقرأ بكثافة، لافتة إلى أن قراءاتها المبكرة في كتابات الفلاسفة المسلمين مثل ابن رشد، وابن خلدون والفارابي وابن سينا وغيرهم، بجانب عبقريات العقاد حول الرسول والخلفاء المسلمين، وغيرهم من كبار الكتاب العرب والمصريين، منحها مصادر فكرية وعقلية جعلتها تفهم وتدرك الكثير من فلسفة وأسئلة الحياة حول الكون، الخالق، الخلق ، المجتمع، وبالتالي، تحول هذا المخزون إلى مواد أدبية مضافة إلى التجارب الحياتية والإنسانية، لتصدر معها أعمالها الأدبية بأسلوبها الخاص لتضم خمسة عشر عملاً أدبيا حتى الآن.

الأديبة فكرية أحمد وعلى يسارها الإعلامية رشا حافظ

وقالت فكرية أحمد أن حركة النقد الأدبي مصابة بعوار وغياب النقد الموضوعي كارثة، وان الساحة النقدية تفتقد لعمالقة من النقاد مثل عبد القادر القط، لطفي عبد البديع، العقاد، طه حسين، سهير القلماوي، مصطفى ناصف، شكري عياد وغيرهم، فساحة  أدبية ومجتمع بلا نقاد حقيقيين هو مجتمع أعمى أدبياً وثقافياً، مشيرة إلى أن كثير من النقاد الحاليين يلعبون دور البهلوان الذي يسحر أعين الناس، ويلعب بالبيضة والحجر، فيرفع من قيمة العمل الغث، ويهدر الثمين وفقاً لمصالح شخصية وعلاقات تحكمها "الشللية"، مؤكدة على أن الأعمال الأدبية وحركة النقد في السابق كانت ترتبط بهموم الوطن والمجتمع، لأنها ترى الأديب هو أيضاً مؤرخ للمجتمع ولكل ما يمر به من متغيرات حضارية، سلوكية ،أخلاقية وأيضا سياسية واقتصادية، أما الأن اصبح الأمر مختلفا تماماً ومحزناً.

ووجهت الكاتبة نقداً لاذعاً إلى "الشللية" التي باتت تتحكم في الحركة الثقافية والأدبية، وحتى في كيفية الحصول على جوائز أدبية، مؤكدة أنها لا تجيد ولا تحاول الولوج تلك "الشلل"، فهي تقيم بين وقت وأخر ندوة حول بعض أعمالها على استحياء، وكثيرون غيرها من الأدباء الجادين لا يجيدون فن التسويق التجاري لأعمالهم ولا ينخرطون في الشلل ذات المصالح المتبادلة،  في حين أن هناك من لا يستحقون الشهرة تسلط عليهم الأضواء لأنهم يجيدون تسويق انفسهم تجارياً ويرتبطون بتلك الشلل التي تهيمن على الساحة. 

وأشارت فكرية أحمد  إلى أن الأرصفة تكتظ بألاف من الكتب، ولكن القليل منها ما يستحق القراءة، لأن كل من صار لديه بضعة ألاف يتوجه إلى ناشر "من تحت بير السلم" وفقاً لوصفها لينشر له كتاب ويصنف نفسه أديباً أو شاعراً، ولكن هذا لا ينفي وجود ناشرين جادين لا يقبلون إلا الأعمال الجادة والهادفة التي تثري الحياة الثقافية والأدبية.

وقالت الكاتبة أن روايتها بلا رجال أفضل لم تكن أبداً دعوة للطلاق والتفكك الأسرى وعيش المرأة بمفردها بلا رجل، بل كانت دعوة لأن يستعيد الرجل دورة في المجتمع والأسرة من القوامة والرجولة الحقة، وألا يترك كل أدواره لتقوم بها المرأة، والتي ترى مع تحملها كل أعباء الحياة  أن الرجل ليس له قيمة أو وجود في حياتها وانها بدونه أفضل، مشيرة إلى أن ارتفاع معدلات الطلاق في مصر سببه الأول تخلى الرجل عن أدواره، وتوشح المرأة بأدوار البطولة وتحملها كل الأعباء تحت شعارات المساواة والتحرر، لكنها في النهاية تفقد نفسها وأنوثتها، وتستغنى عن الرجل في حياتها فتُخرب الأسر وتتفكك البيوت.

واعترضت الكاتبة على تصنيف الأديب بين نسائي ورجالي، وقالت أن الأدب هو مطلق، هو ليس جورب أو ملبس نسائي ورجالي، فالأديب هو مؤرخ للمجتمع، ولا يمكن تصنيف المؤرخ تصنيفاً وفقاً لنوع الجنس، وإلا اعتبرنا الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس كاتب نسائي، فهو أقوى من عبر عن مشاعر الأنثى وآلام المرأة في كل أحوالها، وهو رجل، رغم ذلك لم تفلت منها شخصياً قضايا المرأة في رواية بلا رجال أفضل، وقلوب في طواحين الهواء، وبائعة الورد.

وقالت فكرية أحمد مدير تحرير الوفد أنها تعتز بروايتها الأحدث " حائط بلا مبكى" لأنها كما وصفها المؤرخ محمد الشافعي وثائقية تاريخية تمت كتابتها على الهواء مباشرة في وقت قياسي هو ثلاثة اشهر، وقد بدأت في كتابتها يوم 8 أكتوبر الماضي يوم بدء المذبحة ضد غزة، وانها تعتز بمطلب الإعلامي والسيناريست محمد الغيطي الذي وصف الرواية بانها تستحق أن تدرس في المدارس، لأنها توثق تاريخ الاحتلال الصهيوني وتاريخ المقاومة الفلسطينية في أسلوب أدبي لا يخلو من المسحة الصحفية نظراً لأنه عمل وثائقي وبحثي يكشف ازدواجية المعايير لدى المجتمع الدولي المتشدق بحقوق الأنسان، والذي أصيب بالعمى الكامل حيال الحق الفلسطيني  وما يقع لشعب فلسطين من مذابح في غزة.

وثمنت الكاتبة دور مصر التاريخي في الوقوف بجانب فلسطين، ودور القيادة السياسية الحالية، وما تقوم به مصر من جهد سياسي  وإنساني من إرسال للمساعدات لغزة، وعمليات الإنزال الجوي لهذا المساعدات حاليا.

وأعربت الكاتبة فكرية أحمد عن حلمها في أن ترى احد أعمالها الأدبية على الشاشة الصغيرة أو الكبيرة، لافتة إلى أن من قرأوا أعمالها وصفوها بالجديرة بالوصول إلى الجمهور عبر الشاشات مقارنة بأعمال عديدة كان لها الحظ في السينما والتليفزيون، مُرجعة الأمر أيضا إلى أنها لا تجيد فن تسويق نفسها أو السعي للارتباط بـ"شللية" المصالح التي تهيمن على الساحة الفنية والإعلامية.

وأكدت الأديبة فكرية أحمد اعتزازها بكونها صحفية في الأصل، فقد صقلت الصحافة موهبتها الأدبية بصورة مساعدة وملموسة، ومنحتها مخزونا من التجارب الإنسانية، وان تجاربها الصحفية هي جزء هام من اعتزازها بتاريخها المهني والأدبي، حيت قامت بدور متسولة لكشف عالم الشحاتين، وقامت بدور فتاة متشردة لكشف حياة فتيات الأحداث، وقامت بتغطية حرب البوسنة والهرسك في يوغسلافيا السابقة من أرض الواقع، وغيرها المئات من التغطيات الصحفية المتميزة.

 

 

الأعمال المنجزة للأديبة فكرية أحمد