رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قلم صدق

أتتنى امرأة سائلة عما يُغلق أفواه أطفالها.. فشفاههم كساها بياض الجوع, كأرض مالحة أعياها بوار السنين.. وقد ودع بيتها الزاد بعد أن طال المرض قلب زوجها.. فأصبح العائل الوحيد يتملكه ثالوث المرض والفقر والجهل.. فهو أرزقى.. معوله هو ساعده.. وصحته هى وقود الحياة بالنسبة له.. إذا خرج إلى رزقه وأولاده خماصًا، عاد إليهم بعد طول عناء فيغدون بطانًا.. شاء الله أن يصاب بمرض بالقلب توقفت على إثره عجلة الحياة لديه.. فهؤلاء «قوت يوم بيومه».. وتمنى لو صادفه مرة من المرات أن تقبل أوراقه فى معاش تكافل ليدفع عنه ولو بندًا واحدًا من بنود أعيت موظفين.. حد أدنى راتبهم (على قديمه) 4500 جنيه وهو بند الإيجار الشهرى لشقة، أفضل ما توصف به لا يقبله حيوان أليف أن يعيش فيها.. معاش يكفى لإيجار شقة غير مشمولة الخدمات..
هذه القصة فى ظل الحالة الاقتصادية التى تعيشها البلاد، والغلاء الفاحش الذى يضرب ربوع مصر تضعنا جميعًا أمام المسئولية، رئيسًا ومرؤوسًا.. وهى ليست إشارة للدولة فحسب، ولكن للشعب المصرى عامة، لأن وجود الفقراء يدل على وجود خلل فى النظام الاجتماعى، وخلل فى تحمل الناس لمسئولياتهم، حيث إنّ الإنسان لا يستطيع تلبية حاجاته الأساسية من مأكل، وملبس، ومأوى، دون هذا التعاون الاجتماعى، ولأن وجود الفقراء قد يسلب المجتمع أمنه واستقراره، لذلك يجب ونحن نعيش نفحات شهور مباركة وعلى أبواب شهر رمضان الكريم أن ننشئ أنفسنا تنشئة تضامنية تعاونية.. لأن أبناء المجتمع الواحد عليهم أن يتحملوا مسئوليتهم تجاه هؤلاء العاجزين عن تدبير أقواتهم لأسباب خارجة عن الإرادة، لا سيما ونحن شعب يتسم بالشهامة.. بالكرم.. (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جارَهُ).. ودائمًا تسبقه العاطفة.. وكما يقولون شعب متدين.. إذًا فلزامًا علينا فى هذه الأيام الصعبة أن نتكاتف.. أن نتكافل.. أن نتضامن.. أن نتعاطف.. أن نتعاون.. فنحن فى فترة إذا أصاب برد فئة كالأرزقية سمعنا «مواء» أبنائهم من التضور جوعًا كالقطط.. ونسمع آهات الآباء أنينًا من المرض.. أقول هذا حتى لا يأتى يوم ويشار إلينا «وقفوهم إنهم مسئولون».. نعم إنها كدولة مسئولة ستحاسب يومًا إذا تعثرت دابة فى أرض الحجاز، وستسأل يوم تشخص فيه الأبصار: لمَ لم تمهد لها الطريق؟.. ونحن نثمن كل خطوة فى طريق الإصلاح الاجتماعى كما فى القانون الجديد للضمان الاجتماعى الموحد، الذى نتمنى قدرة هذا التشريع على كفالة الأمان الاجتماعى لأولئك المحرومين.. والمواطن العادى أيضًا ليس بمنـأى عن السؤال والمسئولية، بل سيسأل عن جوع جاره.. فوالله لا يؤمن من مات شبعان وجاره جائع.
أخيرًا.. كلنا فى مصر لحمة واحدة.. وكالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.. اللهم احفظ مصر وارفع قدرها.