رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

يوم الشهيد.. الوفد مع أسرة الشهيد إبراهيم محمدين ابن الوراق

الشهيد البطل
الشهيد البطل

والد الشهيد البطل: كان بطلاً منذ طفولته وكانت جنازته زفة بالزغاريد إلى الجنة

كان يقول لوالدته أنا يا أمى هشرفك إنتى وأبويا وإن شاء الله هخليكم تروحوا الحج

فى الإجازة الأخيرة قال لجاره: أنا حاسس إنى هموت شهيد


«إن مت يا أمى ماتبكيش.. راح اموت علشان بلدى تعيش» كلمات حفرتها الأيام على ذاكرة الوطن مصر، كلمات الحماس الوطنى الذى يفدى الوطن بدمه، ولا يقبل أن يمس تراب وطنه بسوء، انه الجندى المصرى من خير أجناد الأرض الذين يتم فطامهم على فداء الوطن، والقتال فى سبيل الله والوطن، حتى آخر نقطة دماء، الأبطال الذين دخلوا الحرب ضد الإرهاب الأسود الغاشم فى سيناء، وهم يطلبون الشهادة من أجل أن ينعم الوطن بالاستقرار والأمان الذى ينعم به اليوم، وسط منطقة ملتهبة، ومخططات تريد النيل من مصر، واستقرار، وأمان مصر، واليوم ومصر كلها تحتفل بيوم الشهيد، اليوم الوطنى الخالد فى تاريخ العسكرية المصرية، يوم استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة، والذى استشهد وسط جنوده فى الميدان، نلقى نبذة عن ابطالنا الشهداء الذين اكملوا المسيرة فى الزود عن الوطن الغالى فى حربنا ضد الإرهاب الغاشم فى سيناء، الذين قالوا للعلم نحن لم نستعين بميليشيات أو أى دولة ولكننا حاربنا بخير اجناد الأرض لكى يبقى الوطن فى امان واستقرار.

«زفة جنازة الشهيد»
الشهيد إبراهيم محمدين ابن الوراق كان من هؤلاء الأبطال الذين شرفوا العسكرية المصرية فى الحرب ضد الإرهاب، والذى استشهد فى أيام العيد قبل الماضى وهو وزملاؤه يحمون سيناء، وحدود الوطن لكى ننعم بالأمان والاستقرار، الشهيد ابن الوراق الذى كانت جنازته بالزغاريد فى منطقة الوراق، وكانت زفة. 
إلى الجنة وسط صيحات الله اكبر، ودعاء وبكاء الأمهات والأطفال، يقول والده العامل البسيط ٥٥ سنة وهو يبكى، لم تكن جنازة ابنى جنازة عادية، بل زفة إلى الجنة بالزغاريد التى زلزلت القلوب: ابنى إبراهيم كان شاباً جميلاً فى كل شىء منذ طفولته، وكانت جدته تقوم بإطعامه مثل طعام ٣ أطفال بعد شهور قليلة من الرضاعة، وكان ابنى على ٤ بنات، قبل ان يرزقنى الله بولدين آخرين، بينهما عبدالرحمن المعاق والحمدلله، احمدالله على كل شىء، ويضيف والد الشهيد ابراهيم ابن الوراق، كان ابراهيم ذا جسم رياضى، مفتول العضلات، وكان شاباً محبوباً من الكبير والصغير بالمنطقة، وانا الذى انهيت له أوراقه وادخلته الجيش كى يدافع عن وطنه، وانا الذى قمت بتسلمه عندما حضر شهيداً فداء للوطن الغالى.
«ابن الوراق الجندى المقاتل»
ويقول الأب عن الشهيد ابراهيم ابن الوراق: ابراهيم التحق بالدفاع الجوى، وكانوا يأخذونه فى مأموريات كثيرة نظراً لشجاعته، وذهب إلى السودان مع كتيبته، وكانت مأمورية كبيرة، جاء بعدها وذهب إلى رفح، وكان سعيداً بوجوده فى سيناء، وينزل كل إجازة ليروى لنا ولأصدقائه، عن محاربة الإرهاب، وكان يقول لزميل له، فى أحد إجازاته أنا نفسى أموت شهيداً، وحاسس انى هستشهد، وكان يقول لوالدته انا يا امى هشرفك انتى وابويا، وان شاء الله هخليكم تروحوا الحج، وكأن قلبه كان حاسس انه هيشرفنا، وهيخلى أعناقنا فى السماء، ويضيف: ابنى كان محبوب من كل الناس مسلمين واقباط، اخوانا الاقباط كانوا يبكون على ابنى الشهيد، كان يساعدهم، ولو حصل وشاهد سيدة قبطية من المنطقة شايلة حاجة تقيلة، يجرى يشيل عنها، كان رجلاً بكل معانى الكلمة، وآخر مرة كان ذاهباً إلى الجيش قبل الاستشهاد اعطى والدته مصحفاً صغيراً، وقام بتقبيل رأس والده.
«ليلة الاستشهاد»
ويقول الأب وهو يبكى: ابنى ابراهيم كان فى الإجازة الأخيرة، سهر مع زملائه بالمنطقة، وكان يضحك مع زملائه من أهل المنطقة بطريقة كبيرة، والأغرب من ذلك أن فى هذه الإجازة كنت اذكر والدته بطفولته، وكأنى اعيد شريط ذكرياتنا معه، وبعدما سافر، وفى ليلة الاستشهاد كلمنى فى التليفون، واطمن على اخواته، وقال لى عاوز اكلم والدتى، ولكن السكة قطعت وقتها، وقال لى زملاؤه عن هذه الليلة، انه اول ما رجع الوحدة فى سيناء بكمين المياه، لم يكن عنده خدمة، ولكنه اصر على الضابط القائد انه ينزل الخدمة، واصر على نزول الخدمة لدرجة انه شطب اسم زميل له، ووضع اسمه مكانه فى الخدمة، كان محباً لتراب الوطن، وانا قلت له فى الاجازة مينفعش تقعد معانا يومين كمان، قال لى يا والدى فى زملاء زيى عاوزين يشوفوا اهاليهم وينزلوا الإجازة، مقدرش لازم ارجع لهم، وحصلت كمان حاجة غريبة ليلة استشهاده، اخوه عبدالرحمن المعاق، لقيناه قام فى فزع كبير من النوم، وأخذ يصرخ «هيما دم، هيما دم» وقعدنا مستغربين نقول له ليه بتقول كده، ويضيف والد الشهيد، وبعد ٣ أيام جاءنا اتصال من زملائه، ان ابراهيم راح المستشفى، وعلمنا ان كمين المياه فى رفح فيه حادث كبير، واخذت والدته وسافرنا على المستشفى وعرفنا هناك ان ابنى استشهد فى سبيل مصر، والحمدلله عرفنا ندخل ونشوفه، وكان وجهه مثل البدر، وقامت القوات المسلحة بتسلم الجثمان معى، ولم يتركونا لحظة، حتى مراسم الدفن، وخرجت المنطقة كلها وبالزغاريد كانت بالفعل زفة، لم تنسها الوراق، ولن ينساها اهل الوراق، واتمنى انا ووالدته ان نذهب للحج، وكانت هذه البشرى من إبراهيم لوالدته قبل الإجازة الأخيرة، وقد قامت المحافظة مشكورة بالتنسيق مع القوات المسلحة، بكتابة مدرسة باسم الشهيد ابراهيم، وأتمنى ان يكتب الشارع الذى تربى فيه باسمه، تخليداً لذكراه العطرة، وانا وهبت ابنى لمصر، واقول ان مصر لن تهزم لان أولادها يحبون الشهادة، ويفدونها بدمائهم فى كل وقت، وتحيا مصر عظيمة برجالها..تحيا مصر.

 

الشهيد البطل