رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المصريون يحتفلون  بيوم الشهيد  (١)

يوم الشهيد
يوم الشهيد

 

٩ مارس  ذكرى استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة

الجنرال الذهبى ضرب أروع الأمثلة فى تلاحم القائد مع جنوده بالصفوف الأمامية بالميدان

من أقواله الشهيرة «أنا لست أقل من أى جندى يدافع عن الجبهة ولابد أن أكون بينهم فى كل لحظة من لحظات البطولة»

يأتى يوم ٩ مارس من كل عام ليذكرنا بأسمى آيات الكفاح، والشهادة، لخير أجناد الأرض الذين قتلوا فى سبيل الله، والوطن، من أجل أن تبقى مصر، لم يفرق الاستشهاد هنا بين قائد أو جندى، الكل يتسابق من أجل نيل الشهادة لحماية تراب مصر، والدفاع عن كل حبة رمل، وإعادة الكرامة بعد هزيمة حرب ٥ يونيو  ١٩٦٧، كما يأتى اختيار يوم 9 مارس من كل عام ليكون يومًا للشهيد تأكيدَا على أن جميع أفراد القوات المسلحة بدءَا من القائد العام للقوات المسلحة حتى أحدث جندى على قلب رجل واحد يتمنون الشهادة، حيث إن الفريق أول عبدالمنعم رياض ضرب أروع مثال على ذلك بالرغم من كونه رئيسًا لأركان القوات المسلحة فى ذلك الوقت، إلا أنه كان دائما فى الصفوف الأمامية تأكيدا على تلاحم القائد مع جنوده فى الصفوف الأمامية فى الميدان الأمر الذى أدى لاستشهاده، ومن هنا جاء اختيار 9 مارس من كل عام ليكون يومَا تحتفل به مصر بذكرى شهدائنا الأبطال واتخذت من استشهاد سيادته رمزا وتأكيدا على أن نيل الشهادة شرف يتوق له جميع قادة وضباط وصف وجنود القوات المسلحة، وهذا ما نراه جليا اليوم من حرص وتسابق أبطال القوات المسلحة لنيل شرف الشهادة فى سبيل الدفاع عن الوطن والقضاء على الإرهاب الأسود فى سيناء، والذى يصر أبطال القوات المسلحة على اقتلاعه من جذوره.

شهيد خط المواجهة

فى صباح 9 ماس 1969 اليوم التالى لحرب الاستنزاف توجه الفريق عبدالمنعم رياض رئيس الأركان فى ذلك الوقت إلى الجبهة ليشاهد بنفسه نتائج قتال اليوم السابق وليعطى توجيهاته وحتى يكون وسط الجنود وقرر أن يزور أكثر المواقع تقدما التى لم تكن تبعد عن مرمى النيران الإسرائيلية سوى 250 مترا، ووقع اختياره على الموقع رقم 6 وكان أول موقع يفتح نيرانه بتركيز شديد على دشم العدو فى اليوم السابق.

وقد شهد هذا الموقع الدقائق الأخيرة فى حياة الفريق، حيث انهالت نيران العدو فجأة على المنطقة التى كان يقف فيها وسط جنوده واستمرت المعركة التى كان يقودها الفريق بنفسه حوالى ساعة ونصف الساعة إلى أن انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التى كان يقود المعركة منها ونتيجة للشظايا القاتلة وتفريغ الهواء استشهد القائد وسط جنوده متأثرا بجراحه، بعد 32 عاما قضاها فى خدمة وطنه ليختم بذلك حياة مليئة بالبطولات والإنجازات التى حققها هذا القائد على الصعيد العسكرى التى جعلت أساتذة الأكاديمية العليا للاتحاد السوفيتى يطلقون عليه الجنرال الذهبى.

مولده ونشأته

والفريق عبدالمنعم رياض ولد فى الثانى والعشرين من شهر أكتوبر 1919 فى قرية (سبرباي) إحدى قرى مدينة طنطا بمحافظة الغربية، حيث يعود نسبه لأصول عريقة، فوالده القائم مقام (عقيد حاليا) محمد رياض واحد من رعيل العسكريين المصريين القدامى اشتهر عنه الانضباط والأصالة العسكرية. مراحل الطفولة 

وكان عبدالمنعم رياض طفلا ذكيا نشيطا يمتاز بحب الاستطلاع والاكتشاف مما جعله يسبق أقرانه فى تفوقه العمرى بمراحل، وكان والده يتنبأ له بمستقبل باهر وكان يوجه أسئلة كثيرة لأبيه عن عمله، كان يذهب للكتاب ويحفظ أجزاء من القرآن، وقد حصل على الشهادة الابتدائية عام 1931 من مدرسة الرمل بالإسكندرية، وتوفى والده وهو مازال فى الثانية عشرة من عمره وتولى مسئولية رعاية والدته، وفى مرحلة المراهقة والصبا كان يغلب عليه الاهتمام بالقراءة عاشقا للسؤال والاكتشاف ومعرفة العالم من حوله وفى المرحلة الثانوية بدأت تتشكل شخصيته ويتحدد هدفه، وكانت له اهتمامات أخرى بالرياضة والكشافة والبلاغة وعرف عنه حبه للزعامة وقدرته على احتواء زملائه.

التحق بالكلية الحربية فى 1936 وحقق حلمه وتفوق على ذاته وكان يحيا بفكر ضابط وعقلية عالم وكان دائما صاحب فكر ورأى مؤثر فى الأحداث من حوله ولم يرض بالظلم أو الإهانة مما جعله مشهورا فى كليته بعزة النفس والدفاع عن حقوقه وحقوق زملائه بكل أدب وشجاعة وكرامة والشهيد البطل لم يتزوج وظل راهبا على الجبهة واكتفى فقط بالارتباط بالأرض المصرية حتى يتم تحريرها وكانت عبارته فى هذا الشأن أن القوات المسلحة هى أسرته وحياته كلها.

حياته العسكرية

تخرج فى الكلية الحربية عام 1938 برتبة ملازم وفى عام 1941 عين فى سلاح المدفعية، وألحق بإحدى البطاريات المضادة للطائرات فى المنطقة الغربية، حيث اشترك فى الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا وإيطاليا. خلال عامى 1947 ـ 1948 عمل فى إدارة العمليات والخطط فى القاهرة، وكان همزة الوصل والتنسيق بينها وبين قيادة الميدان فى فلسطين، ومنح وسام الجدارة الذهبى لقدراته العسكرية التى ظهرت آنذاك. فى عام 1951 تولى قيادة مدرسة المدفعية المضادة للطائرات، وكان وقتها برتبة مقدم، فى عام 1953 عين قائدا للواء الأول المضاد للطائرات فى الإسكندرية.

من يوليو 1954 وحتى أبريل 1958 تولى قيادة الدفاع المضاد للطائرات فى سلاح المدفعية، فى 9 أبريل 1958 سافر فى بعثة تعليمية إلى الاتحاد السوفيتى لإتمام دورة تكتيكية تعبوية فى الأكاديمية العسكرية العليا، وأتمها فى عام 1959 بتقدير امتياز وقد لقب هناك بالجنرال الذهبى.

عام 1960 بعد عودته شغل منصب رئيس أركان سلاح المدفعية، عام 1961 عين نائب رئيس شعبة العمليات برئاسة أركان حرب القوات المسلحة وأسند إليه منصب مستشار قيادة القوات الجوية لشئون الدفاع الجوى، عام 1964 عين رئيسا لأركان القيادة العربية الموحدة، ورقى فى عام 1966 إلى رتبة فريق، فى مايو 1967 وبعد سفر الملك حسين للقاهرة للتوقيع على اتفاقية الدفاع المشترك عين الفريق قائدا لمركز القيادة المتقدم فى عمان، فوصل إليها فى الأول من يونيو1967 مع هيئة أركان صغيرة من الضباط العرب لتأسيس مركز القيادة، وحينما اندلعت حرب 1967 عين الفريق قائدا عاما للجبهة الأردنية.

وفى 11 يونيوت1967 اختير رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية فبدأ مع وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة الجديد الفريق أول محمد فوزى إعادة بنائها وتنظيمها وفى عام 1968 عين أمينا عاما مساعدا لجامعة الدول العربية، القوات المسلحة المصرية خلال حرب الاستنزاف مثل معركة رأس العش التى منعت فيها قوة صغيرة من المشاة سيطرة القوات الإسرائيلية على مدينة بور فؤاد المصرية الواقعة على قناة السويس، وذلك فى آخر يونيو 1967، وتدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات فى 21 أكتوبر1967 وإسقاط بعض الطائرات الحربية الإسرائيلية خلال عامى 1967 و1968 وتدمير 60% من تحصينات خط برليف الذى تحول من خط دفاعى إلى مجرد إنذار مبكر. صمم الخطة (200) الحربية التى كانت الأصل فى الخطة (جرانيت) التى طورت بعد ذلك لتصبح خطة العمليات فى حرب أكتوبر تحت مسمى (بدر).

الأيام الأخيرة

قبل استشهاده بأسبوعين طلب من سكرتيره استمارة المعاش الخاصة به من شئون الضباط والتى بمقتضاها يصرف الورثة معاشه ومنحة الثلاثة أشهر بالإضافة إلى مصاريف الجنازة، حيث تذكر أنه لم يملأ هذه الاستمارة فى ملفه العسكرى وبالطبع الدهشة عقدت لسان سكرتيره، وتساءل: أبعد 31 سنة خدمة فى القوات المسلحة هل يعقل أن سيادة الفريق قد نسى أن يملأ استمارة معاشه إن الضابط عادة يملأ هذه الاستمارة فور تثبيته فى رتبة الملازم ثم لماذا لم تخطر بباله مسألة الاستمارة إلا الآن؟

ويذهب السكرتير والحيرة والتشاؤم يملكانه إلى شئون الضباط لتنفيذ الأوامر ويندهش الضابط المسئول عندما يكتشف أثناء مراجعته ملف رئيس الأركان أنه لم يملأ استمارة معاشه بالفعل وتملأ الاستمارة ويحدد فيها اسم شقيقته دكتورة زكية وريثة لكل مستحقاته حال استشهاده، حيث إنه لم يتزوج وتأخذ الاستمارة دون التوقيعات وتوضع فى ملفه يوم الخميس 6 مارس وقبيل استشهاده بـ72 ساعة فقط! الموقع رقم 6 الذى استشهد فيه الفريق رياض.

اكتسب هذا الموقع اسمه من معديه صغيرة تابعة لهيئة قناة السويس وكانت قبل تأميم القناة هى الوسيلة الوحيدة لنقل الأشياء والأشخاص من شاطئ القناة فى هذه النقطة، وكانت المعدية كقطعة بحرية تحمل رقما الرقم 6 هو رقمها إلا أن كوبرى حديديا أنشئ فى هذه النقطة فأحال معدية الشركة للمعاش، وإن بقى اسمها ورقمها علما على المنطقة فى السلم والحرب حتى الآن.

من أقواله

«لن نستطيع أن نحفظ شرف هذا البلد بغير معركة.. عندما أقول شرف البلد، فلا أعنى التجريد وإنما أعنى شرف كل فرد.. شرف كل رجل وكل امرأة».

«أنا لست أقل من أى جندى يدافع عن الجبهة ولابد أن أكون بينهم فى كل لحظة من لحظات البطولة»

إذا حاربنا حرب القادة فى المكاتب بالقاهرة فالهزيمة تصبح لنا محققة.. إن مكان القادة الصحيح هو وسط جنودهم وفى مقدمة الصفوف الأمامية.

إذا وفرنا للمعركة القدرات القتالية المناسبة وأتحنا لها الوقت الكافى للإعداد والتجهيز وهيأنا لها الظروف المواتية فليس ثمة شك فى النصر الذى وعدنا الله إياه.

لا أصدق أن القادة يولدون، إن الذى يولد قائدا هو فلتة من الفلتات التى لا يقاس عليها كخالد بن الوليد مثلا، ولكن العسكريين يصنعون، يصنعهم العلم والتجربة والفرصة والثقة.

إن ما نحتاج إليه هو بناء القادة وصنعهم، والقائد الذى يقود هو الذى يملك القدرة على إصدار القرار فى الوقت المناسب وليس مجرد القائد الذى يملك سلطة إصدار القرار.

تخليد وذكرى

نعاه الرئيس جمال عبدالناصر ومنحه رتبة الفريق أول ووسام نجمة الشرف العسكرية، اعتبر يوم 9 مارس من كل عام هو يومه تخليدا لذكراه. أطلق اسمه على أحد الميادين الشهيرة بوسط القاهرة بجوار ميدان التحرير ووضع به نصب تذكارى للفريق. وضع نصب تذكارى له بميدان الشهداء فى محافظة بورسعيد والإسماعيلية ومحافظة سوهاج. أطلق اسمه على أحد شوارع المهندسين وأكبر شارع بمدينة بلبيس. سميت باسمه إحدى المدارس الابتدائية التابعة للأزهر الشريف بمنطقة الإبراهيمية بالإسكندرية.

سميت باسمه مدرسة إعدادية للبنين فى مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة. سميت باسمه العديد من المدارس والشوارع والأماكن الهامة الأخرى. أطلق اسمه على أحد شوارع العاصمة الأردنية عمان ومحافظة الزرقاء فى المملكة الأردنية الهاشمية.