رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

سلطت الأضواء مؤخرًا على الشاب الأمريكى «أرون بوشنل» الذى أحرق نفسه أمام السفارة الإسرائيلية فى واشنطن احتجاجًا على الحرب الضارية التى تسلطها إسرائيل على قطاع غزة. لم يتحمل هذا الشاب النبيل الفظائع التى يرتكبها الكيان الصهيونى فى غزة، والتى أودت بحياة ثلاثين ألف فلسطينى، وأسفرت عن إصابة سبعين ألفًا. يقول فى بداية الفيديو الذى سجل عملية إضرام النار فى جسده: (لا أستطيع أن أتحمل ما يجرى من إبادة جماعية تنفذها إسرائيل ضد الفلسطينيين). إنه «أرون» الذى لم يتعد عمره الخامسة والعشرين، لكنه مسكون بالشرف والنبل. هاله الدماء الفلسطينية التى تراق ظلمًا وعدوانًا على يد الطاغوت الإسرائيلى. وحين أشعل النار فى نفسه صاح (الحرية لفلسطين). قالها مرارًا وتكرارًا إلى أن توقف عن التنفس بعد أن أسلم الروح.

يعمل «أرون» فى القوات الجوية منذ 2020 كفنى أنظمة فى إدارة تكنولوجيا المعلومات، ومهندس تطوير البرامج وإدارة البنية التحتية. كان عاكفًا على الحصول على بكالوريوس العلوم فى هندسة البرمجيات، تمتع بأعلى رتبة من الإنسانية دفعته لأن يسلط الأضواء على جرائم إسرائيل وآثامها التى ترتكبها ضد الفلسطينيين. ولأنه مسكون بالغيرة والشرف بادر فسلط الأضواء على فظاعة ما ترتكبه إسرائيل من إبادة جماعية ضد الفلسطينيين. أراد بفعلته وتضحيته بنفسه أن يسلط الأضواء على فظاعة ما يحدث للفلسطينيين فى غزة من ظلم وإبادة جماعية. ولهذا توج بفعلته وإحساسه الراقى بالبطل الذى لا يشق له غبار.

إنه البطل ذو الضمير الحى الذى أراد بفعلته وتضحيته بنفسه أن يزرع الأمل فى نفوس المظلومين. وصل به شعوره إلى هذا الحد من الإحساس ليثبت عن جدارة أنه رمز للإنسانية النقية التى لم تستطع أن تتحمل ما يحدث من مآسى فى فلسطين.

إنه الإنسان الشريف الذى دافع عن الحق عبر إنسانيته النقية المنزهة عن العثرات، إنسانية حدت به إلى التضحية بنفسه فى سبيل إعلاء المبدأ وليرسل بما أقدم عليه رسالة للعالم كله تسلط الضوء على سطوة واستبداد الكيان الصهيونى الغاصب، وجرائمه ضد الفلسطينيين، يتصدرها الإبادة الجماعية وعمليات القتل الممنهج فى محاولة لتصفية القضية، ليعلن بصوت عال وهو يحترق: (لن أكون متواطئًا بعد الآن قى دعم الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين الأبرياء). قالها بصوت عال كى ينبه الجميع إلى ما ترتكبه إسرائيل من جرائم.

كانت السفارة الإسرائيلية هدفًا للاحتجاجات المستمرة ضد الحرب التى سلطتها إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضى، وهدفت إلى دعم الفلسطينيين على مرأى من العالم كله على أمل أن يتحرك بإدانة الكيان الصهيونى على ما يرتكبه من جرائم وموبقات ضد الشرعية والقانون الدولي. إن ما أقدم عليه «أرون» من التضحية بنفسه هو رسالة تحذير مفادها أن استمرار الحرب التى تشرعها إسرائيل بهذه الوتيرة ضد غزة سوف تؤدى إلى توسيع الصراع، وإمعان الكيان الصهيونى الغاصب فى ديمومة تحدى العالم.