عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أعتقد أنه خلال ساعات قليلة سيتم وقف إطلاق النار فى غزة، بعد الجهود الشاقة والمضنية التى تقوم بها مصر من أجل وقف الحرب الإسرائيلية. فقد خاضت مصر خلال الشهور الماضية مباحثات وجهوداً مضنية جداً من أجل وقف هذه الحرب البشعة، ولذلك فإن اتصال الرئيس الأمريكى جو بايدن يوم الخميس الماضى مع الرئيس عبدالفتاح السيسى لم يأتِ من فراغ. وإنما هذا الاتصال يعد تتويجاً للدور المصرى البالغ الأهمية منذ السابع من أكتوبر الماضى وحتى كتابة هذه السطور. فقد كانت مصر اللاعب الرئيسى فى كل المفاوضات والمباحثات التى استضافتها القاهرة على مدار هذه المدة الزمنية الماضية، إضافة إلى ما تم فى باريس والدوحة والإمارات. وكذلك شهدت هذه المباحثات العديد من الجولات من أجل التقريب ما بين وجهتى النظر الفلسطينية والإسرائيلية، وخاصة مع «حماس».
الحرب الإسرائيلية البشعة التى تخوضها تل أبيب من أجل تصفية القضية الفلسطينية باءت كلها بالفشل، وتم تعرية إسرائيل والمجتمع الدولى وعلى رأسه الولايات المتحدة بشكل لافت للأنظار، حيث تبين أنهم جميعاً يرفعون شعارات زائفة فيما يتعلق بحقوق الإنسان والعدالة، وأنهم يقولون ما لا يفعلون، وكل تصرفاتهم تدل على التمييز والعنصرية البشعة، والحقيقة التى لا جدال فيها أن القاهرة أثبتت للدنيا كلها أنها تتحمل الأعباء الشاقة منذ فجر التاريخ فيما يتعلق بقضايا الأمة العربية وعلى رأسها دولة فلسطين. 
ولم تتخل مصر أبداً عن دورها الريادى والعروبى فى هذا الشأن رغم الكثير من التحديات الصعبة التى تواجهها فى هذا الشأن وبما يعود بالآثار السلبية على الشعب المصرى الذى سيظل البطل على مر التاريخ فى كل الأزمات والقضايا التى تتعرض لها الأمة العربية.
نعم لقد نجحت مصر فى وقف مخطط تصفية القضية الفلسطينية وأحبطت كل المخططات الإجرامية التى كانت تعتزم إسرائيل القيام بها، خاصة مخطط التهجير القسرى حتى ولو كان مؤقتاً، لأن «المؤقت» عند إسرائيل هو «أبدى»، وكشفت مصر أن هذا المخطط يقضى تماماً على فكرة وقرار إنشاء الدولة الفلسطينية.. ورغم كل هذه الظروف الصعبة، جداً، كانت مصر ولا تزال حريصة كل الحرص على الشعب الفلسطينى من خلال العمل بكل قوة على إدخال المساعدات الإنسانية التى تقيم الحياة إلى الأشقاء فى فلسطين وخاضت فى سبيل ذلك المتاعب والمصاعب ولا تزال، فى ظل تعنت دولى واضح، وفى ظل قرارات أمريكية بشعة تعمل ضد كل ما يساعد على إنفاذ هذه المساعدات، علاوة على الجرائم البشعة التى ترتكبها إسرائيل لمنع وصول المساعدات الإنسانية، بل إنها ارتكبت مجازر بشعة فى حق الشعب عندما كان يسعى إلى الحصول على ما يقيم به صلبه، وفى التجمعات من أجل الحصول على الماء والخبز ارتكبت تل أبيب المذابح لهؤلاء.
رغم كل ذلك لم تيأس مصر أبداً أو تلين لها قناة حتى تضمن وصول المساعدات الإنسانية، ورغم كثرة الشائعات التى أطلقها الاحتلال الصهيونى ضد مصر، بزعم كاذب أن مصر أغلقت معبر رفح فى حين أن هذا المعبر لم يغلق أبداً منذ اندلاع الحرب وقبلها. وكل هذه الأكاذيب والشائعات لم تؤثر قيد أنملة لدى القيادة السياسية المصرية والدولة والشعب، وما زالت مصر تواصل جهودها الشاقة حتى تمنع تصفية القضية الفلسطينية، ووقف الحرب الإسرائيلية، والدخول فى مفاوضات مباشرة لتنفيذ حل الدولتين القائم على إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وستظل الجهود المصرية قائمة حتى يتحقق هذا الهدف طبقاً للشرعية الدولية.