رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة

المِحن والشدائد أكبر كاشف، لفرز معادن البشر، وخاصة إن كان الظرف إنسانيا، اتصال هاتفى مع احد الاصدقاء العائدين من الموت، فى غزة الحبيبة، فور وصوله الأراضى المصرية، بمعبر رفح، والرغبة فى اللقاء بعد انقطاع الاتصال بيننا بسبب الحرب الغاشمة التى يشنها الاحتلال الصهيونى فى فلسطين.

التقيت الصديق الذى كتب له الله هو واسرته النجاة، بعد أن فقد العشرات من الاحباب والاقارب، وبترحاب شديد استقبلنى واستقبلته بأهلا بك فى بلدك مصر، وبدأ يروى ما شهدوه هو واشقاؤنا الفلسطينيون، من ويلات الحرب، والإبادة الجماعية، بقطاع غزة، وبدأت أتساءل كيف كانت تمر عليهم الايام والليالى وسط كل هذا العنف والقصف الجماعى للمدنيين؟ فاجابنى بكل صلابة أن الفلسطينيين كتب عليهم هذا القدر، وأنهم كانوا فى انتظار الحرب، ولكن ليست بهذه الضراوة، متعجباً من موقفين، أولهما كيف لم تحسب حماس الحسابات لضربة 7 أكتوبر؟! وثانيهما هذا المحتل الغاشم كيف يضرب المدنيين والاطفال والمستشفيات والمساجد والكنائس ولا يبالى من أين له بهذه الثقة؟!

واستطرد صديقى فى حديثه، وبكل عفوية ذكر بعض المواقف، التى كانت تمر عليهم فى الفترة الاخيرة، متعلقة بوصول المساعدات، ولم ينس أن يثنى على موقف مصر وكافة الضغوط التى تحملتها القيادة المصرية والشعب المصرى من اجل وصول المساعدات، وقال إن الشعب الفلسطينى يتعرض لمجاعة كبيرة فى شمال غزة بسبب عدم وصول المساعدات اليهم، وفى الجنوب انتشر الكبد الوبائي، فإن لم يموتوا بالمرض ماتوا من الجوع، مستنكراً ممارسات «حماس» فى توزيع المساعدات التى تصل إلى القطاع، والتى قال عنها إن «المحسوبية» تحكمها دون النظر لعدالة التوزيع رغم الظرف الانساني، لدرجة أن جوال الطحين وصل سعره 1000 دولار.

وبسؤالى له عن مكان اقامته فى مصر، أخبرنى انه استأجر عددا من «الشقق»، لعائلته من اشقاء وابناء عم ووالده ووالدته، فاستفسرت عن تكلفة الايجار، فصعقت من ما اخبرنى به، بأن الايجار يتراوح بين (12 إلى 18 الف جنيه) شهريا، فتساءلت بينى وبين نفسي، من هذا الذى يسمح له ضميره بالمتاجرة بالظرف الانسانى للاشقاء الفلسطينيين واى اصحاب املاك هؤلاء الذين يصنعون ذلك؟! هل هؤلاء مصريون؟!

ملحوظة قبل أن أكتب رسالتي، لاحظت على خلفية الهاتف المحمول لصديقى الناجى من نيران الصهاينة، صورة الرئيس السيسي، فسألته لماذا تضع صورة الرئيس على هاتفك؟ قال لأنه عربى أصيل وهو الوحيد الذى شعر بآلامنا ومحنتنا.

رسالتى إلى من يستغلون المأساة: اذكركم أن الرئيس السيسى قال عن الاخوة الفلسطينيين والسوريين والسودانيين وغيرهم انهم ضيوف، فيجب اكرام الضيوف لا استغلالهم يا فاقدى الضمير والانسانية.

ورسالتى للحكومة: المزيد من الرقابة على اصحاب الوحدات التى تؤجر للضيوف من الدول الاخرى، وتحصيل منهم ضرائب عقارية تتناسب مع ما يتحصلون عليه من ارباح فاحشة استغلالا للشدائد.