رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اتجاه

لم تكن تلك المديونية، فى أن عدد الضحايا الفلسطينيين، فى الطريق لـ30 ألف شهيد والـ70 ألف مصاب، لأن جريمة قتل هؤلاء، ودونهم مئات الآلاف من الجرحى والمشردين، إنما تظل جريمة حرب لا تسقط ولا يجرى وفاءها أو التسامح فيها، لأنها تفوق ما عاداها من ديون سياسية، تراكمها المؤسسات الأممية والمواقف الدولية، فى تاريخ دولة الاحتلال، وتكفى أن «تجرجر» هذه الدولة- إسرائيل- للمحاسبة الدولية، وتوقيع أقصى العقوبات على مؤسساتها السلطوية، وتحميل أولئك الذين على قمتها، مسئولية الإبادة الحماعية ضد شعب فلسطين، والتى- وفق القوانين الدولية- تنتهى بهم متهمين، فى ساحة المحكمة الجنائية الدولية. 
<< بالقطع يتقدم هؤلاء، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وزمرته الصهيونية وزير الدفاع يوآف جالانت، والمتطرفان الاثنان، وزير المالية بتسلئيل سيموتريتش ووزير الأمن القومى إيتمار بن غفير، وعلى شاكلتهم أولئك الذين ينفخون فى نفير الحرب، على قاعدة الدعم الأمريكى الذى يوفر الغطاء لعدوانهم، سواء بنقض قرارات مجلس الأمن، أو بتبنى سياسة الرفض لأى إدانات أو احتجاجدات دولية، تحت مزاعم حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها، حتى لو أتى العدوان على آخر فلسطينى فى قطاع غزة، لكن مهما طالت الطريقة الأمريكية الشريرة، فى توسيع قائمة قتل الأبرياء تحت عنوان «حماس»، فإن مواقف دولية متعددة قد يمكنها تغيير هذه الفوضى. 
<< مثلاً كلمات الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا، الذى اتهم إسرائيل وهو يحضر قمة الاتحاد الإفريقى- الأحد الماضى- فى العاصمة الإثيوبية «أديس أبابا»، بإرتكاب إبادة جماعية ضد المدنيين الفلسطينيين فى قطاع غزة، حتى إنه شبه ما تقوم به الدولة العبرية بمحرقة اليهود إبان الحرب العالمية الثانية، وفى التفاصيل يعنى أن «نتنياهو» كما لو كان «هتلر»، فيما يقوم به جيش بلاده ضد الأطفال والنساء، وهو ما أثار الغضب والهلوسة فى حكومة «تل أبيب»، وصارت واحدة من أكبر الأزمات الدبلوماسية، انتهت بطرد السفير الإسرائيلى، ووقف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وهى الفرصة التى تراكم الديون السياسية والعزلة على إسرائيل..لماذا؟. 
<< لأن الاتهامات العنيفة، التى كالها «دا سيلفا» للكيان الصهيونى لاقت قبولاً واسعاً، ليس عند الفلسطينيين والشعوب العربية، بقدر ما حازت بدعم دول أمريكا اللاتينية، كما الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو، الذى أيد كلام الرئيس البرازيلى، عن الإبادة الجماعية بالقول، إن «هتلر» وحش تم إنشاؤه من قبل النخب الغربية، وأن الحكومة الإسرائيلية تفعل الشىء نفسه للفلسطينيين الذى فعله «هتلر» لليهود، ومن بعده كان إعلان رئيس كولومبيا غوستافو بيترو، عن تضامنه ورضاه عن تصرحات «داسيلفا»، ومن عنده ينبه المنطقة العربية، لأن تتحد من أجل الوقف الفورى للعنف فى فلسطين، وكذلك تطبيق الدول عواقب فى العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل. 
<< إنها فرصة مفتوحة، لأن نستغل هذه الزخم الدولى، وما سبق من مواقف ضد إسرائيل، منذ عدوانها على غزة، عندما أعلنت دول تشيلى وبوليفيا وهندوراس، عن قطع العلاقات مع «تل أبيب»، ومن الدول العربية مملكة البحرين التى قطعت العلاقات الاقتصادية مع الصهاينة، وسحبت سفيرها مثلما المملكة الأردنية، ومن بعدها تركيا على مسار الأزمة بين البلدين، وتقرر إغلاق السفارة الإسرائيلية فى «أنقرة».. أعتقد أن استغلال وتوظيف هذا الاتجاه، مع ما صدر عن محكمة العدل الدولية، فى دعوى جنوب إفريقيا عن «الإبادة» فى غزة، وما يجرى هناك من مناقشات حول التبعات القنونية للاحتلال، يمكن أن يضع إسرائيل على طريق العزلة.. وتحمل مديونية عدوانها.


[email protected]